اشتباكات عنيفة في الفلوجة وأنباء عن تحرير قضاء الكرمة
٢٤ مايو ٢٠١٦
أعلنت قيادة تحرير الفلوجة تحرير قضاء الكرمة شرق الفلوجة بعد يوم من انطلاق عملية تحرير المدينة التي تحولت إلى واحدة من أبرز معاقل "داعش" منذ 2014. وتدور اشتباكات عنيفة في محيط المدينة وسط تخوفات أممية من مصير المدنيين.
إعلان
أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار العراقية اليوم الثلاثاء (24 مايو/ أيار 2016) بأن مواجهات واشتباكات عنيفة تدور بين القوات الأمنية وعناصر "داعش" شمالي الفلوجة.
وقال المصدر في تصريح لـ"السومرية نيوز" إن "مواجهات واشتباكات عنيفة تدور منذ الساعات الأولى من صباح اليوم بين القوات الأمنية والحشد الشعبي من جهة وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى في ناحية الصقلاوية شمالي الفلوجة".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المواجهات والاشتباكات مستمرة حتى الآن، وسط إسناد من طيران الجيش والقوة الجوية والمدفعية للقوات الأمنية".
وكان قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي أعلن الليلة الماضية تحرير قضاء الكرمة شرق الفلوجة بالكامل، مؤكداً رفع العلم العراقي فوق بناية مجلس القضاء.
الحشد الشعبي ضمن عملية الفلوجة
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن فجر أمس الاثنين على مواقع التواصل الاجتماعي "عملية تحرير الفلوجة"، مضيفا: "دقت ساعة التحرير واقتربت لحظة الانتصار الكبير وليس أمام داعش إلا الفرار".
وأوضح العبادي أن "القوات الخاصة والجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر ستشارك في عملية تحرير الفلوجة" أبرز معاقل التنظيم الجهادي منذ كانون الثاني/يناير 2014.
في المقابل، أكد التنظيم المتطرف في بيان "صدّ هجوم واسع النطاق للقوات العراقية" مشيرا إلى تدمير عدد من الآليات. وأفاد ستيف وارن المتحدث باسم قوات التحالف شن 21 غارة جوية استهدفت مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في الفلوجة وحولها منذ السابع عشر من أيار/مايو. في حين أعلن متحدث باسم البنتاغون أن الجيش الأميركي مستعد لنشر مروحيات عسكرية في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك.
وحسب مصور وكالة فرانس برس فإن القوات العراقية لم تدخل إلى المدينة لكن طائرات حربية تواصل توجيه ضربات إلى أهداف في داخلها.
مأساة المدنيين
وعبر "عملية التحرير" يسود الخوف من تفاقم مأساة المدنيين الذين يستخدمهم التنظيم كدروع بشرية كما أنهم محرومين أيضا من المساعادات الغذائية التي لم " لم تدخل الفلوجة منذ أن استعادت الحكومة السيطرة على الرمادي"، وفق المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
كرديات وأزيديات على خط الجبهة الأمامي في مواجهة "داعش"
قبل عامين شكلت مناطق الأزيديين بشمال العراق مسرحا لمأساة إنسانية يكاد لم يشهد لها مثيل منذ عقود، فقد تعرض الأزيديون لهجوم من قبل "داعش" الذي أسر واستعبد الكثيرات من بناتهم. واليوم تقف الأزيديات على الجبهة لمحاربة "داعش"
صورة من: Reuters/A. Jadallah
بالقرب من مدينة الموصل العراقية تقف المقاتلة الكردية حسيبة ناوزاد وبيدها منظار تراقب من خلاله عن كثب الوضع على خطوط الجبهة التي تفصل بين المناطق الكردية وتلك التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). يأتي ذلك فيما يواصل الأكراد والجيش العراقي تقدمهم على حساب الإرهابيين.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
حسيبة ناوزاد ترصد تحركات العدو قبل أن تعطي الإشارة لزميلتها المقاتلة الأزيدية أسيما داهر (الثالثة على اليمنين) ومقاتلات أخريات بإطلاق النار على الإرهابيين. وبما أنه لا يمكن قتال جهاديي "داعش" فقط عبر الغارات الجوية، فإن الأزيديات والكرديات يشكلن رأس الحربة على الأرض.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
وحتى تتمكن المقاتلة الكردية من إصابة هدفها يجب ألا يحجب أي شيء نظرها، لذلك تقوم بلف شعرها وربطه جيدا حتى لا تسقط أي خصلة على وجهها. هذا "المظهر العسكري" الذي أحيانا ما تدرجه بعض دور الأزياء الغربية في تصاميمها، فإنه يعكس واقعا مرا في العراق وكذلك في سوريا.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
أسيما داهر خلال استراحة محارب. على ذراعها تحمل دبا أحمرا. ربما كرمز لزمن السلام الذي انتهى فجأة في صيف عام 2014 عندما هاجم تنظيم "الدولة الإسلامية" المناطق الأزيدية. عندها بدأت معاناة العديد من الأزيديات اللواتي وجدن أنفسهن مجبرات على توديع وترك كل ما هو غال ونفيس.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
تنظيم "داعش" لم يرأف حتى بحال الأكثر ضعفا ووهنا. مئات الآلاف وجدوا أنفسهم في صيف عام 2014 مجبرين على الفرار من بطش وهمجية الجهاديين. هذه الصورة، التي تظهر شيخا عجوزا يستند إلى امرأتين، جابت العالم كله كرمز لمعاناة الأزيديين.
صورة من: Reuters
هذه الفتاة الأزيدية، التي لا تريد الكشف عن وجهها، تعرضت في صيف عام 2014 للاختطاف قبل أن تجبر على الزواج قسرا من أحد مقاتلي "داعش". وبعدها بشهرين تمكنت الفتاة الأزيدية، التي لم يتجاوز عمرها الـ15 عاما، من الفرار من قبضة التنظيم الإرهابي. واليوم ها هي تعيش بين أهلها وذويها وتروي ما تعرضت له من مآس يكاد اللسان يعجز عن وصفها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Bennett
ظلت مدينة كوباني الكردية (عين العرب)، الواقعة شمالي سوريا على الحدود مع تركيا، لأشهر عدة وهي تحت حصار مقاتلي "داعش". حينها استبسل الأكراد في الدفاع عن مدينتهم قبل أن يتمكنوا –وبدعم من الطائرات الحربية الأمريكية – من تحريرها من قبضة الإرهابيين الذين تركوا كوباني خرابا ودمارا.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Akgul
تنظيم "داعش" يحارب كل من يخالفه في إيديولوجيته. كما يستخدم التفرقة ويحاول نشر الكراهية وبث البلبلة بين الأطياف والأديان. بيد أن محاولاته لم تكلل دائما بالنجاح. والدليل على ذلك الصداقة التي تربط بين الكرديات والأزيديات اللواتي انتصرن – ولو رمزيا – على التنظيم الإرهابي.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
تنظيم "داعش" لم يهزم بعد عسكريا، إذ أنه لا يزال يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق. أما الكرديات والأزيديات فسيواصلن كفاحهن ضده، بعد أن لقنّه درسا بأن النساء لسن جاريات!
صورة من: Reuters/A. Jadallah
9 صورة1 | 9
وفي بيان رسمي، طلبت قيادة العمليات المشتركة من سكان المدينة الاستعداد للخروج منها عبر طرق مؤمنة. كما دعا البيان جميع الأسر إلى "الابتعاد عن مقرات عصابات داعش وتجمعاتها إذ سيتم التعامل معها كأهداف للطيران الحربي".
كما طلبت القيادة في بيان منفصل من "كافة العائلات التي لا تستطيع الخروج من الفلوجة رفع راية بيضاء على مكان تواجدها". وأعلنت مصادر رسمية أن عشرات العائلات تمكنت من الخروج من الفلوجة التي يمنع الجهاديون الأهالي من مغادرتها.
من جهتها أعرب الأمم المتحدة عن "قلقها البالغ" حيال المدنيين في الفلوجة. وقال المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة تقدر وجود نحو 50 ألف شخص حتى الآن في الفلوجة، وأنه "من المهم أن يكون هناك ممرات آمنة للسكان" للفرار من المدينة.