اشتراكيو ألمانيا مع إجراءات صارمة ضد المتطرفين في الجيش
١٤ مايو ٢٠١٧
ناشد الحزب الاشتراكي الديمقراطي بألمانيا، وزيرة الدفاع الاتحادية، أورزولا فون دير لاين، اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد أي يمينيين متطرفين بالجيش الألماني، على خلفية واقعة ضابط الجيش المشتبه في صلته بالإرهاب.
إعلان
وقال خبير شؤون الدفاع بالحزب، راينر أرنولد، في تصريحات خاصة لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد(14 أيار/مايو): "من الضروري أن يكون هناك تعليمات من الوزيرة بضرورة إقالة أي جنود ذوي أفكار يمينية متطرفة بشكل أساسي من الجيش الألماني". وتابع قائلا: "إن دفع غرامات مالية ليس كافيا في هذا الشأن؛ لأنه لا يمكنها أن تغير شيئاً في مثل هذا الموقف". مشددا بقوله: "لابد من مواصلة مراقبة هؤلاء الجنود".
وفي إشارة إلى واقعة الجندي فرانكو إيه اليميني المتطرف والمشتبه في صلته بالإرهاب وتنحله صفة لاجئ سوري، أمرت فون دير لاين بالتفتيش في الوقت الحالي في كل الثكنات عن أي متعلقات ترمز إلى الجيش النازي (فيرماخت)، مثل الخوذ الفولاذية أو البنادق. وكانت فون دير لاين، أعلنت في تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية الصادرة اليوم، أن من المنتظر تغيير أسماء ثكنات تحمل أسماء ضباط تابعين للجيش النازي.
وقالت:"أرى أن الجيش الألماني يجب أن يبعث بإشارة على نحو واضح إلى الداخل والخارج، بأنه لا يتبنى تقاليد الجيش النازي (الفيرماخت)، وذكرت أنه ينبغي على الجيش أن يضع تاريخه البالغ 60 عاما في الأولوية، ولما لا يشمل ذلك أيضا أسماء الثكنات؟ ولابد أن يتم الآن إجراء النقاش من جديد في ضوء النتائج الراهنة".
وفي إطار عملية التفتيش، تم إبعاد صورة للمستشار الألماني الراحل هيلموت شميت وهو يرتدي زي الجيش النازي، من مبنى لطلاب كلية تابعة للجيش. من جانبه، انتقد يوهانس كارز، عضو البرلمان عن الحزب الاشتراكي، هذه الخطوة واصفا الخطوة بأنها " عبثية وغير مناسبة، وكأن شميت كانت له علاقة، بصورة أو بأخرى، بميول يمينية متطرفة".
وفي سياق متصل، انتقد هانز-بيتر بارتلز، مفوض البرلمان لشؤون الجيش، سياسة فون دير لاين، وقال إن الكثير من الجنود " ليسوا سعداء بوزيرة الدفاع بسبب انتقادها غير المناسب للجيش، كما أن البعض منهم غاضبون من رؤسائهم الذين لم يعترضوا على الوزيرة".
وحسب صحيفة "فرانكفورتر الغماينه زونتاجس تسايتونغ"، فإن بيانات جهاز الاستخبارات العسكرية تشير إلى تراجع مطرد في عدد الأشخاص ذوي التوجه اليميني المتطرف داخل الجيش خلال السنوات الماضية.
وأوضحت هذه البيانات، حسب الصحيفة، أن عدد الأشخاص الذين تم التثبت من كونهم يمينيين متطرفين، انخفض بنسبة تزيد عن 90% وتحديدا من 47 شخصا في 2010 إلى ثلاثة أشخاص في العام الماضي.
وفي ذات السياق، قالت الصحيفة إن عدد الأشخاص الذين توافرت شواهد عن مواقف يمينية متطرفة لهم، تراجع في نفس الفترة الزمنية من 172 إلى 31 شخصا.
من جانبه، قال هاينريش بيدفورد-شتروم، رئيس مجلس الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا لصحف مجموعة (فونكه) إن "القساوسة العسكريين يمثلون أهمية تامة في مثل هذه المواقف من حالات عدم اليقين" وذلك في إشارة إلى الحديث عن مسؤولية خاصة للكنيسة الإنجيلية في ظل هذه الوقائع. وأوضح بيدفورد-شتروم أن هؤلاء القساوسة "لا يمنحون رعاية روحية وحسب، بل كذلك توجيها".
ح.ع.ح(د.ب.أ)
محطات في حياة الضابط الألماني المنتحل شخصية لاجئ سوري
لا تزال واقعة انتحال الضابط الألماني "فرانكو أ." لهوية لاجئ سوري محط اهتمام وانتقاد الرأي العام الألماني. خاصة بعد أن كشفت التحقيقات الأولية أن الميول المتطرفة لدى الضابط كانت معروفة لدى قادته منذ أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa
في تمَوز/ يوليوعام 2008 التحق "فرانكو أ." بالجيش الألماني لتأدية الخدمة العسكرية في بلدة إيدارأوبرشتاين التابعة لولاية راينلاند بفالتس في ألمانيا. وفي العالم التالي 2009 التحق بمجموعة من الجيش الألماني متمركزة في فرنسا، وهناك درس علوم السياسية والاجتماع بأكاديمية سانت سير العسكرية.
صورة من: picture alliance/dpa
قدم "فرانكو أ." في كانون الأول/ ديسمبر عام 2013 أطروحته للماجستير والتي انتقد فيها ما أسماه بـ "الخلط المتعمد الذي يطال السلاسة الأوروبية "، في إشارة إلى سياسة الهجرة التي تتسبب في الاختلاط بين الشعوب.
صورة من: Fotolia/Franny-Anne
وقوبلت رسالة الماجستير بانتقادات شديدة من قبل المشرف بسبب المضمون الذي انطوى على فكر قومي متطرف وعن نداء صريح للعنصرية. ودافع "فرانكو أ." عن نفسه بأن اللغة المستخدمة قد تكون حملت عبارات غير مرغوب بها وذلك لكتابتها ضمن فترة زمنية قصيرة.
صورة من: Gerhard Seybert/Fotolia
في تموز/يوليو 2015 منح رتبة ضابط بالجيش الألماني. وبعد عام تقريباً على تعيينه سجل نفسه كلاجئ سوري بإسم "دافيد بنيامين" في مدينة أوفنباخ. بعد ذلك نُقل إلى أحد مراكز إيواء اللاجئين التابعة لدائرة ايردينغ (ولاية بافاريا).
صورة من: picture-alliance/dpa
في شباط/فبراير2016 انتقل الضابط المنتحل شخصية لاجئ سوري إلى كتيبة الجيش 291 في إلكيرش (إكيرتش) في فرنسا. وبعد عشرة أشهر حصل على الحماية الجزئية، التي تمنح مؤخرا في ألمانيا لمعظم طالبي اللجوء السوريين.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gentsch
في شباط/فبراير2017 اعتقل في فيينا بشكل مؤقت بتهمة حيازة السلاح بدون ترخيص. ما أثار الشكوك حوله ودفع بالمكتب الفيدرالي لمكافحة الجريمة بتزويد جهاز المخابرات العسكرية بمعلومات حول انتحال الضابط الألماني لشخصية أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. von Erichsen
في 26 نسيان /أبريل 2017 ألقي القبض على الضابط المذكور في مدينة هاملبورغ بايرن. كما اعتقل أحد شركائه ويدعى "ماتياس ف."، وهو طالب نشأ مع "فرانكو أ." في مدينة أوفنباخ. وذكرت وزارة الدفاع الألمانية أنه تم العثور بحوزة المتهم الثاني على ذخيرة ومعدات عسكرية تم الحصول عليها من الجيش الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Medichini
بعد هذه الواقعة انتقدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين في مقابلة مع القناة الثانية (ZDF) قادة الجيش وحملت ما "سوء القيادة" المسؤولية عن ما حدث مع الضابط المنتحل. في المقابل تزداد الضغوط التي تواجهها الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشارة أنغيلا ميركل على خلفية هذه الفضيحة.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
في الثاني من شهرأيار/مايو بدأت التحقيقات في قضية الضابط المنتحل وأفادت تقارير أن وزارة الدفاع الألمانية عثرت على دلائل تشير إلى وجود خلية يمينية متطرفة ضمن القوات المسلحة الألمانية.
صورة من: Imago/blickwinkel/I. Schulz
في التاسع من أيار/ مايو ألقي القبض على مشتبه فيه ثالث في قضية "فرانكو أ." في مدينة كيل بولاية بادن- فورتمبرغ الألمانية. وأفادت السلطات أن المشتبه به هو "مكسمليان ت." وهوألماني يبلغ من العمر 27 عاماً. ويشتبه في أن يكون خطط لعمل إرهابي في ألمانيا. إعداد: إيمان ملوك