اشتراكيو ألمانيا يعيدون الحسابات - الخروج من ائتلاف ميركل؟
٤ نوفمبر ٢٠١٨
في اجتماع داخلي ليومين، يحاول الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني إعادة حساباته عقب الصدمة القوية التي تعرض لها في انتخابات بافاريا وهيسن، والتي بدا فيه مستقبل أول حزب سياسي في ألمانيا الحديثة مهدد.
إعلان
تجتمع اللجنة التنفيذية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا اليوم الأحد (الرابع من نوفمبر/ تشرين ثان) لبحث أسباب تراجع شعبية الحزب ومستقبل التحالف مع الكتلة المحافظة بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل.
وعانى الحزب الاشتراكي الديمقراطي من انخفاض شعبيته بنحو 10 نقاط بالمائة في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي في ولايتي بافاريا وهيسن، حيث سجل أسوأ نتائج له على الإطلاق، شأنه في ذلك شأن الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل وكذلك الشقيق الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا.
كوادريغا - حقبة ميركل على وشك الانتهاء - ماذا بعد؟
56:04
وعزت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحالية أندريا نالس أسباب التراجع إلى المحافظين وعمل حكومة الائتلاف، كما حملت مسؤولية التراجع على وجه الخصوص الى هورست زيهوفر زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي، الذي دخل في خلافات وسجالات مع ميركل مرارا بشأن سياسة الهجرة.
وكبديل وضعت نالس خطة من خمس نقاط لإنقاذ تحالف برلين، بعد اجتماع طارئ لقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي يوم الاثنين.
وتتضمن الخطة معاشًا أساسيًا وإصلاحات رعاية الأطفال وإجراءات تغير المناخ وحماية أكبر للمستأجرين وإصلاحات بسوق العمل، وذلك في محاولة لوضع طابع أكثر وضوحا للحزب الاشتراكي الديمقراطي في برنامج الائتلاف الحاكم والتوجه مباشرة إلى الناخبين.
وحددت نالس كانون أول/ديسمبر موعدا نهائيا للمضي قدما بشأن قبول تلك الخطط ووضع حد لمشاحنات الحزب، وعندها يمكن للحزب الانسحاب من الائتلاف الحاكم.
في المقابل، شكك نائبها رالف شتيغنر أمس السبت في اجتماع مغلق لقادة الحزب في برلين في مستقبل الائتلاف الكبير من أساسه. ونقلت مجلة "دير شبيغل" الألمانية بأن نائب رئيسة الحزب الاشتراكي ناقش في ورقة تتضمن عشر نقاط مع ممثلين سابقين لجناح الحزب اليساري، معتبرا أنه و"إن لم يغير الائتلاف بصورة كلية وعاجلة طريقة عمله وصورته أمام المواطنين فلن يكون له وجود".
وكان شتيغنر قد نشر هذه الورقة يوم التاسع والعشرين من الشهر الماضي على شبكة الإنترنت إلا أنها لم تلق اهتماما في بداية الأمر على مدى واسع. وورد في الورقة: "يتعين علينا أن نوضح للجميع أننا لن ندخل في الائتلاف الكبير بأي ثمن، وأننا لن نبقى في الائتلاف الكبير بأي ثمن"، مبينا أن الائتلاف الكبير (أي الذي يضم أكبر حزبين في البلاد) ليس له وجود إن لم يهتم بالاستقرار السياسي.
بالصور- هؤلاء هم خلفاء المستشارة أنغيلا ميركل المحتملون
بعد تراجع كبير لشعبية حزبها في الانتخابات المحلية أعلنت المستشارة ميركل أنها ستترك منصبها كرئيسة للحزب ولن تترشح لولاية جديدة لمنصب المستشارة، رافضة تزكية شخص لخلافتها وتاركة الأمر لأعضاء الحزب. فمن خلفاؤها المحتملون؟
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
فريدريش ميرتس
الخبير الاقتصادي (62 عاماً) الذي اختفى من الساحة السياسية منذ عشر سنوات، عاد الآن للظهور على الواجهة، حيث أعلن استعداده للترشح لخلافة ميركل على منصب رئيسة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، حسب صحيفة بيلد. وسيجري الانتخاب خلال المؤتمر العام للحزب في هامبورغ في مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2018.
صورة من: Imago/photothek
مناهض لسياسة ميركل
كان ميرتس، وهو خبير اقتصادي، منافسا لميركل على مدى سنوات طويلة، ورئيسا سابقا للكتلة البرلمانية لحزبي الاتحاد المسيحي الديمقراطي والمسيحي الإجتماعي (البافاري) بالبوندستاغ. وانتقد سياسة ميركل الخاصة باللاجئين وقال إن سياسة الباب المفتوح "قرار اتخذ بليل، ولم يكن سياسية أوروبية عن تفكير".
صورة من: imago/J. Heinrich
أنغريت كرامب ـ كارنباور
اختارتها ميركل كخليفة مستقبلية لها رغم قلة شهرتها على المستوى الاتحادي، بعد أن كانت رئيسة حكومة سارلاند. التنمية الاقتصادية التي "لا تترك أحدا في الخلف" هي واحدة من السياسات التي تؤمن بها كرامب ـ كارنباور. كما تعتبر واحدة من الداعين لسياسة ميركل المرحبة باللاجئين. وقد أعلنت بالفعل سعيها لتصبح رئيسة للحزب المسيحي الديمقراطي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
ينس شبان
أعلن هو الآخر خوضه الانتخابات على رئاسة الحزب. عمره 38 عاما فقط وأصبح برلمانيا اتحاديا عام 2002، وتقلد بعد ذلك منصب المتحدث باسم الصحة في الاتحاد الديمقراطي المسيحي حتى عام 2015. "شاب، مثلي الجنس ومحافظ" هكذا وصفته مجلة شتيرن. وقد كان وراء تمرير قرار القضاء على ازدواجية الجنسية الممنوح لبعض الشباب الأجانب منذ عام 2000، وذلك في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي عام 2016.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
أورزولا فون دير لاين
هي أول امرأة تتولى حقيبة الدفاع في ألمانيا. بدأت حياتها المهنية في مجال الطب، حيث درست الصحة العامة في جامعة ستانفورد في أمريكا. واحدة من أهم المتحدثات في قضايا الأسرة. دعت إلى تحقيق مكاسب لأسر الجنود. وأثناء التحقيقات التي أجريت ضد المشتبه فيهم بالتطرف اليميني داخل الجيش، اعتبرت الاتهامات مسا معنويا بكيان الجيش. كما أنها واحدة من الداعين إلى توثيق الروابط الدفاعية للاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/AP Images/M. Kappeler
يوليا كلوكنر
تقود كتلة المعارضة للمحافظين في ولاية راينلاند بالاتينات. "ملكة النبيذ" سابقا تشغل حاليا منصب نائب ميركل داخل الحزب الديمقراطي المسيحي. درست العلوم السياسية واللاهوت. وهي معروفة بموقفها المائل إلى التحفظ إذ تعارض الإجهاض، وبحوث الخلايا الجذعية الجنينية واقترحت خطة بديلة لسياسة اللاجئين المعمتدة من طرف ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
بيتر ألتماير
رئيس ديوان المستشارية الذي يتبنى مواقف ميركل التقدمية في مجالات سياسية عديدة. قدم من سارلاند، وعمل لأول مرة في الاتحاد الأوروبي. ألتماير كان وزير البيئة سابقا، الذي يملك من العمر59 سنة، اشتهر بـ"دبلوماسية المطبخ". كما يلقب بـ"الحارس الشخصي لميركل" المدقق في تفاصيل السياسة والمتقبل لـ"للأفكارالخاصة بحماية البيئة".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
7 صورة1 | 7
وعكس نالس يتحدث شتيغنر عن "أزمة وجودية" للحزب الاشتراكي/ مطالبا بخطة جديدة لحزبه عن الحياة الاجتماعية في البلاد. وبحسب ورقة شتيغنر فان "غياب الثقة في دولتنا الاشتراكية يهدد الثقة في الديمقراطية لدينا. أما تقديم إصلاح ضئيل للمرة 137 لن يكون خيارا مقبولا".
وكان الرئيس السابق للحزب الإشتراكي الديمقراطي ووزير الخارجية السابق زيغمار غابرييل قد اعتبر أن نتائج الانتخابات الأخيرة وضعت الاشتراكيين الديمقراطيين في حالة عميقة من عدم اليقين حيال ما إذا كان عليهم أن يظلوا داخل الائتلاف الكبير.
وتوقع غابرييل أن تتخلى ميركل عن منصبها كمستشارة في أعقاب انتخابات البرلمان الأوروبي في أيار/مايو المقبل، ورجح أن تكون هذه نهاية الائتلاف الكبير، الحاكم حاليا. وفي هذه الحالة (إنهيار الإئتلاف الكبير) يقول غابرييل أن التحالف المسيحي سيحاول تشكيل ائتلاف جديد مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، وهو ما يعرف إعلاميا "بائتلاف جامايكا"، مشيرا إلى أن الحزب الديمقراطي الحر كان أبدى استعداده للتفاوض مرة أخرى على تشكيل ائتلاف في حال رحيل ميركل.
و.ب/ م.س (د ب أ، أ ف ب)
الحزب الاشتراكي الديمقراطي: محطات في تاريخ أقدم حزب ألماني
محطات تاريخية كثيرة شهدها "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" SPD منذ تأسيسه: صعود وهبوط، حظر وانشقاق، انتقال من صفوف المعارضة إلى كرسي الحكم. محطات الحزب السياسي الأقدم في ألمانيا في ألبوم الصور التالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
المرحلة الجنينية والولادة
تعود جذور "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" إلى عهد الثورة الديمقراطية الشعبية عام 1848. وكانت الفترة بين 1863 و1869 المرحلة الجينية لتأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي عام 1875 جاء تأسيس الحزب عن طريق اندماج "الجمعية العامة لعمال ألمانيا" ADAV التي أسسها فرديناند لاسال، و"حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي" SPDA والذي أسسه كل من أوغست بيبيل وفيلهلم ليبكنشت.
صورة من: ullstein bild
الانشقاق
انشق عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1920 جناح، بزعامة كل من روزا لكسمبورغ وكارل ليبكنشت. واحتج المنشقون على تأييد الحزب لمشاركة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الحظر
بعد أن كان الحزب قد أعلن تبنيه الفكر الماركسي بشكل صريح عام 1891، تم حظره رسمياً عام 1933 بعد صعود النازيين للسلطة. وتعرض نشطاؤه وأعضاؤه للسجن والتعذيب. وفي عام 1945 تمت إعادة تأسيس الحزب من جديد.
صورة من: dpa/akg-images
بعد الحرب - عقدان في المعارضة
بعد الحرب العالمية الثانية تخلى الحزب نهائياً عن الفكر الماركسي، وظل منذ عام 1949 في صفوف المعارضة البرلمانية وذلك حتى عام 1966.
صورة من: picture-alliance/akg-images
المشاركة في أول ائتلاف حكومي
في عام 1966 شارك الحزب الاشتراكي الديموقراطي في أول ائتلاف حكومي كبير مع التحالف المسيحي ("الحزب المسيحي الديمقراطي" وشقيقه "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري). شغل قائد الحزب الاشتراكي آنذاك فيلي برانت منصب وزير الخارجية في تلك الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الفوز الكبير..وتشكيل حكومة
بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات عام 1969، وصل مرشحه فيلي برانت لمنصب مستشار ألمانيا، في الحكومة، التي تشكلت بالائتلاف مع "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي). استمرت الحكومة إلى عام 1982، لكن بعد فضيحة تورط مساعد بارز لبرانت في التجسسس لصالح ألمانيا الشرقية، استقال برانت من منصبه عام 1974.
صورة من: picture-alliance /dpa/W. Gutberlet
حكومة هيلموت شميت
بدأ هيلموت شميت مشواره السياسي بالتحاقه بالحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1946. ثم تمكن بعد ذلك من الوصول إلى البرلمان الاتحادي الألماني عام 1953 ممثلاً للحزب الاشتراكي. في عام 1974 انتخب هيلموت شميت مستشاراً لألمانيا خلفاً للمستشارالسابق فيلي برانت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Fischer
سحب الثقة
بعد سحب الثقة من هيلموت شميت عام 1982 عاد الحزب مجدداً إلى صفوف المعارضة وامتدت هذه الفترة حتى عام 1998.
حكومة غيرهارد شرويدر
حصد الاشتراكيون الديمقراطيون عام 1998 حوالي 40.9 في المائة من الأصوات في الانتخابات. وتمكنوا بذلك من دخول البرلمان بقوة أكبرهذه المرة. وشكل الحزب بقيادة زعيمه غيرهارد شرودر ائتلافاً حكومياً مع حزب الخضر امتد لثماني سنوات.
صورة من: picture alliance/dpa/W. Baum
المشاركة في حكومة ميركل
حل الحزب الاشتراكي الديموقراطي في المرتبة الثانية في الانتخابات العامة عام 2005. وشارك الحزب، الذي كان يتزعمه فرانك فالتر شتاينماير، في حكومة الائتلاف الكبير مع التحالف المسيحي بقيادة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
صورة من: dpa
إلى المعارضة درّ!
تكبد الحزب الاشتراكي الديموقراطي هزيمة كبيرة في انتخابات عام 2009، ما جعله يعود أدراجه من جديد للجلوس على مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتخابات 2013 ومع ميركل من جديد
في شهر مايو/ أيار عام 2013 احتفل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمرور 150 عاماً على تأسيسه، وفي السنة نفسها شارك الحزب بعد انتخابات التشريعية العامة في تشكيل حكومة ائتلاف كبير مع انغيلا ميركل.
صورة من: Johannes Eisele/AFP/Getty Images
هزيمة كبرى في 2017
مني الحزب الاشتراكي الديموقراطي للمرة الرابعة بالهزيمة في انتخابات 2017 أمام المستشارة ميركل. ولم ينجح المرشح مارتن شولتس، زعيم الحزب من تحقيق الفوز لحزبه وعاد به إلى مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
مشاورات لتشكيل حكومة جديدة
أبدى رئيس الحزب مارتن شولتس استعداد حزبه للحوار من أجل الخروج من أزمة تشكيل الحكومة في ألمانيا. وقال شولتس عقب لقائه مع فرانك-فالتر شتاينماير إنه إذا آلت المحادثات المرتقبة إلى مشاركة الحزب بأي صورة في تشكيل حكومة، فإن الحزب سيحيل قرار المشاركة لأعضائه. إعداد: إيمان ملوك