اعتقالات جديدة في سرقة اللوفر .. أين اختفت الكنوز الثمينة؟
صلاح شرارة د ب أ، أ ب، أ ف ب، رويترز
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥
أعلنت باريس عن اعتقالات جديدة لرجلين وامرأتين في قضية سرقة متحف اللوفر. وتقدر المسروقات وهي مجوهرات إمبراطورية بقيمة 102 مليون دولار. ويزيد الغموض حول مصيرها وسط تساؤلات عن قدرة المتحف الأشهر عالميا على حماية مقتنياته.
في سبع دقائق فقط وفي وضح النهار، تمكن اللصوص من سرقة مجوهرات من متحف اللوفر تقدر قيمتها بـ 102 مليون دولار قبل أن يفروا على متن دراجات نارية. (صورة من الأرشيف: 26/10/2025)صورة من: Thomas Padilla/AP/dpa/picture alliance
إعلان
في باريس، تواصلت التحقيقات في واحدة من أكثر السرقات جرأة في تاريخ فرنسا، بعد إعلان مكتب الادعاء العام في باريس القبض على أربعة أشخاص آخرين اليوم الثلاثاء (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025) على صلة بسرقة مجوهرات متحف اللوفر التي وقعت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
تفاصيل الاعتقالات الجديدة
وقالت ممثلة الادعاء لور بيكو، التي يقود مكتبها التحقيق، إن السلطات احتجزت رجلين وسيدتين من منطقة باريس صباح اليوم. وجاء في البيان الرسمي أن المشتبه بهم هم رجلان يبلغان من العمر 38 و39 عامًا وامرأتان تبلغان 31 و40 عامًا وجميعهم من منطقة باريس.
ولم يوضح البيان دورهم المشتبه به في عملية السرقة التي حدثت في 19 أكتوبر/ تشرين الأول.
ثمانية مشتبه بهم حتى الآن
وأشار البيان إلى أن أربعة أشخاص آخرين كانوا قد أُلقي القبض عليهم سابقًا وخضعوا للتحقيق الرسمي بين 29 أكتوبر/ تشرين الأول وحتى الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني.
عملية السرقة، التي نفذتها عصابة من أربعة أشخاص الشهر الماضي أثارت جدلًا واسعًا حول قدرة المتحف الأكثر زيارة في العالم على حماية مقتنياته. ففي سبع دقائق فقط وفي وضح النهار، تمكن اللصوص من سرقة مجوهرات تقدر قيمتها بـ 102 مليون دولار قبل أن يفروا على متن دراجات نارية. وخلال الهروب، أسقط اللصوص قطعة ثمينة هي تاج الإمبراطورة أوجيني زوجة نابوليون الثالث.
المسروقات: كنوز إمبراطورية لم تُستعد بعد
وحتى الآن، لم يتم العثور على المجوهرات المسروقة، التي تشمل: قلادة من الألماس والزمرد أهداها نابليون للإمبراطورة ماري لويز، ومجوهرات تعود للملكتين ماري أميلي وهورتنيس في القرن التاسع عشر إضافة إلى تاج مرصع باللؤلؤ والماس كان مملوكًا للإمبراطورة أوجيني.
تحرير: عادل الشروعات
خدع فنية بصرية بمناسبة مرور 30 عاما على بناء هرم اللوفر
قطعة فنية تنتمي لفن الشوارع تجعل الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر يبدو وكأنه غارق في حفرة كبيرة. الهيكل الأيقوني، والذي أصبح الآن من مرادفات باريس، كان محط سخرية باعتباره "مزحة" عندما تم كشف عنه النقاب عام 1989.
صورة من: AFP/Getty Images/P. Kovarik
خدعة تخطف العيون
بالرغم من تجاوز عمر أكبر متحف للفن في العالم 200 عاما، لم يتم تنفيذ واجهة المتحف وهرمه الزجاجي، إلا في عام 1989. وللاحتفال بمرور ثلاثين عاما على إنشاء الواجهة، تم تكليف فنان الشوارع جان رينيه، والمعروف بـ "جيه أر"، بتصميم خدعة بصرية مؤقتة من قصاصات الورق. رؤية تلك القطعة الفنية من أعلى يضفي عمقا مذهلا على الهرم، والذي يصل ارتفاعه إلى 21 مترا أو ما يعادل 70 قدما.
صورة من: JR-ART.net
"بانكسي" الفرنسي
يُلقب فنان الشوارع جيه آر بـ "بانكسي" الفرنسي نسبة لفنان الشوارع البريطاني بانكسي مجهول الهوية والمعروف بأعماله الفنية ذات الطابع السياسي والاجتماعي. ووعد جيه آر بأن يكشف أخر اعماله الفنية "سر الهرم الأكبر"، ليقوم باستخدام تقنية تؤدي لتشويش صورة الجسم بحيث لا يمكن رؤيته بشكل صحيح سوى من زاوية معينة، إلا أن جيه أر لم يستطع إكمال عمله الفني بمفرده.
صورة من: Reuters/G. Fuentes
خدعة عبر مئات المتطوعين
شارك حوالي 400 متطوعا في العمل لتنفيذ المشروع الفني، وتم تقسيمهم إلى فرق مكونة من 50 شخصا قضى كل منها أربعة أيام للصق القصاصات الورقية على أحجار أرضية الساحة أمام المتحف. وقال مصمم العمل لوكالة الأنباء الفرنسية: "يوجد أكثر من 2000 قصاصة يجب لصقها على الأرض، ويبلغ طول كل منهم عشرة أمتار، ولهذا يعتبر هذا العمل أحجية ضخمة".
صورة من: AFP/Getty Images/P. Lopez
شاشة عرض ضخمة
عند الانتهاء من العمل، أصبح التكوين الفني مثل شاشة عرض ضخمة تعكس الهرم وكأنه ينبثق من قاعدته التي تبدو وكأنها محجر ضخم لصخور بيضاء اللون. وللسماح للجمهور برؤية الخدعة، تم عرض الشكل الجوي للمشروع الفني على شاشتين بلازما في الساحة الأمامية للمتحف. وبينما لم يتم المساس بالهرم الرئيسي، تم تغطية الأهرامات الثلاثة الأصغر حجما بالورق لإبراز الشكل النهائي للخدعة البصرية.
صورة من: AFP/Getty Images/T. Samson
شكاوي عاجلة
بالرغم من كل هذه الضجة المرافقة للمشروع الفني، لم ينبهر بعض زوار المتحف كما ينبغي، بل واشتكوا من عدم القدرة على رؤية أي خدع بصرية من على مستوى الأرض.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Lopez
الاختفاء
التكوين الفني هو العمل الفني الثاني لصاحبه جيه ار، نسبة إلى أسمه الحقيقي وهو جان رينيه، على الهرم الشهير لمتحف اللوفر. ففي عام 2016، قام بإخفاء الهرم الزجاجي باستخدام خدعة قائمة على استخدام صورة باللونين الأبيض والأسود. تم حينها تغطية الهرم، المكون من حوالي 700 قطعة زجاجية، بالأجزاء المكونة لصورة ضخمة لقصر اللوفر.
صورة من: Joël Saget/AFP
الهرم الفرعوني لميتران
الهرم، والذي بدأ بنائه بتكليف من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران عام 1984، كرهه كثير من الباريسيين لشعورهم بعدم اتساق البناء الزجاجي الجديد مع قصر اللوفر ذو الطابع الفرنسي الكلاسيكي الذي يعود لعصر النهضة. ووصلت السخرية كذلك للمهندس صاحب التصميم، الأمريكي الصيني أي أم باي، لكونه غير فرنسي بما يكفي. أما اليوم، فقد أصبح الهرم من المعالم الأساسية لباريس.