1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اعتداء باريس يذكي نشاط حركة "بيغيدا"

بيتر هيله/ حسن ع. حسين٧ يناير ٢٠١٥

يرى المراقبون أن الاعتداء الإرهابي في باريس قد يساهم في زيادة نشاط الحركات المعادية للإسلام بأوروبا، بيد أن هذه الحركات ما زالت تفتقر إلى شبكة، يمكن أن تجمع المتخوفين من الإسلام.

PEGIDA-Demonstration in Dresden
لافتة لحركة بيغيدا تقول: لا للشريعة في أوروباصورة من: Reuters/H. Hanschke

خيم الحزن والاستياء والاستنكار على العالم بأسره بعد الاعتداء على الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" في باريس من قبل ما يُعتقد بأنهم من الإسلاميين المتشددين. وأدانت على الفور مراكز القرار السياسي في العديد من دول العالم، مثل مكتب المستشارية الألمانية والكرملين الروسي والمفوضية الأوروبية في بروكسل ومن الفاتيكان، الحادث وبأشد الكلمات.

الجامعة العربية في القاهرة دانت من جانبها على الفور الاعتداء الإرهابي، كما عبر الكثير من رؤساء الحكومات في العالم عن صدمتهم إزاءه. رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وصف الاعتداء الذي أودى بحياة 12 شخصاً "بالعمل الهمجي". وأضاف كاميرون بالقول: "نقف بصلابة على جانب حرية التعبير عن الرأي والديمقراطية"، مشيراً إلى أن الإرهاب بكل أشكاله لا يمكنه دفع الناس إلى التنازل عن هذه القيم.

أما الدوائر المعروفة بعدائها للإسلام فرفعت صوتها لتقول إن الأمر كان معروفاً مسبقاً وتم التحذير منه مراراً. من جانبهم تساءل نشطاء حركة "بيغيدا" (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) على صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك قائلين: "هل يجب أن يحدث حادث مأساوي مثل هذا في ألمانيا؟".

كما سارع حزب البديل من أجل ألمانيا، على لسان نائب رئيسه ألكسندر غاولاند، إلى اعتبار الهجوم الذي استهدف مقر الصحيفة الساخرة مبررا لوجود حركة بيغيدا "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب".

اعتداء باريس يغذي الحركات المعادية للإسلام في أوروباصورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/T. Camus

في هذا السياق يقول نيكو لانغ من مؤسسة كونراد آدناور المحافظة إن "كل الذين يحملون مخاوف إزاء المسلمين يشعرون اليوم بتأكيد قلقهم". ويضيف لانغ بالقول: "وسيكون لذلك تأثير على حركة "بيغيدا" الاحتجاجية، فهذه الحركة تعيش وتزدهر على هذه المخاوف".

الوطنيون الأوروبيون؟

يذكر أن 18 ألف شخص شارك يوم الاثنين الماضي في المظاهرة المعادية لأسلمة أوروبا التي جرت في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا. ومنذ نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي زاد حجم المسيرات الاحتجاجية أسبوعاً بعد آخر. وبعد اعتداء باريس تتوقع حركة "بيغيدا" مزيداً من المشاركين في مظاهراتها يوم الاثنين المقبل. عن ذلك يقول الخبير الألماني لانغ إن "نشطاء الحركة يعملون وفق نماذج تفكير بسيطة ويروجون بأن ما حدث في باريس من إرهاب هو عمل مألوف لدى كل المسلمين الذي يهاجرون إلى أوروبا".

فهل تتحول الحركة المعادية للإسلام بعد اعتداء باريس إلى حركة أوروبية واسعة؟ فحركة "بيغيدا" كانت حتى الآن ظاهرة ألمانية إلى حد ما، كما يقول الباحث السياسي السويسري غيلبيرت كاساسوس. ويضيف الباحث الأكاديمي بالقول: "إنها ظاهرة لم تخرج من رحم الأحزاب السياسية، بل خرجت من بين صفوف المواطنين الذي يشعرون بالغضب والاستياء ويرغبون في التعبير عن ذلك".

ويتابع الخبير السويسري أن حركة "بيغيدا" ليست حزباً سياسياً على عكس الجبهة الوطنية اليمينية الفرنسية أو حزب الأحرار النمساوي أو الحزب اليميني البريطاني يوكيب أو حزب الشعب اليميني السويسري. ويضيف كاساسوس: "كل المعادين للإسلام والشعبويين اليمينيين ينتظمون في الكثير من الدول الأوروبية في أحزاب سياسية، لكن في ألمانيا يختلف الأمر".

حركة بيغيدا معادية لكل شيء ديمقراطيصورة من: O. Andersen/AFP/Getty Images

الجبهة الوطنية الفرنسية تتحفظ على "بيغيدا"

وعشية الاعتداء في باريس أعلنت الجبهة الوطنية اليمينية الفرنسية أن ما تطرحه حركة "بيغيدا" في ألمانيا هي مواضيع مهمة. لكن الجبهة الوطنية تبدو غير مهتمة بحركة "بيغيدا" وذلك بسبب الظهور الفوضوي لقياداتها ولكثرة أهدافها وتشعبها.

في هذا السياق قال لودوفيغ دي داني، مستشار الشؤون الخارجية لرئيسة الجبهة الوطنية لو بن، في حديث مع راديو أوروبا 1 "إن حركة مثل "بيغيدا" لا يمكن لها أن تعوض عن حزب سياسي. هل ستلحق مارين لو بن بحركة "بيغيدا" الألمانية؟ أمر لا يمكن لدي داني أن يتصوره".

ويضيف دي داني بالقول: "مارين لو بن رئيسة أهم حزب سياسي في فرنسا وهي طرحت مواضيع "بيغيدا" منذ أمد بعيد على طاولة النقاش. ولا أعتقد أنه ينبغي عليها أن تكون على علاقة بمبادرة عفوية، كحركة بيغيدا".

وفي فرنسا أيضاً هناك جماعات معادية للإسلام غير منتظمة في أحزاب سياسية، حيث يتوقع بعد هذا الاعتداء أن يزداد عدد الناشطين فيها. فهناك مثلا حركة "ريبوستا ليغ" والمعروفة بإقامة حفلات غذاء تقدم فيها النبيذ ولحم الخنزير في أحياء يعيش فيها المسلمون.

والفرق بينها وبينة حركة "بيغيدا" الألمانية هو أنها لا تدعي بأنها حركة تدافع عن القيم المسيحية، بل تعرف نفسها بأنها معادية لكل الأديان. عن ذلك يقول كاساسوس: "حقيقة أن المشاركين في مظاهرات "بيغيدا" يغنون أناشيد عيد الميلاد، يعبر عن فهم خاطئ للمسيحية، وهو ما لا يتم ملاحظته في حركات مماثلة في دول أوروبية أخرى".

توقعات بزيادة أعداد المشاركين في مظاهرات يوم الاثنينصورة من: Reuters/H. Hanschke

حركة "بيغيدا" تفتقر إلى شبكة تواصل

ويجد المرء على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك حالياً صفحات لحركات "بيغيدا" النرويجية والنمساوية والسويدية والاسبانية والايطالية والفرنسية. لكنها فقيرة للغاية ولا تحتوي على مواضيع قد تثير الاهتمام. كل ما يجده المرء تعليقات لمتخوفين من الإسلام يتم تبادلها بين المستخدمين مع إهانات متبادلة.

على صفحة "بيغيدا" الفرنسية مثلاً كانت هناك بعد ساعات من الاعتداء في باريس كلمات النعي والتعبير عن الحزن جاءت من مستخدمي الصفحة في ألمانيا. من جانبه قال المسؤول عن صفحة "بيغيدا" الدنماركية إنه سيتم تشغيل برنامج للرد وتبادل التعليقات على الصفحة قريباً في العاصمة كوبنهاغن. حيث سيقوم الناشطون بمسيرات على غرار مسيرة دريسدن الألمانية كل يوم اثنين في حديقة وسط العاصمة.

في هذا السياق يقول الباحث الأكاديمي في مؤسسة كونراد آدناور نيكو لانغ: "هنا علاقة أيديولوجية بين هذه الجماعات: موقف معادي للحياة البرلمانية، موقف معادي للديمقراطية الحزبية، موقف معادي لوسائل الإعلام، موقف معادي للوحدة الأوروبية وأخيرا موقف معادي للمهاجرين". ويضيف لانغ بالقول: "لا اعتقد أن هناك شبكة تواصل تجمع هذه الجماعات المعادية لكل شيء".

وحول المخاطر من وقوع اعتداءات مماثلة لتلك التي وقعت في فرنسا قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير مساء الأربعاء في تعليق على اعتداء باريس: "إن ما يميز أوروبا هو أنها فضاء مشترك للقيم الديمقراطية". وأضاف الوزير الألماني بالقول: "لهذا السبب فالمخاطر مشتركة". لكن الوزير أشار في الوقت نفسه إلى أنه لا توجد في ألمانيا مؤشرات تدل على وجود تخطيط لاعتداء مماثل حالياً في البلاد.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW