اشتباكات عنيفة في العاصمة الليبية توقع عشرات القتلى والجرحى
٢٢ يوليو ٢٠٢٢
لقي أكثر من 10 أشخاص مصرعهم وجرح نحو 30 آخرين في اشتباكات عنيفة في العاصمة الليبية طرابلس، الأمر الذي دفع المجلس الرئاسي الليبي بصفته "القائد الأعلى للجيش الليبي" لتكليف رئيس الأركان العامة بفض الاشتباكات.
إعلان
قُتل 13 شخصًا منهم طفل وأصيب 30 شخصا، في اشتباكات عنيفة اندلعت ليل الخميس الجمعة بين مجموعتين مسلحتين في العاصمة الليبية طرابلس وتجددت ظهر الجمعة (22 تموز/ يوليو 2022) بعد هدوء وجيز. وعادت الاشتباكات الجمعة مع تبادل إطلاق نار كثيف في شرق المدينة قرب حرم جامعة طرابلس ومركز طرابلس الطبي حيث لجأ الكثير من الناس خلال الليل هربًا من أعمال العنف، بحسب وسائل الإعلام الليبية ومراسلي وكالة فرانس برس.
وبدأت الاشتباكات العنيفة في الأحياء الشرقية لطرابلس بعيد منتصف ليل الخميس ما أثار ذعرا بين السكان في الشوارع المزدحمة والحدائق في ليلة صيفية حارة. وأسفرت الاشتباكات عن "13 قتيلًا بينهم ثلاثة مدنيين أحدهم طفل يبلغ 11 عامًا، و30 جريحًا"، حسبما نقلت قناةليبيا الأحرار عن جهاز الإسعاف الجمعة.
وأشار مصور وكالة فرانس برس إلى أن لواء "444" التابع لوزارة الدفاع الليبية تدخّل صباح الجمعة لوقف الاشتباكات، ووضع مركباته المسلحة في منطقة عازلة على دوار الفرناج (شرق طرابلس)، قبل أن يتم استهدافه بنيران كثيفة.
وكان المتحدث باسم جهاز الإسعاف أسامة علي قد أعلن أن 60 طالبا علقوا في مباني سكن جامعية بسبب الاشتباكات. وأُرسلت سيارات إسعاف لإجلائهم إلى مستشفى طرابلس.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات العربات التي تركها أصحابها هربا من إطلاق النار.
بعد فشل محادثات جنيف.. من يعرقل إجراء الانتخابات في ليبيا؟
18:21
تكليف رئيس الأركان بفض الاشتباكات
وقامت الخطوط الجوية الليبية بتحويل رحلاتها القادمة من القاهرة، وخطوط العالمية (غلوبال) القادمة منبنغازي، والتي كان من المقرر أن تهبط في مطار معيتيقة القريب من موقع الاشتباكات، إلى مصراتة الواقعة على بعد 250 كيلومترا شرق طرابلس. وأوقفت إدارة مطار معيتيقة الحركة الجوية حتى إشعار آخر.
وكلف المجلس الرئاسي بصفته "القائد الأعلى للجيش الليبي" رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، فريق أول، محمد الحداد، بسرعة اتخاذ الإجراءات الفورية لفض الاشتباكات بين الوحدات المتقاتلة حاليا بالعاصمة طرابلس.
وبحسب التكليف الصادر اليوم الجمعة، "على رئاسة الأركان العمل على إعادة القوات المقاتلة فورا إلى مقراتها، وتأمين أمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم، والممتلكات العامة، والسيطرة على الموقف بما يؤمن عودة الأمور إلى مسارها الطبيعي". وأعطى القائد الأعلى لرئيس الأركان صلاحية الاستعانة بما يراه ضروريا، وموافاته بتقرير مفصل عن الإجراءات التي تم اتخاذها، مشفوعا بملاحظات وتوصيات الأركان.
خ.س/ع.ج (أ ف ب، د ب أ)
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام معمر القذافي في مطلع عام 2011 تعيش ليبيا في دوامة من العنف والاضطراب وعدم الاستقرار السياسي. فيما يلي أبرز محطات الصراع ومحاولات إرساء سلام يتفلت من بين أيدي الليبين مرة تلو الأخرى.
صورة من: picture alliance/dpa
تستضيف العاصمة الألمانية برلين الأربعاء (23 حزيران/يونيو 2021) جولة جديدة من محادثات السلام الليبية. ستركز المحادثات على التحضير لانتخابات وطنية مقررة في 24 كانون الأول/ديسمبر وسحب الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا، ومسألة تشكيل قوات أمنية موحدة. واستضافت برلين برعاية الأمم المتحدة في 19 كانون الثاني/ يناير 2020 مؤتمرا حول ليبيا شارك فيه طرفا النزاع إلى جانب رؤساء روسيا وتركيا وفرنسا ومصر.
صورة من: Getty Images
في شباط/فبراير من عام 2011 اندلعت في بنغازي ومن ثم في مناطق أخرى تظاهرات جوبهت بعنف من قبل نظام معمر القذافي، الذي حكم البلاد منذ عام 1969 بقبضة من حديد. شن تحالف بقيادة واشنطن وباريس ولندن هجمات على مقار قوات القذافي، بعد حصوله على ضوء أخضر من الأمم المتحدة. ثم انتقلت قيادة العملية الى حلف شمال الأطلسي. ولقي القذافي مصرعه في 20 تشرين الأول/أكتوبر بالقرب من مسقط رأسه في سرت.
صورة من: dapd
غرقت ليبيا في دوامة من العنف والاضطرابات السياسية لم يفلح المجلس الوطني الانتقالي، الذي تشكل في الأيام الأولى للثورة برئاسة مصطفى عبد الجليل كبديل للنظام، في وضع حد لها. وفي يوليو/ تموز 2012 انتخب برلمان تسلم سلطاته بعد شهر من المجلس الوطني الانتقالي. تشكلت حكومة برئاسة علي زيدان في تشرين الأول/أكتوبر، بيد أنها سقطت بعد حجب الثقة عنها في آذار/مارس 2014.
صورة من: Picture-Alliance/dpa
تعرضت السفارتان الأميركية في أيلول/سبتمبر 2012 والفرنسية في نيسان/أبريل 2013 لهجومين تسبب الأول بمقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز والثاني بإصابة حارسين فرنسيين، فأغلقت غالبية السفارات الأجنبية أبوابها وغادرت طواقمها البلاد.
صورة من: Reuters
في أيار/مايو 2014، أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدء عملية "الكرامة" ضد جماعات إسلامية مسلحة في شرق ليبيا. وانضم ضباط من المنطقة الشرقية إلى صفوف "الجيش الوطني الليبي" الذي شكله حفتر. في حزيران/يونيو 2014، تم انتخاب برلمان جديد جاءت أغلبيته مناوئة للإسلاميين الذين قاطعوه.
صورة من: Reuters
في نهاية آب/ أغسطس 2014 وبعد أسابيع من المعارك الدامية، سيطر ائتلاف "فجر ليبيا" الذي ضم العديد من الفصائل المسلحة بينها جماعات إسلامية، على العاصمة طرابلس وأعاد إحياء "المؤتمر الوطني العام"، البرلمان المنتهية ولايته. وتم تشكيل حكومة. وأصبح في ليبيا برلمانان وحكومتان.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia
في كانون الأول/ ديسمبر 2015 وبعد مفاوضات استمرت أشهراً، وقع ممثلون للمجتمع المدني ونواب ليبيون في الصخيرات بالمغرب، اتفاقاً برعاية الأمم المتحدة، وأُعلنت حكومة الوفاق الوطني. لكن لم تنل هذه الحكومة قط ثقة البرلمان في الشرق المدعوم من خليفة حفتر، ولم تتمكن من فرض سلطتها على القوى السياسية والعسكرية في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AA/Jalal Morchidi
في السنوات التالية تنازعت سلطتان الحكم في ليبيا: في الغرب حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ طرابلس مقرا لها وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، وسلطة موازية في شرقي البلاد بقيادة خليفة حفتر. جمع اجتماعان في باريس في عامي 2017 و2018 حفتر والسراج في محاولة للوصول إلى تسوية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، بيد أنه لم يتم الالتزام بما اتفق عليه ومضت الحرب في طحن البلاد.
صورة من: picture-alliance/C. Liewig
في مطلع 2019، بدأت قوات حفتر بغزو الجنوب بدعم من القبائل المحلية، فسيطرت بلا معارك على سبها والشرارة، أحد أكبر الحقول النفطية في البلاد. ومن ثم تقدمت باتجاه طرابلس، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة من القوات الموالية لحكومة الوفاق التي شنت بعد عام تقريباً هجوماً معاكساً وحققت تقدماً، لكن في حزيران/ يونيو 2020 هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب"التدخل" العسكري في ليبيا في حال تقدم قوات الوفاق نحو سرت.
صورة من: Reuters
بعد فشل متكرر لإخراج ليبيا من الفوضى، أفضى حوار ليبي رعته الأمم المتحدة في جنيف في الخامس من شباط/فبراير 2021 إلى توقيع اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار "بمفعول فوري". ومن ثم جرى الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي وحكومة موحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، نالت ثقة البرلمان في آذار/ مارس. ومهمة حكومة الدبيبة السير بالبلاد نحو تنظيم الانتخابات. وبذلك عاد الأمل المفقود باحتمال تحسن الوضع. إعداد: خالد سلامة