اعتداء بغداد المزدوج... شجب دولي وعربي و"داعش" يتبنى
٢٢ يناير ٢٠٢١
تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي العملية التفجيرية المزدوجة في بغداد، والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى. هذا في وقت توالت ردود الفعل الدولية والعربية المستنكرة لأول تفجير من نوعه يستهدف العاصمة العراقية منذ سنوات.
إعلان
تفجيرات دامية في بغداد.. هل دخل العراق دوامة عنف جديدة؟
20:33
أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة (22 يناير/ كانون الثاني 2021) مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري المزدوج في وسط بغداد. وكان هجوم أمس الخميس هو الأكثر خطورة الذي يستهدف العاصمة العراقية بغداد منذ نحو ثلاث سنوات. وقال تنظيم داعش عبر قناته على التليغرام إن أحد الانتحاريين اتجه نحو تجمع في ساحة الطيران المركزية وعندما بدأ الناس بالتجمع فجر حزامه الناسف. وأضاف داعش أن انتحارياً آخر فجر نفسه "عندما بدأ الناس في التجمع بعد الانفجار الأول". وقال متحدث باسم الجيش إن انتحاريين فجرا نفسيهما أثناء مطاردتهما من قبل قوات الأمن.
ونقلت قناة " دجلة" الفضائية عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "توتير" اليوم عن شهود عيان قولهم إن الانتحاري الأول فجر نفسه بعد أن أدعى أنه مريض وجمع الناس حوله.
ردود فعل محلية و دولي
وعلّق الرئيس العراقي برهم صالح على الانفجارين في تغريدة على تويتر قائلا "الانفجاران الإرهابيان ضد المواطنين الآمنين في بغداد، وفي هذا التوقيت، يؤكدان سعي الجماعات الظلامية لاستهداف الاستحقاقات الوطنية الكبيرة وتطلعات شعبنا في مستقبل يسوده السلام". وأضاف "نقف بحزم ضد هذه المحاولات المارقة لزعزعة استقرار بلدنا".
وأدان وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بشدة التفجيرين الانتحاريين وتعهد بتقديم بلاده الدعم إلى العراق. وقال السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في بيان:"أدين التفجيرين اللذين وقعا اليوم في بغداد بشدة وأتقدم بخالص تعازيَّ لأقارب الضحايا وللشعب العراقي، وأتمنى للمصابين العديدين الشفاء العاجل". وأضاف ماس أن "ألمانيا تقف كشريك يمكن الاعتماد عليه إلى جانب العراق على طريق الاستقرار الدائم والتنمية". ووعد الوزير الألماني بأن تواصل بلاده مشاركتها المدنية ودعمها العسكري في إطار التحالف الدولي لمحاربة داعش وفي إطار مهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق.
ومن جهته، أعرب البابا فرنسيس عن "حزنه العميق" حيال التفجيرين، واعتبرهما "عملا وحشيا عبثيا". وفي برقية الى الرئيس العراقي، قال البابا الذي ينوي زيارة العراق في آذار/ مارس، إنه "واثق من أن الجميع سيسعى إلى تخطي العنف بأخوّة وتضامن وسلام". ونددت فرنسا بالاعتداء "بأشدّ العبارات"، وأعادت تأكيد عزمها على "مواصلة مكافحة الإرهاب رفقة شركائها".
وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن إدانة المملكة "واستنكارها الشديدين" للهجوم، مشددة على "تضامنها مع جمهورية العراق الشقيقة ضد ما يهدد أمنها واستقرارها".
وأدانت إيران الاعتداء، وقال المتحدث باسم خارجيتها سعيد خطيب زادة إن "الإرهاب التكفيري استهدف العراق من جديد سعيا وراء زعزعة أمنه واستقراره وتوفير الذريعة لاستمرار تواجد الأجانب".
وأكدت قطر موقفها "الثابت من رفض العنف والإرهاب، مهما كانت الدوافع والأسباب".
كما استنكرت الإمارات "هذه الأعمال الإجرامية" الهادفة إلى "زعزعة الأمن والاستقرار". وأكدت كل من البحرين وعمان تضامنهما مع العراق.
ع.أ.ج/خ.س (د ب ا، أ ف ب)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".