1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اعتماد مدرسة كاثوليكية ألمانية تدريس العربية- خطوة نحو تعزيز الاندماج

شمس العياري٧ يونيو ٢٠٠٨

على ضفاف النهر الراين أدرجت مدرسة كاثوليكية ألمانية اللغة العربية كمادة تعليمية أساسية في برنامجها الدراسي في مسعى منها لدعم اندماج التلاميذ ذوي الأصول العربية في المجتمع الألماني وتنشئة التلاميذ الألمان على ثقافة الحوار

تلاميذ ألمان وعرب يتعلمون الألمانية والعربية في نفس الوقتصورة من: picture-alliance/ dpa

تسعى مدرسة ابتدائية كاثوليكية في ضاحية ماليم الواقعة على نهر الراين بالقرب من مدينة بون الألمانية إلى الارتقاء إلى صفوف المدارس الدولية التي تعتبر حكرا على النخبة السياسية والاجتماعية. وعلى عكس هذه المدارس لا تستقطب المدرسة الكاثوليكية أبناء الدبلوماسيين والأغنياء فحسب، وإنما أيضا أبناء العمال البسطاء من الألمان والأجانب، الذين ينحدر غالبيتهم من أصول عربية.

دروس اللغة العربية والدين الإسلامي لتعزيز الاعتراف بالآخر

يسهل على بعض التلاميذ تعلم اللغة الألمانية، إذا تم تفسير بعض القواعد اللغوية بلغته الأم!صورة من: Bilderbox

يبدأ الدرس في الصف الأول من المدرسة الابتدائية الكاثوليكية في ماليم بحصة قراءة باللغة الألمانية، حيث يحاول التلاميذ قراءة الجمل التي كتبتها المعلمة الألمانية على السبورة. وسرعان ما تلفت ملامح نصف التلاميذ العربية وطريقة توزيعهم في داخل الصف الدراسي انتباه الزائر، إذ تم توزيع التلاميذ بشكل مدروس: كل طفل عربي يجلس إلى جانب طفل ألماني وذلك للحيلولة دون انقسام الصف إلى مجموعتين منفصلتين: عربية وألمانية.

ثم تتولى المعلمة العربية بهيجة امباية التدريس، بينما تنسحب المعلمة الألمانية إلى آخر القسم. ويلاحظ هنا أن غالبية التلاميذ العرب تستطيع قراءة الجمل العربية، في حين بإمكان التلاميذ الألمان ترديد نفس الكلمات العربية وترجمتها إلى الألمانية.

الجدير بالذكر أن طريقة التدريس هذه تُسمى "بنظام التدريس المنسق بين اللغتين الألمانية والعربية" ويتم إتباعها في عدد من الصفوف المختارة منذ بداية التدريس. وتكمن هذه الطريقة في تدريس اللغة العربية لمدة خمس عشرة دقيقة خلال ساعات تدريس الألمانية لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع. علاوة على ذلك يتلقى التلاميذ العرب دروسا إضافية في العربية لمدة ساعتين أسبوعيا.

فضلا عن ذلك، وعلى الرغم من أن المدرسة تصر على طابعها الكاثوليكي المسيحي من خلال التسمية وكذلك الرموز الدينية المسيحية المعلقة على الجدران، إلا أن التلاميذ يتلقون دروسا في مختلف الأديان، حيث يتناوب أساتذة العلوم الدينية أحيانا فيما بينهم، فتارة يدرس أستاذ الدين الإسلامي التلاميذ المسيحيين وتارة أخرى يدرس أستاذ الدين المسيحي التلاميذ المسلمين.

وتقول مديرة المدرسة آني فيكمان كفكا في هذا الإطار إن مثل هذه الدروس قد ساهم إلى حد بعيد في كسر الأحكام المسبقة لدى عدد من التلاميذ عن الإسلام مثلا وعن الآخر. وتضيف المديرة أن مدرستها تسعى من خلال تقديم دروس في لغة الضاد والدين الإسلامي لمختلف التلاميذ إلى تنشئة أجيال تحترم الآخر وتقبل الاختلاف الثقافي والعرقي.

الاعتراف بالتنوع الثقافي واللغوي دافع للاندماج

يساعد التلاميذ بعضهم البعض في تعلم لغة الطرف الآخر: العربية أو الألمانيةصورة من: AP

وتشير المديرة آني فيكمان كفكا أن البداية كانت صعبة، إذ إن أولياء التلاميذ المسلمين كانوا متحفظين إزاء فكرة إرسال أولادهم إلى مدرسة كاثوليكية، بيد أنها استطاعت إقناعهم وذلك من خلال تقديم دروس في اللغة العربية لأولادهم منذ الصف الأول. وتؤكد فكمان كفكا على أهمية تعلم اللغة الأم، لأن ذلك يساهم في تعلم اللغة الثانية أو الأجنبية بصفة أسرع وأفضل، والدليل على ذلك نسبة النجاح العالية جدا التي يحققها تلاميذها، بحسب قولها.

وتقول آني فيكمان كفكا إن الجهود التي تبذلها من أجل دعم اللغة العربية في مدرستها تعود بالدرجة الأولى إلى إيمانها بأن التلميذ الذي يعتز بلغته الأم وبثقافته قادر على الإدماج في المجتمع الألماني دون فقدان هويته وثقافته العربية، التي ترى بأنها إثراء للمجتمع الألماني. وتقول إنها تعرف ذلك الشعور عندما يشعر الطفل الصغير بالخجل والخزي لأنه يتكلم لغة أخرى غير الألمانية، إذ إنها كانت لا تتقن الألمانية عندما كانت طفلة صغيرة، حيث كانت تتكلم اللغة الأوكرانية في البيت. وتضيف أن رفاقها في المدرسة كانوا يسخرون منها ويشتمونها بأنها أجنبية ولذلك كانت تحاول دائما عدم الكشف عن هويتها وبالتالي فإنها امتنعت عن التكلم بلغتها الأم وعدم تعلمها، وهو أمر قد ندمت عليه جدا. لذلك تريد مديرة المدرسة ألا يعيد التاريخ نفسه مع تلاميذها وأن يروا لغتهم الأم على أنها كسب كبير يميزهم عن غيرهم.

معرفة الخصوصيات الثقافية للآخر من خلال تعلم لغته

تجربة المدرسة تجربة رائدة في مسيرة تعزيز الاندماجصورة من: AP

من جهتها تؤكد كارستين ميرمان، ممثلة أولياء تلاميذ المدرسة الابتدائية الكاثوليكية، على أن التلاميذ الألمان استفادوا أيضا من نظام التدريس المزدوج العربي الألماني، حيث تقول إن ابنها يزاول تعلميه في صف مختلط، وأنه قد تعلم العديد من الكلمات العربية وكذلك عددا من العادات العربية كصبغ الشعر واليدين بالحناء أو الأكلات العربية التي يجلبها التلاميذ معهم. وتقول الأم إن تعلم اللغة العربية ينمي طاقات ابنها في استيعاب الدروس واللغات الأجنبية، علاوة على أنه ينشأ على احترام الآخر وقبول الاختلاف وبالتالي الانفتاح على الثقافات والأديان الأخرى.

من جهتها تقول بهيجة إمبايه، وهي معلمة تونسية قدمت قبل خمسة وعشرين عاما إلى ألمانيا، إنها لما بدأت في تدريس اللغة العربية، فإن التلاميذ ذوي الأصول العربية كانوا يخجلون لأنها كانت تتحدث معهم باللغة العربية. بيد أن كلا المعلمتين العربية والألمانية شجعتا تلاميذهما على تعلم لغتهم الأم وعلى أن يرونها أمرا مميزا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW