اعتذار حكومي لمصابي وأهالي ضحايا حادث الدهس في برلين
١٩ ديسمبر ٢٠١٧
بعد عام على الهجوم بشاحنة على سوق لعيد الميلاد في برلين، تحيي ألمانيا ذكرى أسوأ اعتداء شهدته البلاد. وتقوم المستشارة ميركل بتدشين نصب تذكاري في موقع الحادث ويشارك الرئيس الألماني والعديد من المسؤولين في فعاليات تذكارية:
إعلان
تحيي السلطات في العاصمة الألمانية برلين اليوم الثلاثاء (19 ديسمبر/ كانون الأول) الذكرى الأولى لهجوم الدهس بشاحنة، الذي وقع العام الماضي في سوق لأعياد الميلاد غربي برلين وأسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح 100 آخرين. ومن المقرر أن يزيح أقارب الضحايا الستار عن نصب تذكاري في ميدان برايتشايدبلاتس. ويرمز النصب إلى الجراح التي خلفها الهجوم في حياة ذوي الضحايا.
وسيشارك الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى جانب المستشارة أنغيلا ميركل والعديد من المسؤولين الحكوميين في سلسلة من الفعاليات التذكارية اليوم، ومن بينها مراسم بإحدى الكنائس. واستقبلت ميركل في دار المستشارية أمس الإثنين مصابين وأقارب لضحايا الهجوم، وذلك في أول لقاء معهم بعد الانتقادات بعدم تواصلها معهم وتعزيتهم.
التعلم من الأخطاء والاعتذار
وبدوره طالب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير مراجعة إجراءات الحماية من الإرهابيين والهجمات الإرهابية وتساءل شتاينماير "هل نحن نعمل فعلا كل شيء ما يمكننا بل ويجب علينا فعله في دولتنا الديمقراطية، دولة القانون، لمنع وقوع هجمات إرهابية؟" وأضاف شتاينماير اليوم الثلاثاء: "يجب علينا توضيح نقاط الإخفاق ونتعلم من الأخطاء".
وتوجه وزير العدل الألماني هايكو ماس بالاعتذار للمصابين وذوي ضحايا الهجوم الإرهابي عن أن الأوساط السياسية لم تكن مستعدة بشكل كاف لتداعيات مثل هذا الهجوم. وشدد في تقرير كتبه لصحيفة "تاغس شبيغل" اليوم الثلاثاء على ضرورة تأسيس مكتب تنسيق مختص داخل أي وزارة، كي يكون لدى المتضررين وذويهم جهة اتصال مباشرة على مستوى ألمانيا حال حدوث أي هجوم في المستقبل.
وأضاف ماس: "لم نكن مستعدين بشكل كاف لتداعيات مثل هذا الهجوم الإرهابي بالنسبة للمتضررين منه. وليس بوسعنا سوى الاعتذار عن ذلك لأسر الضحايا والمصابين".
ومن جانبه أشاد كورت بيك مفوض الحكومة الألمانية المعني بشؤون الضحايا بلقاء المستشارة الألمانية مع ذوي ضحايا الهجوم الإرهابي، وقال في تصريحات لإذاعة (جنوب غربي ألمانيا) (SWR) اليوم الثلاثاء إن لقاء ميركل بذوي الضحايا أنجز الكثير في تحقيق التصالح، وذلك بعد الانتقادات والاتهامات التي وجهها أسر الضحايا لميركل بالخمول والإخفاق السياسي بعد وقوع الهجوم.
ومن جهته أكد وزير الداخلية المحلي لبرلين أن الأجهزة الأمنية في العاصمة الألمانية أصبحت في وضع أفضل مما كانت عليه خلال هجوم الدهس الإرهابي قبل عام. وقال أندرياس غايزل في تصريحات خاصة لإذاعة (برلين براندنبورج) "RBB" إن الأجهزة تعلمت كثيراً، ودعا في الوقت ذاته لتشكيل لجنة تقصي حقائق بالبرلمان الألماني "بوندستاغ".
ص.ش/ح.ز (د ب أ، رويترز/ DW)
أنيس عامري.. رحلته من مجرم صغير في تونس ونهايته كإرهابي في أوروبا
أكدت السلطات الإيطالية مقتل أنيس عامري، المشتبه به في تنفيذ اعتداء برلين، الذي قتل فيه 12 شخصا. عامري كان قد هرب بسبب الأوضاع الاقتصادية وبسبب عقوبة جنائية في تونس قبل سبع سنوات، فيما "تطرف لاحقا وصار إرهابيا في أوروبا."
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Police Handout
أكدت السلطات الإيطالية رسميا اليوم الجمعة (23 كانون الأول/ ديسمبر 2016) مقتل أنيس عامري المشتبه به في تنفيذ الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين، في اشتباك مع الشرطة في مدينة ميلانو.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniele Bennati/B&V
مصطفى عامري والد أنيس أمام منزل العائلة. أنيس من مواليد عام 1992 وهو مولود في حي حشاد بمنطقة الوسلاتية التابعة لولاية القيروان. وقال مسؤول أمني تونسي إن له أخا واحدا وأربع شقيقات. كما ذكر أن أنيس عامري أوقف مرات عدة بسبب المخدرات قبل الثورة، التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
بسبب تاريخها الإسلامي تعد القيروان عاصمة روحية لتونس. وفيها الجامع الكبير، الذي أسسه عقبة بن نافع. لكن المدينة تحولت في الأعوام الأخيرة إلى مركز للسلفيين المتشددين في تونس. واندلعت مصادمات في سنة 2013 بين الشرطة ومؤيدي جماعة "أنصار الشريعة" المتشددة في القيروان، بعد أن منعت السلطات التونسية ملتقى سنويا تعقده الجماعة في المدينة ويحضره الآلاف منهم.
صورة من: picture alliance/AP Photo
غادر أنيس تونس في سنة 2009، وبحسب أخيه عبد القادر، هرب أنيس من الفقر في تونس وكان "يريد بأي ثمن تحسين الوضع المادي لعائلاتنا التي تعيش تحت خط الفقر كأغلب سكان الوسلاتية." وذكر عبد القادر عامري أن أنيس حكم عليه في تونس بالسجن 4 سنوات بسبب إدانته في جرائم سرقة وسطو.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
وذكرت صحف إيطالية أن أنيس أعلن أنه قاصر عندما قدم طلب اللجوء وتم ارساله إلى مركز لاستقبال اللاجئين القصر في مدينة كاتانيا في جزيرة صقلية. وفي 24 تشرين الأول/ اكتوبر 2011 أُوقف مع ثلاثة من مواطنيه بعد حرقهم مدرسة، وحكم عليه بالسجن لأربع سنوات، وأمضى عقوبته في كاتانيا ثم في عدة سجون في صقلية. ولأنه لم يكن من المساجين المنضبطين، لم ينل أي خفض لمدة عقوبته وأمضي فترة العقوبة بالكامل في السجون.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
بعد خروجه من السجن سنة 2015 أُرسل إلى مركز لتحديد هويته وصدر بحقه قرار طرد من إيطاليا. وقالت صحيفة "ميلانو" إن إجراءات تحديد الهوية الضرورية لترحيله "لم تقم بها السلطات التونسية ضمن المهل القانونية"، ما يفسر اضطرار ايطاليا "للإفراج عنه". ومن ثم دخل ألمانيا وقدم فيها طلبا للجوء في تموز/ يوليو 2015. واشتبهت الشرطة الألمانية باتصاله بالتيار السلفي، وتم تصنيفه كـ "شخص خطر."
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundeskriminalamt
كان أنيس يخضع للتحقيق منذ آذار/ مارس الماضي، كُلِّفت به نيابة برلين بتهمة "الإعداد لعمل إجرامي خطير يشكل خطرا على الدولة." لكن التهم أسقطت لغياب الأدلة الكافية، ومن ثم توقفت مراقبته في أيلول/ سبتمبر الماضي. وأمضى أنيس عامري وقته متنقلا في مختلف أنحاء ألمانيا، لإخفاء أثره على ما يبدو.
صورة من: REUTERS
وأشارت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية إلى أن الشاب التونسي كان على علاقة مع عراقي يبلغ 32 عاما، مشهور باسم أحمد عبد العزيز عبد الله ولقبه "أبو ولاء". وأوقف "أبو ولاء" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إلى جانب أربعة شركاء آخرين لتشكيلهم شبكة تجنيد لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بحسب النيابة الاتحادية الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/Al Manhaj Media
فيما قال رالف ييغر، وزير الداخلية بولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية، إن أنيس رُفِضَ كطالب لجوء في حزيران/ يونيو 2016 "ولكن لم تستطع السلطات المعنية ترحيله لأنه لم يكن لديه أوراق هوية صالحة". كما أكد الوزير أن تونس شككت مرارا في أنه تونسي الجنسية. وأكد الوزير أن أوراق الهوية المطلوبة لترحيله لم تصل سوى بعد يومين، بعد الهجوم الإرهابي في برلين.
صورة من: Reuters/I. Fassbender
وكان الادعاء العام الألماني قد صدر أمر اعتقال بحق أنيس عامري بتهمة الهجوم بشاحنة على سوق عيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين. وقالت المتحدثة باسم الادعاء العام أن الأدلة تشير إلى أن عامري هو من قاد الشاحنة، التي اقتحمت السوق مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) وتسببت في قتل 12 شخصا وإصابة نحو 50 آخرين. الكاتب: زمن البدري