1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اعتداء مانهايم- مخاوف من تصاعد العنف السياسي في ألمانيا

١ يونيو ٢٠٢٤

قال مصدر مسؤول في مدينة مانهايم الألمانية إن شرطياً أصيب في حادث طعن أمس أدخل في غيبوبة اصطناعية وأنّ حياته "لا تزال عرضة للخطر". الاعتداء الذي لم تُعرف دوافعه بعد، أثار قلقاً شديداً من تصاعد العنف السياسي في البلاد.

عناصر من الشرطة تنتشر في مكان الحادث بمدينة مانهايم الألمانية - 31 مايو 2024
أثارت الواقعة المأسوية المخاوف من تزايد التطرق إلى العنف في النقاشات السياسية، في بلد اتسم حتى الآن بثقافة التسوية وحس الاعتدال في المناقشات.صورة من: Rene Priebe/dpa/picture alliance

أُدخل شرطي ألماني في غيبوبة اصطناعية، بعد إصابته بسكين خلال فعالية نظمتها حركة "باكس أوروبا" المناهضة للإسلام في مدينة مانهايم الألمانية.

وقال متحدث باسم المكتب المحلي لمكافحة الجريمة، اليوم السبت (الأول من يونيو/حزيران 2024)، إن "حياة الشرطي لا تزال عرضة للخطر". 

وهاجم شخص مشاركين في مسيرة مناهضة للإسلام في ساحة "ماركت بلاتس" بمدينة مانهايم صباح أمس الجمعة وأصاب ستة أشخاص، من بينهم الشرطي. والجرحى الآخرون هم خمسة رجال تتراوح أعمارهم بين 25 و59 عامًا، بينهم ثلاثة ألمان ومواطن كازاخستاني من أصل ألماني ومواطن عراقي.

وبحسب المتحدث باسم الشرطة الجنائية، فإن جميع المصابين باستثناء الشرطي كانوا مشاركين في المسيرة. وذكر المتحدث أنه لم يتضح بعد ما إذا كان المصابين أعضاء في "باكس أوروبا".

دوافع غامضة وراء الحادث

ولا يزال الدافع وراء الجريمة مجهولاً، حسبما ذكرت السلطات الألمانية. وأوردت الحكومة الألمانية احتمال أن يكون الهجوم إسلاموياً.

واعتدى المهاجم المفترض على العديد من أعضاء "حركة المواطنين باكس يوروبا" الذين كانوا يستعدون لتنظيم تجمع، وبشكل خاص ميشائيل شتورتسنبرغر، أحد أبرز وجوهها والمعروف منذ سنوات كناشط معاد للإسلام قريب من اليمين المتطرف

وفيما يتعلق بالجاني، الذي أصيب برصاص الشرطة، ذكر المتحدث باسم جهاز الأمن أنه خضع لعملية جراحية، وأن حالته لا تسمح باستجوابه حالياً، وبالتالي لم يتم إحراز أي تقدم في البحث عن الدافع وراء الجريمة حتى الآن.

ولم تدل الشرطة حتى الآن ببيانات عن هوية الجاني. ووفقا لتقارير إعلامية متسقة، فإن الجاني يبلغ من العمر 25 عاماً وينحدر من ولاية هرات بأفغانستان ويعيش في جنوب ولاية هيسن الألمانية وهو في ألمانيا منذ عام 2014.

وفقًا للمعلومات المتوفرة، فقد كان شتورتسنبرغر (59 عامًا) - وهو أحد المصابين في الهجوم - يستعد لإلقاء كلمة حين وقع الهجوم. وحسب موقع مكتب المعلومات البافاري لمكافحة التطرف، فإنّ شتورتسنبرغر كان يروج لـ "تصريحات معادية للإسلام".

 وقالت أمينة الصندوق في حركة "باكس أوروبا"، ستيفاني كيزينا، لصحيفة "بيلد” إن الهجوم كان موجهًا بشكل مباشر ضد عضو مجلس الإدارة  شتورتسنبرغر والذي أُصيب بجرح في وجهه بواسطة سكين.

فقًا للمعلومات المتوفرة، فقد كان شتورتسنبرغر (59 عامًا) - وهو أحد المصابين في الهجوم - يستعد لإلقاء كلمة حين وقع الهجوم. صورة من: Timm Reichert/REUTERS

عمليات تفتيش لمنزل

وفقًا لبيان مكتب المدعي العام في كارلسروه والشرطة، فإن المهاجم متزوج ولديه طفلان ويعيش في هيبنهايم في ولاية هسن. ولم يكن الرجل معروفًا للشرطة من قبل. وأصدرت محكمة كارلسروه الجزئية أمرًا بالقبض عليه بتهمة الشروع في القتل.

وقامت الشرطة والقوات الخاصة بتفتيش شقة هناك ليلة الجمعة. ووفقًا للبيانات، تمت مصادرة وسائط تخزين بيانات إلكترونية يتم تقييمها الآن.

وقال متحدث باسم مكتب الشرطة الجنائية بولاية بادن-فورتمبرغ، اليوم السبت، إن عملية التفتيش التي جرت مساء أمس الجمعة مرتبطة بتحقيقات تتعلق بمانهايم. ولم يتم بعد تأكيد تقارير إعلامية أشارت إلى أنها شقة الجاني المشتبه به.

مخاوف من العنف السياسي المتزايد

ويعكس الاعتداء المروع تطرق الخطاب العام الوطني لأعمال العنف بشكل متزايد، وهو ما يثير قلق السلطات. وندد المستشار أولاف شولتس بهذا "الاعتداء" كما نددت به وزيرة الداخلية نانسي فيزر.

وقد أثارت هذه القضية المأسوية المخاوف من تزايد التطرق إلى العنف في النقاشات السياسية، في بلد اتسم حتى الآن بثقافة التسوية وحس الاعتدال في المناقشات.

وأعربت صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ" عن اسفها السبت للميل نحو "التطرق إلى العنف كجزء لا يتجزأ من النزاع السياسي". وحذرت صحيفة "مانهايمر مورغن" المحلية من أن "البلاد تشهد أجواء سياسية محمومة".

وأكد رئيس بلدية مانهايم المحافظ كريستيان سبخت أن "لا مكان للعنف في مدينتنا ويجب ألا يؤدي دوراً قط في الجدل السياسي مهما كانت المواقف متباينة".

اتهامات لليمين المتطرف

بحسب ما ورد في تقرير اصدرته مؤخراً وزارة الداخلية فإن ظاهرة العنف السياسي تتزايد في ألمانيا. وكشف التقرير أن عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية في ألمانيا بلغ رقماً قياسياً في العام الماضي.

 وسجلت السلطات 60028 جريمة من هذا النوع، أي ما يزيد بنحو 1100 جريمة عن عام 2022.

وتعزو الوزارة هذا المسار إلى صعود اليمين المتطرف وخطابه المعادي للمهاجرين، الذي يروج له حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، وإلى تجدد معاداة السامية في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، والاستقطاب المتزايد بسبب مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، تزايدت أيضًا في الأشهر الأخيرة في ألمانيا الجرائم التي تستهدف النواب قبل الانتخابات الأوروبية في 9 يونيو/ حزيران.

وعاشت البلاد صدمة مطلع مايو/ أيار، بعد أن هاجم مجهولون العضو في البرلمان الأوروبي ماتياس إيكه خلال تعليقه ملصقات انتخابية في دريسدن بمنطقة ساكسونيا حيث يتمتع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي بشعبية كبيرة.

وأكد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير مؤخراً خلال فعالية بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإقرار الدستور الألماني "يجب ألا نعتاد أبدا على العنف في معركة الآراء السياسية".

وفي افتتاحيتها، أشادت صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" بفالتر لوبكه، حاكم مقاطعة كاسل والمعروف بمواقفه المؤيدة للاجئين، قُتل قبل خمس سنوات برصاصة في الرأس على يد أحد النازيين الجدد، وهو ما أحدث حالة من الصدمة في البلاد.

وكتبت الصحيفة  أن "اغتيال فالتر لوبكه لم تعقبه سوى استراحة قصيرة"، مشيرة إلى أن "العنف يلتهم المجتمع الألماني مثل النيران" وأصبحت مهنة السياسي المنتخب "مهنة عالية المخاطر".

ع.ح/أ.ح (د ب ا، أ ف ب)

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW