اشتون: "المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية وتشكل عقبة في طريق السلام"
١٥ مارس ٢٠١٠بدأت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاترين اشتون اليوم الاثنين (15 مارس/ آذار 2010) جولة شرق أوسطية كانت محطتها الأولى مصر، حيث اجتمعت بوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ، لتكون محطاتها الأخرى في إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن. وفي المحطة الأولى من جولتها ألقت المسؤولة الأوروبية كلمة في مقر الجامعة العربية في القاهرة، أشارت فيها إلى أن القرارات الإسرائيلية الأخيرة المتعلقة ببناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية "عرضت للخطر وقوضت بدء مفاوضات غير مباشرة" بين إسرائيل والفلسطينيين.
" المستوطنات غير شرعية وتشكل عائقا أمام السلام"
وبيّنت اشتون موقف الاتحاد الأوروبي من قضية استئناف بناء المستوطنات معتبرة أن "موقف الاتحاد الأوروبي من المستوطنات واضح: المستوطنات غير شرعية وتشكل عائقاً أمام السلام وتهديداً يجعل حل الدولتين مستحيلاً، وهو حل يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو) إنه يؤيده".
ولدى سؤالنا الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط، ميشائيل لودرز، عن مدى استعداد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات قد تجبر إسرائيل على تغيير سياسة بناء المستوطنات قال إن "السياسة الأوروبية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لها وجه جديد كما يذهب البعض، بمعنى أن مضمون هذه السياسة لن يتغير، فأوروبا ليست جاهزة للضغط على أي طرف في الشرق الأوسط". واعتبر لودرز أن أوروبا يمكن من الجانب النظري أن تفرض على إسرائيل إجراءات تحد من سياسة الاستيطان، لكن السياسيين في أوروبا يعتبرون المستوطنات مهمة بالنسبة لأمن إسرائيل، وهذا يخالف تماماً الوعي العربي لهذا الموضوع.
من جانب آخر قالت اشتون في كلمتها إن أوروبا ملتزمة بشدة بأمن إسرائيل كما أنها تدعم أي اتفاق يحقق العدالة والحرية والكرامة للفلسطينيين. وأضافت المسؤولة الأوروبية أن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين أمر ملح، "لأنني أخشى على مستقبل (عملية السلام) وضرورية أيضاً لأن إسرائيل لديها رئيس وزراء يتمتع بالشعبية ومدين لشعبه بالتحرك نحو الحل الذي يؤيده، وملحة أيضاً لأن الفلسطينيين بالرغم من كل شيء وبمساعدتنا هم على استعداد لخوض المفاوضات من أجل تسوية سلمية".
من جانبه اعتبر لودرز في حديثه مع دويتشه فيله أن إسرائيل تحاول تحسين علاقاتها مع أوروبا وخاصة مع ألمانيا في أعقاب البرود والتوتر الذي ساد علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية بناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية، الأمر الذي اعتبرته الإدارة الأمريكية مضراً بشكل مباشر بمسيرة السلام.
"حصار غزة غير مقبول وعلى الفلسطينيين ترتيب بيتهم"
من جانب آخر قالت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية التي حلت محل خافيير سولانا في منصب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إن "الحصار المفروض على غزة غير مقبول إذ أدى إلى معاناة إنسانية هائلة كما أنه يضر بشدة بإمكانية المضي قدما إلى الأمام" نحو التسوية، لكنها دعت الفلسطينيين أيضا إلى "ترتيب بيتهم" معتبرة أن "استمرار الانقسامات بين الفلسطينيين لا يخدم مصالحهم".
وأعربت اشتون عن رغبتها في دخول غزة التي تحكمها حركة حماس، لتلتقي بسكان القطاع ولرؤية كيفية إنفاق المساعدات المالية المقدمة من الاتحاد الأوروبي. ولم تشر اشتون إلى نيتها للقاء مسؤولين من الحركة.
إشادة بالدور المصري
وعبّرت اشتون عن سعادتها بالقيام بهذه الجولة في المنطقة، مشيرة إلى أن هناك اهتماماً أوربياً بالدور الذي تلعبه مصر في العالم العربي، ومبينة "إيمان أوروبا بأن مصر تلعب دوراً قوياً من أجل وحدة الموقف العربي ومن أجل المصالحة الفلسطينية". كما أوضحت اشتون أنه تم بحث الجهود من أجل دعم عملية السلام، واصفة الوضع الحالي بأنه صعب للغاية. كما أكدت على التصميم الأوروبي من أجل العمل على التوصل إلى السلام، لأن مستقبل السلام والاستقرار سيتم في حالة حشد كل الجهود المتاحة.
الكاتب: ملهم الملائكة
تحرير: عماد م. غانم