إطلالة لا مثيل لها في أي مكان آخر، ولكنها تأتي على حساب ضيق الغرف والخدمات السيئة والطعام والشراب التعيسين. تعرف على "أغلى فندق في الكون"، والذي سيفتح أبوابه لعدد قليل جداً من السياح بدءاً من عام 2020.
إعلان
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أنها ستسعى لجذب عدد أكبر من السياح والشركات الخاصة إلى محطة الفضاء الدولية (آي إس إس). وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن الخطط التي عرضتها الوكالة قبل عدة أيام ستضع حجر الأساس لتغير جوهري في سياساتها. ورغم أن المحطة الدولية التي تدور حول الكرة الأرضية كانت قد استقبلت سبعة رواد فضاء على نفقتهم الخاصة عام 2001، إلا أن المحطة – التي تقارب مساحتها مساحة ملعب كرة قدم – تستعد لاستقبال 12 سائحاً خاصاً سنوياً بدءاً من عام 2020.
لكن المدير المالي لوكالة "ناسا"، جيف دي ويت، حذر من أن الظروف التي ستكون على متن المحطة الفضائية لن تكون مشابهة لتلك المعروضة في فنادق خمس نجوم أرضية، بالرغم من توقعاته بأن يبلغ سعر الليلة الواحدة حوالي 35 ألف دولار (31 ألف يورو)، هذا بدون حساب سعر السفر من وإلى المحطة على متن صاروخ، والذي سيصل إلى 50 مليون دولار، ما سيجعل "آي إس إس" أغلى فنادق الكون!
خدمة "تعيسة"
وبالمقارنة مع هذا السعر "الفلكي"، فإن الخدمات على متن المحطة الفضائية الدولية لن تضاهي حتى فنادق النجمة الوحيدة. فالمشروب الوحيد المتاح هو البول المعالج. كما أن ضجة مضخات تنقية الهواء لا تتوقف حتى لثانية. وعندما يحين موعد النوم، فإن المقيم على ظهر المحطة منعدمة الجاذبية يجب أن يُقيّد إلى سريره حتى لا يطفو في كل مكان، وحتى الطعام ليس ذا جودة كبيرة، طبقاً لما رواه عدد ممن زاروا المحطة من قبل.
لكن الشيء الوحيد الذي يميز الإقامة في محطة الفضاء الدولية عن غيرها من كل فنادق العالم هو الإطلالة: إذ يمكن الاستمتاع برؤية كوكبنا الأزرق يهيم في سواد الفضاء اللامتناهي. وستعتمد "ناسا" في نقل سياح الفضاء على شركائها من شركتي "سبيس إكس" و"بوينغ"، والذين سينقلان المسافرين إلى المحطة التي تدور في مدار يرتفع 400 كيلومتر عن الأرض.
ليست مجرد سياحة
من خلال إعلانها هذا، لا تسعى "ناسا" إلى جذب الأغنياء من سكان الأرض وحسب، بل إنها تشير أيضاً إلى استعدادها لفتح مختبرات المحطة الدولية أمام الشركات الخاصة التي تريد إجراء تجاربها هناك وقادرة على تحمل التكاليف الباهظة للرحلة والإقامة، إذ كتبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن على الشركات دفع 18 ألف دولار مقابل كيلوغرام من الأمتعة، و17500 دولار مقابل كل ساعة عمل!
ي.أ/ ط.أ
محطة الفضاء الدولية في عامها العشرين.. أرقام وحقائق وصور
في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1998 أُرسلت الوحدة الأولى لبناء محطة الفضاء الدولية، ولم يصلها أول طاقم من رواد الفضاء إلا بعد ثلاثة أعوام، ومنذ ذلك الوقت لم تكف الأبحاث العلمية على متنها.
صورة من: Reuters/NASA
حجر أساس بوزن 19 طناً
الجزء الأول لمحطة الفضاء الدولية أُطلق إلى الفضاء قبل 20 عاماً وكان وحدة الشحن والنقل والتحكم الروسية "زاريا". وكان وزنها قرابة 19 طناً بطول يتجاوز الـ12 متراً بقليل. وتحمل الولايات المتحدة تكاليف إنتاج "حجر الأساس" للمحطة. لكن شركة روسية قامت ببناء الوحدة الأساسية وتطويرها، أي أن المحطة كانت ثمرة تعاون دولي منذ أيامها الأولى.
صورة من: NASA
سكن جماعي لستة أشخاص
يعيش ستة أشخاص ويعملون في الوقت نفسه على متن محطة الفضاء الدولية، التي تنطلق في الفضاء بسرعة تزيد عن 27000 كم/ ساعة، ما يجعلها تكمل دورة حول الأرض كل 90 دقيقة. وبعد القمر فإن المحطة الفضائية ثاني أكثر الأجرام لمعاناً في سماء الأرض ليلاً، ما يمكن من رؤيتها بالعين المجردة.
صورة من: Reuters/NASA
البعثة رقم 1
كان هذا أول طاقم طويل الأمد في محطة الفضاء الدولية مكوناً من رائد الفضاء الأمريكي وليام شيبرد (وسط الصورة) مع شريكيه الروسيين يوري غيدزينكو (إلى اليسار) وسيرغي كريالكيف (إلى اليمين). وقد انتقلوا في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2000 ومكثوا على متن المحطة أكثر من 136 يوماً.
صورة من: NASA
عقود إيجار لمدة عام تقريباً
في المتوسط تبقى الطواقم على محطة الفضاء الدولية لمدة خمسة أشهر ونصف الشهر. لكن اثنين من المقيمين فيها استمرا لفترة أطول، وهما رائد الفضاء من وكالة "ناسا" الأمريكية سكوت كيلي (الصورة) ورائد الفضاء من وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" ميخائيل كورنيينكو، فقد مكثا على متن المحطة عاماً كاملاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/NASA
جنسيات متعددة
رائد الفضاء الكندي كريس هادفيلد مع غيتاره على متن محطة الفضاء الدولية في احتفاله بأعياد الميلاد عام 2012. منذ بداية مهام المحطة كان على متنها طواقم من 10 دول مختلفة. لكن الولايات المتحدة هي أكثر دولة أرسلت رواد فضاء إليها، وتتبعها روسيا. كما عمل على متنها رواد فضاء من اليابان وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا وبلجيكا وهولندا والمملكة المتحدة.
صورة من: Reuters/NASA
النقل حتى باب المحطة
يصل رواد الفضاء إلى المحطة والمؤون والمستلزمات المطلوبة لبقائهم وعملهم عبر سفن شحن فضائية. في الصورة يظهر المكوك الفضائي أتلانتس وهو يلتحم بالمحطة الدولية. وبقي أتلانتس في الخدمة حتى عام 2011. أما اليوم فوسيلة رواد الفضاء الوحيدة للانتقال إلى المحطة هي كبسولات سويوز الروسية.
صورة من: Getty Images/NASA
جولة قصيرة في الفضاء الرحب
خلال السنوات العشرين من عمر المحطة قام رواد الفضاء بأكثر من 210 عمليات تحليق خارجها في الفضاء، التي يطلق عليها رواد الفضاء تسمية "نشاط خارج المركبة". في الصورة رائد الفضاء مايك هوبكينز وهو ينظر إلى المحطة من الخارج في الرابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر 2013.
صورة من: Reuters/NASA
تجهيزات غريبة
تبرز من محطة الفضاء الدولية العديد من الأذرع الآلية التي تحركها الروبوتات. وهذا الذراع الظاهر في الصورة يُسمى بـ Canadarm2 ويبلغ طوله قرابة 20 متراً ومزود بسبعة مفاصل آلية. ويمكن له رفع وزن يصل إلى 100 ألف كيلوغرام، أو رائد فضاء أيضاً، كما يظهر رائد الفضاء ستيفن روبنسون هنا في هذه الصورة.
صورة من: Reuters/NASA
أول قائد ألماني
يقضي رواد المحطة قرابة 35 ساعة أسبوعياً في إجراء أبحاثهم. رائد الفضاء الألماني ألكسندر غيرست كان للمرة الأولى على متن المحطة عام 2014. وقام آنذاك بمراقبة وتحليل التغيرات التي تطرأ على جسم الإنسان في انعدام الجاذبية. أما مهمته الثانية على متن المحطة فكانت في حزيران/ يونيو 2018. ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2018 بات أول قائد ألماني للمحطة الفضائية.
صورة من: Getty Images/ESA/A. Gerst
قوة تحمل جبارة
عندما ينتهي الوقت المقرر لهم في محطة الفضاء الدولية، يعود رواد الفضاء إلى الأرض عبر كبسولات سويوز الروسية. آخر جزء من المسافة بين الفضاء والأرض يقطعها الرواد معلقين بمظلة عملاقة، فمرحباً بهم في الأرض من جديد!
بريغيته أوسترات/ ع.غ