ألقت الاضطرابات في مصر بظلالها على نسخة العام الحالي لمؤتمر الأمن العالمي المنعقد في مدينة ميونيخ الألمانية، إذ تبوأت هذه القضية مكاناً بارزاً على جدول أعمال المؤتمر، الذي انطلق أمس الجمعة (4 فبراير/ شباط). وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المؤتمر بنقاش حول الأمن عبر الأطلسي، وأشار إلى الاحتجاجات في العالم العربي المدفوعة "بعدم الأمن الإنساني والفقر والفساد وغياب الديمقراطية"، على حد قوله.

وأعرب بان كي مون عن تفهمه الكبير للاضطرابات التي تشهدها المنطقة. وقال اليوم السبت إن الأحداث الحالية نابعة في الأساس عن الاضطراب الإنساني الذي ينمو في أي مكان لا يتم فيه مراعاة حقوق وكرامة الإنسان بشكل تام. وذكر الأمين العام للمنظمة الدولية أنه يعتبر غياب الظروف الديمقراطية السبب الرئيسي في الاضطرابات، مضيفاً أن من العوامل الأخرى المسببة لذلك أيضاً الفقر والتوقعات المخيبة وغياب القيادة الرشيدة للحكومة، مذكراً بأن الأمم المتحدة كانت تحذر منذ عشر سنوات من الوضع في العالم العربي، من خلال تقارير التنمية البشرية التي تصدرها.

من جهته حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أندرس فوغ راسموسين، أمس الجمعة من أن النظام العالمي الحالي بات على المحكّ بسبب الاضطرابات الحالية التي تشهدها مصر وأنحاء شتى في منطقة الشرق الأوسط. وقال راسموسين: "بينما أتحدث إليكم الآن، تتسارع الأحداث في مصر وتونس والأردن واليمن وأماكن أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

ميركل: أوروبا مستعدة لشراكة جديدة مع شمال أفريقيا

من جانبها شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم على أن الناس في الخارج كانوا محقين في الانحياز للمظاهرات المؤيدة للديمقراطية في مصر، لكنها طالبت بأن يكون التغيير السياسي في مصر سلمياً ومنظماً. وأشارت ميركل إلى مطلب المحتجين برحيل الرئيس حسني مبارك قائلة إن بقية العالم سيندم "إذا لم ننحز لهؤلاء الناس".

وأكدت المستشارة الألمانية استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة في صياغة التحول في شمال أفريقيا، وذلك من خلال شراكة جديدة، ودعت مجدداً إلى ضرورة حماية حرية المواطنين في مصر، معربة في الوقت نفسه عن ارتياحها من سير الاحتجاجات في مصر حالياً بشكل سلمي إلى حد كبير.

واعترفت ميركل بأنه لا يمكن تصدير نموذج الديمقراطية الغربي بحذافيره إلى كل منطقة في العالم، لكنها ذكرت بالمقابل أن هناك "خطوطاً حمراء" للديمقراطية لا ينبغي تجاوزها، موضحة أن تلك الخطوط تحددها ميثاق الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان.

وفي سياق متصل قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم إن انتقالاً سريعاً إلى قيادة جديدة وإصلاح سياسي في مصر ضروري، لأن التأجيل سيؤدي إلى دولة غير مستقرة، وهو أمر لا يلقى قبولاً لدى الغرب. وأضاف كاميرون أمام المؤتمر الأمني: "لا يوجد استقرار في مصر. نريد تغييراً وإصلاحاً وانتقالاً لتحقيق الاستقرار".

هذا ودخلت المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك يومها الثاني عشر دون أي إشارة إلى نهاية المواجهة بين مبارك البالغ من العمر 82 عاماً، والآلاف من المحتجين المناهضين لحكمه، فيما قال أحد أعضاء مجموعة من الشخصيات البارزة في البلاد إنه من المقرر أن يجتمع عمر سليمان نائب الرئيس معهم اليوم لبحث اقتراح يتولى بمقتضاه مهام الرئيس لفترة انتقالية.

(ي.أ/ د ب أ/ رويترز)

مراجعة: يوسف بوفيجلين