اعتداء برلين - تحقيق يبرئ سلطات ولاية ألمانية من التقصير
٢٧ مارس ٢٠١٧
خلصت تحقيقات إلى أن السلطات في ولاية شمال الراين-فيستفاليا لم ترتكب إخفاقات كبيرة في التعامل مع التونسي، منفذ هجوم برلين. إلا أن التقرير وصف تصنيف ولاية برلين لعامري بأنه "أقل خطورة" على أنه كان "أمراً فادحاً للأسف".
إعلان
انتهت التحقيقات الخاصة التي أمرت ولاية شمال الراين-فيستفاليا الألمانية بإجرائها في واقعة هجوم الدهس في برلين، إلى أن سلطات الأمن في الولاية لم ترتكب إخفاقات كبيرة في التعامل مع التونسي أنيس عامري، منفذ الهجوم. وكتب بيرنهارد كرتشمر، المحقق الخاص المكلف من حكومة الولاية بالتحقيق في الواقعة، في تقريره اليوم الاثنين (27 آذار/مارس 2017) أنه لم يكتشف أوجه قصور كبيرة ساعدت على وقوع الهجوم "وليس هناك شيء يمكن النظر فيه من ناحية جنائية" وقد حاولت السلطات فعل ذلك حتى بناء على قانون الأجانب.
وتابع كرتشمر أن المعلومات الجوهرية ضد عامري وردت من تحقيقات سرية، لكن استخدام هذه المعلومات في أغراض تتعلق بقانون الأجانب، كان محظوراً من قبل المدعي العام "وربما كان هذا الإجراء خطأ في وقت لاحق لكنه كان آنذاك متوازناً بالتأكيد".
وذكر كرتشمر أن عامري كان ملزماً، على أية حال، بمغادرة البلاد بعد رفض طلب لجوئه، لكن تونس ظلت تدعي على مدار فترة طويلة أنها لا تعرفه، وتعذر إبقاؤه في سجن الترحيل لعدم ورود أوراق هوية، كما أن انتهاكاته لقانون الإقامة لم تكن كافية لحبسه، وفقا لقرارات قضائية سارية. وأضاف كرتشمر أن عامري تم تصنيفه لاحقاً في ولاية برلين على أنه أقل خطورة "وهو ما كان أمراً فادحاً للأسف".
وكان أنيس عامري قاد في التاسع عشر من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، شاحنة ودهس بها تجمعاً بشرياً في أحد أسواق أعياد الميلاد في العاصمة الألمانية برلين عند كنيسة الذكرى، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة عشرات آخرين. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تبنيه للهجوم.
خ.س/ص.ش (د ب أ)
أنيس عامري.. رحلته من مجرم صغير في تونس ونهايته كإرهابي في أوروبا
أكدت السلطات الإيطالية مقتل أنيس عامري، المشتبه به في تنفيذ اعتداء برلين، الذي قتل فيه 12 شخصا. عامري كان قد هرب بسبب الأوضاع الاقتصادية وبسبب عقوبة جنائية في تونس قبل سبع سنوات، فيما "تطرف لاحقا وصار إرهابيا في أوروبا."
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Police Handout
أكدت السلطات الإيطالية رسميا اليوم الجمعة (23 كانون الأول/ ديسمبر 2016) مقتل أنيس عامري المشتبه به في تنفيذ الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين، في اشتباك مع الشرطة في مدينة ميلانو.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniele Bennati/B&V
مصطفى عامري والد أنيس أمام منزل العائلة. أنيس من مواليد عام 1992 وهو مولود في حي حشاد بمنطقة الوسلاتية التابعة لولاية القيروان. وقال مسؤول أمني تونسي إن له أخا واحدا وأربع شقيقات. كما ذكر أن أنيس عامري أوقف مرات عدة بسبب المخدرات قبل الثورة، التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
بسبب تاريخها الإسلامي تعد القيروان عاصمة روحية لتونس. وفيها الجامع الكبير، الذي أسسه عقبة بن نافع. لكن المدينة تحولت في الأعوام الأخيرة إلى مركز للسلفيين المتشددين في تونس. واندلعت مصادمات في سنة 2013 بين الشرطة ومؤيدي جماعة "أنصار الشريعة" المتشددة في القيروان، بعد أن منعت السلطات التونسية ملتقى سنويا تعقده الجماعة في المدينة ويحضره الآلاف منهم.
صورة من: picture alliance/AP Photo
غادر أنيس تونس في سنة 2009، وبحسب أخيه عبد القادر، هرب أنيس من الفقر في تونس وكان "يريد بأي ثمن تحسين الوضع المادي لعائلاتنا التي تعيش تحت خط الفقر كأغلب سكان الوسلاتية." وذكر عبد القادر عامري أن أنيس حكم عليه في تونس بالسجن 4 سنوات بسبب إدانته في جرائم سرقة وسطو.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
وذكرت صحف إيطالية أن أنيس أعلن أنه قاصر عندما قدم طلب اللجوء وتم ارساله إلى مركز لاستقبال اللاجئين القصر في مدينة كاتانيا في جزيرة صقلية. وفي 24 تشرين الأول/ اكتوبر 2011 أُوقف مع ثلاثة من مواطنيه بعد حرقهم مدرسة، وحكم عليه بالسجن لأربع سنوات، وأمضى عقوبته في كاتانيا ثم في عدة سجون في صقلية. ولأنه لم يكن من المساجين المنضبطين، لم ينل أي خفض لمدة عقوبته وأمضي فترة العقوبة بالكامل في السجون.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
بعد خروجه من السجن سنة 2015 أُرسل إلى مركز لتحديد هويته وصدر بحقه قرار طرد من إيطاليا. وقالت صحيفة "ميلانو" إن إجراءات تحديد الهوية الضرورية لترحيله "لم تقم بها السلطات التونسية ضمن المهل القانونية"، ما يفسر اضطرار ايطاليا "للإفراج عنه". ومن ثم دخل ألمانيا وقدم فيها طلبا للجوء في تموز/ يوليو 2015. واشتبهت الشرطة الألمانية باتصاله بالتيار السلفي، وتم تصنيفه كـ "شخص خطر."
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundeskriminalamt
كان أنيس يخضع للتحقيق منذ آذار/ مارس الماضي، كُلِّفت به نيابة برلين بتهمة "الإعداد لعمل إجرامي خطير يشكل خطرا على الدولة." لكن التهم أسقطت لغياب الأدلة الكافية، ومن ثم توقفت مراقبته في أيلول/ سبتمبر الماضي. وأمضى أنيس عامري وقته متنقلا في مختلف أنحاء ألمانيا، لإخفاء أثره على ما يبدو.
صورة من: REUTERS
وأشارت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية إلى أن الشاب التونسي كان على علاقة مع عراقي يبلغ 32 عاما، مشهور باسم أحمد عبد العزيز عبد الله ولقبه "أبو ولاء". وأوقف "أبو ولاء" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إلى جانب أربعة شركاء آخرين لتشكيلهم شبكة تجنيد لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بحسب النيابة الاتحادية الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/Al Manhaj Media
فيما قال رالف ييغر، وزير الداخلية بولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية، إن أنيس رُفِضَ كطالب لجوء في حزيران/ يونيو 2016 "ولكن لم تستطع السلطات المعنية ترحيله لأنه لم يكن لديه أوراق هوية صالحة". كما أكد الوزير أن تونس شككت مرارا في أنه تونسي الجنسية. وأكد الوزير أن أوراق الهوية المطلوبة لترحيله لم تصل سوى بعد يومين، بعد الهجوم الإرهابي في برلين.
صورة من: Reuters/I. Fassbender
وكان الادعاء العام الألماني قد صدر أمر اعتقال بحق أنيس عامري بتهمة الهجوم بشاحنة على سوق عيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين. وقالت المتحدثة باسم الادعاء العام أن الأدلة تشير إلى أن عامري هو من قاد الشاحنة، التي اقتحمت السوق مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) وتسببت في قتل 12 شخصا وإصابة نحو 50 آخرين. الكاتب: زمن البدري