اتصالات روسية تركية واعتقال أقارب قاتل السفير الروسي
١٩ ديسمبر ٢٠١٦
أعلن الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن الرئيس رجب طيب أردوغان اجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشان مقتل السفير الروسي لدى أنقرة اندريه كارلوف، في حين رجحت مصادر إنتمائه لجماعة كولن.
إعلان
وأعلنت وزارة الخارجية التركية الاثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) في بيان "لن نسمح لهذا الهجوم أن يلقي بظلاله على الصداقة بين تركيا وروسيا"، وأعربت الخارجية عن أسفها وحزنها الشديدين لمقتل كارلوف، مشيرةً إلى أنّ الأخير قام بأعمال ناجحة خلال الفترة العصيبة التي مرت بها علاقات البلدين، واستطاع كسب تقدير واحترام أركان الدولة التركية على الصعيدين الشخصي والدبلوماسي.
من جهته صرح مسؤول أمني تركي كبير أن ثمة "دلائل قوية للغاية" على أن المسلح الذي قتل السفير الروسي اليوم الاثنين ينتمي لشبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تقول أنقرة إنه دبر انقلابا فاشلا في يوليو/ تموز الماضي. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته إن التحقيق الحالي يركز على صلات المسلح بشبكة غولن.
وتقول الحكومة إن كولن الذي يعيش في منفاه الاختياري في ولاية بنسلفانيا الألمانية منذ 1999 أوجد "شبكة موازية" في الشرطة والجيش والقضاء والخدمة المدنية بهدف الإطاحة بالدولة.
ونقلت وكالة رويترز عن كولن قوله إن مقتل السفير الروسي "عمل إرهابي شائن" ويشير إلى تدهور الأمن في تركيا بعد إقالة وسجن أفراد من الأمن عقب الانقلاب.
وعرف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المهاجم الذي قتلته قوات الأمن لاحقا بأنه عضو في قوات أمن أنقرة وعمل بها لعامين ونصف العام.
وذكرت قناة (سي.إن.إن تورك) أن الشرطة التركية اعتقلت شقيقة ووالدة المسلح الذي قتل السفير الروسي وأضافت أن المرأتين اعتقلتا في إقليم إيدين في جنوب شرق تركيا.
من جهته أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن حادثة مقتل السفير الروسي تهدف إلى عرقلة العلاقات التركية الروسية، وأنّ كلتا الدولتين لن تسمحا بذلك ولن تقعا في فخ الإرهابيين. وأوضح يلدريم أنه إلى جانب السفير فقد أصيب ثلاثة أشخاص بجروح، بينهم أجنبي ممن كانوا في المعرض، وما تزال معالجتهم مستمرة.
في حين ندد وزير الداخلية سليمان صويلو بـ"الهجوم على العلاقات التركية الروسية". وقال صويلو للصحفيين إن الاغتيال أصاب الأمة التركية "بحزن عميق" مشيرا إلى أنه يأتي في وقت تحسنت فيه العلاقات بين تركيا وروسيا. وأضاف الوزير أن ثلاثة أشخاص آخرين أصيبوا في الهجوم ولا توجد بينهم إصابات خطيرة وأن أحدهم خرج من المستشفى.
ولقي السفير كارلوف مصرعه متأثرا بجراحه التي أصيب بها بعد إطلاق الرصاص عليه من قبل مولود مرت ألطنطاش، حيث صرح وزير الداخلية التركي أنه عمل في قوات مكافحة الشغب بأنقرة منذ عامين ونصف العام وقالت قناة "تي ار تي " التركية إن السفير تعرض لإطلاق النار بعد إلقاء خطاب مفتوح في الفعالية، مضيفة أنه تم إطلاق ثلاثة أعيرة نارية عليه.
ع.أ.ج/ ص ش (د ب ا، رويترز، أ ف ب)
بعد محاولة الانقلاب - أردوغان يتعهد بقيام تركيا جديدة
بعد نحو ثلاث أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ومظاهرات يومية في نحو ثمانين مدينة تركية، لا تزال الحكومة التركية تواصل حملة التطهير التي أطلقتها وطالت عدة قطاعات حكومية. أردوغان نفسه تعهد بقيام تركيا جديدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".
صورة من: DW/D. Cupolo
آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."
صورة من: DW/D. Cupolo
وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."
صورة من: DW/D. Cupolo
تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.
صورة من: DW/D. Cupolo
من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."
صورة من: DW/D. Cupolo
يرى البعض أن هذه المظاهرات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم طريقة لتقوية قاعدته الشعبية، على حد تعبير محمد، وهو لاجئ سوري. ويقول – شريطة عدم الكشف عن هويته - بأنه كان شاهد عيان على الانقلاب الذي حصل في مصر وأن هذه المظاهرات هي عبارة عن "تدريب لأنصار أردوغان" وأنه "سيدعوهم قريبا للتظاهر ضد الحركات التي لا يحبها."
صورة من: DW/D. Cupolo
قامت الحكومة التركية بتغيير أسماء مناطق شهيرة انطلاقا من ساحة كيزيلاي وصولا إلى جسر البوسفور في إسطنبول تكريما لضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة. وأصبح اليوم يتعين على المسافرين من الجزء الأوروبي لإسطنبول إلى القسم الآسيوي المرور عبر ساحة "شهداء جسر الـ 15 من يوليو".