أعلنت الشرطة اليونانية أنها اعتقلت موظفي إغاثة وتحقق مع آخرين للاشتباه في تهريبهم مهاجرين إلى اليونان. وبين المعتقلين السباحة السورية سارة مارديني التي أنقذت مع شقيقتها السباحة الأولمبية يسرى قارب مهاجرين من الغرق.
إعلان
ذكرت الشرطة اليونانية اليوم الثلاثاء (29 آب/ أغسطس) أنها اعتقلت ثلاثة من أعضاء جمعية أهلية يونانية للاشتباه بتقديمهم المساعدة لمهاجرين على دخول البلاد بشكل غير قانوني. واعتقل الأعضاء الثلاثة في "المركز الدولي للاستجابة الطارئة" في جزيرة ليسبوس اليونانية حيث يقيم آلاف المهاجرين في ظروف سيئة في مخيمات مكتظة.
أزمة اللاجئين: من هم أصدقاء ميركل ـ ومن هم الخصوم؟
في خضم بحثها عن "حل أوروبي" لأزمة الهجرة تحتاج أنغيلا ميركل إلى حلفاء بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي. لكن عددهم يضمحل، وبعضهم يقف بحزم في وجهها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O.Matthys
الشريك
إذا أمكننا التحدث عن صديق سياسي لميركل، فإنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فهو على غرار ميركل مهتم بالتوصل إلى حل أوروبي، لأنه يخشى مثل ميركل على كيان الاتحاد الأوروبي. لكن الحزب المسيحي الاجتماعي يعتقد أن ماكرون اشترى دعمه لميركل بوعود مالية.
صورة من: picture-alliance/Tass/dpa/M. Metzel
المتفهم
رئيس الوزراء الإسباني الجديد بيدرو سانشيس يبدو أنه تحرك في إطار يخدم ميركل عندما قبل أن ترسو سفن تقل لاجئين أفارقة رفضتهم الحكومة الإيطالية. وهذا القدر من الإنسانية نادر في هذه الأوقات. لكن الاشتراكي قال بوضوح بأن بلاده تحتاج إلى دعم في تجاوز متاعب الهجرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Soriano
الوسيط
حدود الاتحاد الأوروبي الداخلية المفتوحة مهمة بالنسبة إلى هولندا المعتمدة على التجارة. وهنا يحصل إجماع بين رئيس الوزراء مارك روته والمستشارة ميركل. في المقابل فإن الأجواء السائدة في البلاد هي في الأثناء معادية للمهاجرين. وطالبو اللجوء الذين ليس لهم فرصة لا يريد روته السماح لهم أصلا بالعبور إلى أوروبا. وبهذه الاستراتيجية المترنحة يمكن له تولي دور الوساطة.
صورة من: Reuters/F. Lenoir
المراوغ
هناك فوارق إيديولوجية بين المسيحية الديمقراطية ميركل واليساري أليكسيس تسيبراس. وبالرغم من ذلك فإن رئيس الوزراء اليوناني يساند مبدأ "التضامن الأوروبي" في تجاوز الهجرة ويدعم شخصيا ميركل. والسبب يعود في ذلك لكونه عايش ميركل كمتفهمة لأزمة الديون اليونانية وأنه يأمل في الحصول هنا على تنازلات إضافية.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الراديكالي
الدنماركي لارس لوكه راسموسن لا يبدو ظاهريا مثل رجل راديكالي، إلا أنه يتخذ هذا الموقف في قضايا الهجرة. وقلما توجد حكومة أوروبية أخرى تنهج سياسة متشددة في ردع طالبي اللجوء مثل حكومته. راسموسن أثار كذلك في وقت أبكر من آخرين فكرة إقامة مراكز إيواء خارج الاتحاد الأوروبي. وإذا كان الحل الأوروبي على هذا النحو، فإنه يدعمه، إلا أنه لا يساند مخطط توزيع اللاجئين على الدول الأوروبية.
صورة من: imago/Belga
الخصم
المستشار النمساوي سباستيان كورتس يظهر مهذبا أمام ميركل، لكنه لا يخفي رفضه العميق لسياستها الليبرالية في اللجوء. ويتفاهم كورتس بخلاف ذلك مع المعارضين لميركل في قضية الهجرة ابتداء من وزير الصحة ينس شبان إلى وزير الداخلية هورست زيهوفر ورئيس وزراء بفاريا ماركوس زودر.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
المدفوع
رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي لا ينتمي لأي حزب يُعتبر أحد المشاكسين الكبار لميركل. كونتي يرفض استقبال اللاجئين المسجلين في إيطاليا. ويدعمه في هذا بوجه الخصوص وزير الداخلية ماتيو سالفيني من "رابطة الشمال" المعادية للأجانب: "لم يعد في وسعنا استقبال ولو شخص واحد". وبهذا النوع من التصريحات تزداد شعبية الرابطة في استطلاعات الرأي.
صورة من: picture-alliance/ZumaPress
غير المهتم
لا أحد انتقد بقوة كبيرة طوال سنوات سياسة ميركل للحدود المفتوحة مثل المجري فيكتور أوربان. فهو يعتبر هذه الأزمة مشكلة ميركل. ولم يشارك في اجتماع الأحد الماضي (24 يونيو 2018) مثل الزعماء الآخرين لدول فيزغراد سلوفاكيا وتشيكيا وبولندا. فجميع هذه الدول ترفض توزيع اللاجئين على البلدان الأوروبية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/D. Vojinovic
8 صورة1 | 8
وبين المعتقلين السباحة السورية سارة مارديني، التي تقيم حاليا في العاصمة الألمانية برلين كلاجئة. وكانت سارة قد هربت مع شقيقتها يسرى من الحرب في سوريا عام 2015 إلى تركيا ومن هناك إلى اليونان عبر بحر إيجه على متن قارب مطاطي مكتظ باللاجئين. وأثناء الإبحار باتجاه جزيرة ليسبوس اليونانية تعطل القارب، قفزت سارة مع أختها يسرى وقامتا بجره في عرض البحر بواسطة حبل لساعات وهما تسبحان فأنقذتا القارب والمهاجرين الذين على متنه من الغرق. ومن اليونان تابعت الشقيقتان مارديني رحلة لجوئهما إلى ألمانيا.
وقبل عامين شاركت يسرى في أولمبياد ريو دي جانيرو ضمن فريق خاص باللاجئين. لتصبح بعد ذلك سفيرة الأمم المتحدة الخاصة للاجئين.
وتتهم الشرطة اليونانية شقيقتها سارة مارديني بالتعاون مع منظمة أهلية لمساعدة اللاجئين، متهمة بالعمل مع مهربي البشر واستقبال اللاجئين القادمين من تركيا على جزيرة ليسبوس. وقالت الشرطة في بيان إنه "تم الكشف عن نشاطات شبكة إجرامية منظمة سهلت بشكل منهجي دخول الأجانب غير القانوني" إلى البلاد. وأضاف البيان أن أعضاء المنظمة كانوا على اتصال بمهاجرين على مواقع التواصل الاجتماعي "وساعدوا بشكل نشط" في دخولهم غير القانوني إلى اليونان ابتداء من عام 2015.
كما قام المتهمون بمراقبة اتصالات خفر السواحل اليونانيين ووكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي، ولم يطلعوا السلطات اليونانية عليها. وأضافت الشرطة أنه في الإجمالي فإن ستة يونانيين و24 أجنبيا متورطون في القضية. ولم يصدر بعد أي رد من المركز الدولي للاستجابة الطارئة على ما جاء في بيان الشرطة.