اعتقال ألماني للاشتباه في قيامه بالتجسس لصالح الأردن
٨ أغسطس ٢٠١٨
معروف أن الأردن وألمانيا شريكان في التحالف الدولي ضد "داعش". لكن هذا لا يعني أن تسمح ألمانيا لأحد بالقيام بأعمال تجسس على أراضيها. الادعاء العام الألماني أعلن عن توقيف ألماني يشتبه في أنه كان يتجسس لصالح الأردن.
إعلان
أعلن الادعاء العام في ألمانيا اليوم الأربعاء (الثامن من آب/ أغسطس 2018) وضع مواطن ألماني قيد الحبس الاحتياطي لاتهامه بالتجسس لحساب الاستخبارات الأردنية. وأوضح الادعاء في مدينة كارلسروه أن الرجل (33 عاما) كان مكلفا بجمع معلومات عن مسجد في مدينة هيلدسهايم، معروف بأنه ملتقى لمتشددين. وكشف موقع صحيفة "هانوفريشه ألغماينه تسايتونغ"، المعروفة اختصارا باسم "هاز" أن المشتبه به يدعى "ألكسندر ب.".
وكانت وزارة الداخلية في ولاية سكسونيا السفلى حظرت في آذار/ مارس 2017 جمعية "الدائرة الإسلامية الناطقة بالألمانية في مدينة هيلدسهايم" وأغلقت المسجد التابع لها. ووردت معلومات إلى سلطات الأمن على حدوث عمليات تجنيد داخل الجمعية لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، واحتمال وجود خطط لشن هجمات في ألمانيا.
"الشراكة لا تسمح بالتجسس"
ويُعتقد أن المقبوض عليه أرسل في عام 2016 إلى الجهة المكلفة معلومات عن العديد من الأشخاص الذين يعتزمون السفر إلى سوريا، أو المقيمين هناك بالفعل. ولم يكشف الادعاء العام عن المكان الذي ألقى فيه القبض على الرجل أمس الثلاثاء. وقد مَثَل الرجل اليوم أمام قاضي تحقيقات، حيث صدر الأمر بإيداعه الحبس الاحتياطي.
وقالت صحيفة "هاز" إنه إذا ثبت بحقه القيام بأعمال مخابراتية فمن المنتظر أن توقع عليه عقوبة تبدأ بالغرامة المالية وحتى السجن لخمسة أعوام. وأضافت الصحيفة أنه رغم وجود شراكة سياسية بين ألمانيا ودول أخرى (من بينها الأردن) إلا أن أعماس التجسس في ألمانيا ممنوعة حتى ولو كانت تستهدف تنظيم "داعش" أو أي منظمة أخرى لمتطرفين إسلامويين، حتى ولو تم تكن تلك الأعمال تضر بألمانيا مباشرة.
ومن المعلوم أن الأردن ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش". كما انتقلت طائرات تورنادو ألمانية من قاعدة أنجرليك بتركيا إلى قاعدة الأزرق بالأردن. حيث يدعم الجيش الألماني انطلاقاً من قاعدة "الأزرق" الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" بأربع طائرات استطلاع من طراز "تورنادو" وطائرة تزود بالوقود.
ص.ش/أ.ح (د ب أ)
أبرز فضائح التجسس في التاريخ الحديث
طرق خبيثة يتبعها الجواسيس المحترفون منذ قرون للحصول على معلومات فائقة السرية. بيد أنها ليست بمعزل عن الفضائح. إليكم أبرزها، بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء وكالة المخابرات الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
ماتا هاري شابة هولندية عملت كراقصة تعري في باريس في العقد الثاني من القرن الماضي. أقامت علاقات جنسية مع جنرالات وساسة فرنسيين بارزين، ما مكنها من اختراق أعلى الدوائر الحكومية في فرنسا. تم استقطابها من وكالة الاستخبارات الألمانية كجاسوسة. بيد أنه سرعان ما كشف أمرها، بعد أن وظفتها المخابرات الفرنسية كعميلة مزدوجة لها.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
قدما الزوجان يوليوس وإيتال روزينبرغ في بداية الخمسينيات معلومات سرية لموسكو حول البرنامج النووي الأمريكي. ورغم موجة احتجاجات عارمة في العالم تضامناً معهما، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما سنة 1953.
صورة من: picture alliance/dpa
غونتر غيوم (وسط) كان يعمل سكرتيراً لمستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت، وفي ذات الوقت، جاسوساً لصالح جمهورية ألمانيا الشرقية. قام غيوم بتزويد وزارة أمن الدولة "شتازي" بوثائق سرية من مقر المستشارية. اختراق جاسوس ألماني شرقي لدوائر الحكم في ألمانيا الغربية سبب صدمة للرأي العام الألماني ودفع المستشار براندت إلى الاستقالة تحت ضغط شعبي كبير.
صورة من: picture alliance/AP Images/E. Reichert
تسبب الطالب أنطوني بلانت بأكبر فضيحة تجسس في بريطانيا سنة 1979، بعد أن اعترف بوجود خلية تجسس من خمسة أفراد تعمل لصالح جهاز المخابرات السوفييتي "كي جي بي"، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الخلية كانت تربطها علاقات وثيقة مع دوائر حكومية بريطانية مؤثرة. ورغم كشف هوية أربع عملاء، إلا أن هوية "الرجل الخامس" بقيت إلى اليوم طي الكتمان.
صورة من: picture alliance/empics
ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" القبض على آنا تشابمان سنة 2010، كجزء من خلية تجسس روسية. أفرج عن الجاسوسة المحترفة في عملية لتبادل السجناء مع روسيا، لتبدأ بعدها العمل في موسكو كعارضة أزياء ومقدمة تلفزيونية. وظهرت تشابمان على غلاف مجلة "ماكسيم" الرجالية الروسية بملابس داخلية ومسدس، وهي تعتبر رمزاً وطنياً في روسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Shipenkov
تلقت هايدرون أنشلاغ طيلة عقد كامل من الزمن في بيتها بماربورغ الألمانية أوامر من الجهاز المركزي للمخابرات الروسية في موسكو بواسطة مذياع ذي موجات قصيرة. وكتمويه للسلطات، قدم الزوجان أنشلاغ نفسيهما كمواطنين نمساويين، ومن المحتمل أنهما زودا روسيا بمئات الملفات السرية حول أنشطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي. وجهت إليهما تهمة التجسس سنة 2013.
صورة من: Getty Images
بعد وفاة السياسي الألماني البارز فرانز يوزف شتراوس، كشفت وسائل إعلام عديدة عن احتمال كونه جاسوسا للمخابرات العسكرية الأمريكية "أو إس إس"، وهو الجهاز السابق لوكالة المخابرات الأمريكية "إف بي آي". وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاه المئوي، أصدر المركز الفدرالي الألماني للتأهيل السياسي دراسة معمقة عن هذه الفرضية أثارت جدلاً واسعاً.
صورة من: picture alliance/dpa
في الماضي، كانت الحكومات تخشى من العملاء المزدوجين. أما اليوم، فإنها تتخوف خاصة من تقنيات التنصت المتطورة. العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن، إلى جانب مليون وسبعمائة ألف ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كشفت في صيف 2013 أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أخرى قامت بمراقبة شبكات التواصل العالمية والإنترنت، وقامت بحفظ بيانات ملايين الأشخاص.