اعتقالات في لندن وأمستردام وسيدني لنشطاء "تمرد ضد الانقراض"
٧ أكتوبر ٢٠١٩
بعد نشاطات راديكالية لجماعة "إكستينكشن ريبليون" لحماية البيئة، حيث أغلق المحتجون نقاط تقاطع في شوارع مدن عالمية شلت حركة المرور جزئيا، اعتقلت السلطات في لندن وأمستردام وفي أستراليا عشرات الشباب المحتجين.
إعلان
أغلق ناشطون تابعون لحركة "إكستينكشن ريبيليون" (تمرد ضد الانقراض)، طريقا رئيسيا أمام وزارة الدفاع البريطانية الإثنين (السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2019) من خلال استخدام نموذج لصاروخ "ترايدنت" ذي القدرات النووية، بينما تجمع آلاف المؤيدين لبدء الاحتجاجات العالمية للجماعة.
وقال نشطاء إن هناك 23 شخصا اعتقلوا عندما حاولت الشرطة فض "حصار السلام"، في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين. وأفادت شرطة العاصمة لندن باعتقال 21 من متظاهري حركة "تمرد ضد الانقراض" فجر اليوم الإثنين، ولكنها قالت إنها "ليس لديها مزيد من التفاصيل في هذه المرحلة".
كما احتلت جماعات دينية "جسر لامبيث في لندن اليوم أيضا وخطط المتظاهرون لاحتلال العديد من المواقع الأخرى كجزء من خطة للحركة البيئية لاحتلال مراكز السلطة، سلميا، وإغلاقها حتى تعمل الحكومات على مواجهة حالات الطوارئ المناخية والبيئية".
وفي العاصمة الهولندية أمستردام اعتقلت الشرطة نحو 50 شخصا شاركوا في احتجاجات تابعة لحركة "إكستنكشين ريبيليون" (تمرد ضد الانقراض) العالمية لنشطاء التغير المناخي. وقالت الشرطة إن المعتقلين تم احتجازهم بصورة مؤقتة، بعد رفضهم ترك حاجز أقاموه على طريق رئيسي في وسط المدينة، مضيفة أن الاحتجاجات قد انتهت الآن.
وفي الجانب الآخر من الكرة الأرضية، أغلق مئات المشاركين في مظاهرات بشأن المناخ الطرق في مدن أسترالية اليوم الاثنين للاحتفال ببدء احتجاج منظمة "إكستينكشن ريبيليون" (تمرد ضد الانقراض) العالمية لنشطاء التغير المناخي، والذي يستمر أسبوعا. وفي سيدني، قالت الشرطة إنه تم القبض على 30 متظاهرا لأنهم رفضوا أوامر الشرطة بفتح الطريق بالقرب من محطة السكك الحديدية "سنترال ستيشن".
وقالت الشرطة في بيان إن "التهم التي تردد أنها ارتكبت تتراوح بين عرقلة حركة المرور إلى عصيان الاتجاه المعقول". وشهد وسط مدينة ملبورن ومدينة بريسبن أيضا احتجاجات مماثلة، لكن الصحفيين الذين يغطون الأحداث قالوا إن المتظاهرين كانوا سلميين بشكل عام.
وقالت ناشطة في ملبورن تدعى ميريام روبنسون لوكالة "أسوشيتيد برس الأسترالية إن المحتجين شعروا بأنه عليهم لفت الانتباه بقوة عبر تعطيل حركة المرور في المدينة لإقناع الحكومة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة بشأن تغير المناخ. وأضافت أن منظمة "إكستينكشن ريبيليون" اعتذرت للجمهور بسبب إزعاجهم. وقالت: "لكن هذا لا يعد شيئا مقارنة بالإزعاج الذي سيحدث عندما نبدأ في المعاناة من نفاد الطعام والماء".
وفي العاصمة الألمانية برلين، بدأت الحركة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين حملتها الاحتجاجية من أجل حماية المناخ في شوارع العاصمة. وقالت الشرطة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن عشرات من أنصار الحركة ساروا من الحي الحكومي إلى عمود النصر في حي تيرغارتن، ثم قاموا باحتلال التقاطع المروري "غروسن شتيرن" قبيل بدء ساعة الذروة في حركة المرور. وأضافت الشرطة أن مسار الاحتجاج سلمي حتى الآن، إلا أنها لم تدل ببيانات عن أعداد المشاركين.
وتدعو حركة "إكستينكشن ريبيليون" الحكومات إلى "قول الحقيقة" حول تغير المناخ، وإلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى الصفر بحلول عام 2025.
ح.ع.ح/ص.ش(د.ب.أ/أ.ف.ب/رويترز)
ألمان يحمون بأجسادهم غابة من العصر الجليدي
تحولت غابة هامباخ الواقعة بغرب ألمانيا إلى رمز مقاومة عمليات تدمير البيئة من خلال قطاع استخراج الفحم. ورغم مقاومة عشرات الشباب، بدأت الشرطة الخميس بتفكيك مخيم الشباب الذين بنوا بيوتا فوق أشجار الغابة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Meissner
حان وقت الجد!
انتظرت السلطات القضائية والتنفيذية طويلا، وحان الوقت يوم الخميس: الشرطة بدأت بتفكيك بيوت الأشجار في غابة هامباخ. وتم إخراج حماة البيئة الذين عاشوا في الغابة فترة طويلة في بيوتهم فوق الأشجار إجباريا، حيث كانت عملية الإخراج أحيانا عنيفة. لكن معظم المحتجين كانوا سلميين. أما التبرير الرسمي للإخلاء فكانت الإخلال بتعليمات الوقاية من الحريق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Meissner
العيش في بيت على شجرة
منذ ست سنوات يعيش ما بين 100 إلى 200 شاب وشابة في غابة هامباخ أو فيما تبقى منها. بنوا قرى تتألف من بيوت مبنية فوق الأشجار. هدف الشباب كان حماية الغابة من عمليات تقطيع الأشجار. وتقدم الشباب يوم الخميس بعشرات الطلبات المستعجلة للمحاكم الإدارية لمنع الإجلاء.
صورة من: DW/G. Rueter
سكان المخيم دون مساعدة من السماء
حتى يوم الأربعاء المنصرم كان الأمل مازال كبيراً لحماية الغابة، حيث أقيم قداس فيها في إطار برنامج كنسي لحماية البيئة تحت عنوان "العدالة في التعامل مع البيئة"، حيث ألقت الراهبة مارتيج ميشيلس عظة في الهواء الطلق في الغابة. لكن الصلوات لم تمنع عمليات تفكيك المخيم.
صورة من: DW/G. Rueters
استخراج الفحم في مواجهة حماية البيئة
سبب الاحتجاج يتعلق بحدود عمل أكبر منجم لاستخراج الفحم البني في أوروبا. فشركة "ار. في. إي" للطاقة تسعى لتدمير آخر قطعة من غابة هامباخ والتي تم تقطيع 90% من أشجارها خلال السنوات الأخيرة. وتنظر المحكمة الإدارية العليا في مدينة مونستر في القضية ومن المقرر أن تنطق بحكمها حول شرعية تقطيع أشجار ما تبقى من الغابة في شهر أكتوبر/ تشرين أول المقبل. الجبهات واضحة إذن: صناعة الفحم في مواجهة حماية البيئة.
صورة من: Michael Goergens
نداءات مستمرة لمنع قطع الأشجار
في آب/ أغسطس 2018: عادت شركة "ار.في.إي" للطاقة لعمليات قطع أشجار الغابة، ما أثار غضب كل المعارضين فأطلقوا بدورهم نشاطات واسعة ضد قرار الشركة. نشطاء البيئة وسكان القرى المجاورة للغابة ومؤسسات البيئة وسياسيون طالبوا الشركة بالتحفظ على تنفيذ القرار حتى نهاية العام الجاري بانتظار نتائج دراسة للجنة الفحم الحكومية حول الموضوع.
صورة من: DW/G. Rueter
جولات كل يوم أحد في الغابة
ميشائيل زوبل، تربوي يتحدث الى سكان الغابة موضحاً للزوار المهتمين قضية الاحتجاج كل يوم أحد لحماية طبيعة الغابة وخصوصيتها، حيث هناك أشجار تصل أعمارها إلى أكثر من 300 عام. إلى ذلك هناك بعض الأنواع من الحيوانات المهددة بالإنقراض تعيش فيها. والحقيقة أنّ أهمية الغابة لم تكن معروفة لدى كثير من سكان المنطقة أنفسهم.
صورة من: DW/G. Rueter
هل كان المحتجون يميلون إلى العنف؟
الشرطة ذكرت أنها تعرضت لهجمات بالحجارة في الأسابيع الماضية من قبل أشخاص ملثمين، لكنّ معظم سكان المخيم يعرضون سلمية احتجاجهم، كما يظهر ذلك هذان الناشطان الشابان مع قنينة أطفاء الحرائق. الشرطة من جانبها تعتبر مثل هذه الأجسام قنابل مزيفة وتقوم بتفجيرها من قبيل الاحتياط.
صورة من: DW/G. Rueter
شرعية الوضع غير واضحة
إبان ذلك، وضح خبير الفحم البني في منظمة "بوند" لحماية البيئة، ديرك يانزن أمام لجنة الفحم الحكومية الوضع في الغابة. فشركة "ار.في.إي" ابلغت المحكمة الإدارية العليا في مونستر أنها ستنتظر قرار المحكمة بشأن شرعية قطع الأشجار قبل أن تبدأ عملها. وكانت محكمة ابتدائية قد اقرت شرعية قطع الأشجار، لكنّ الشركة أوضحت أيضا بأنها لن تنتظر ابعد من 14 من تشرين أول/ أكتوبر المقبل فيما يخص عمليات قطع الأشجار.