اعدامات واعتقالات تشكك في مصداقية بن سلمان للإصلاح
١ مايو ٢٠٢٢
تسعى السعودية لإصلاح نظامها القضائي المعروف بصرامته، لكن عملية قتل خاشقجي وعمليات إعدام أخرى وملاحقات بحق المعارضين تثير العديد من التساؤلات حول مصداقية ومدى عمق التغيير المنشود.
إعلان
يشكّل التفسير الصارم للشريعة الإسلامية أساس النظام القضائي السعودي، لكنّ المملكة أقدمت في الأشهر الأخيرة على إصلاحات يقول محللون إنها قد تمكّن محاكمها من العمل بشكل مشابه لمحاكم أخرى في الشرق الأوسط. ويستند هذا المسعى إلى سلسلة قوانين جديدة تتناول قضايا حساسة مثل حقوق المرأة في الطلاق وسلطة القضاة في تحديد الأحكام الجنائية.
ووافق مجلس الوزراء السعودي على قانونين جديدين، هما قانون الإثبات الذي يستند إلى الأدلة بعدما كانت في السابق اليد العليا للقضاة، وقانون الأحوال الشخصية الذي من المقرّر أن يدخل حيز التنفيذ في حزيران/ يونيو المقبل.
ويوثّق القانون الثاني حالات الطلاق، ويضمن النفقة للزوجات المطلقات، ويمنح المرأة حقوقاً أكبر بخصوص حضانة الأطفال، وهي أمور لطالما عانت منها السعوديات.
وفي إعلانه إقرار القانون في يوم المرأة العالمي الشهر الماضي، قال ابن سلمان إن القانون يمثّل "نقلة نوعية كبرى" لحقوق المرأة و"الاستقرار الأسري".
أما القانون الأول المتعلق بالعقوبات الجنائية، فلم يتم الكشف عن مضمونه بعد، لكنه ينتظر أن يجلب المزيد من التغييرات المهمة. وبموجب الشريعة، الأحكام الوحيدة المحدّدة تتناول قضايا الردة والسرقة والزنا وشرب الخمر، بينما يُترك للقضاة تحديد العقوبة في القضايا الأخرى.
إصلاحات "لن تشمل" حرية التعبير
وأبدى بعض النقاد تفاؤلهم بأنّ تطبيق هذه القوانين سيسهّل إمكانية التنبؤ بقرارات المحاكم السعودية ويجعلها أكثر تقدّمية، رغم أنّه يستبعد أن تخفّف القيود المفروضة على حرية التعبير، أو أن يعامل النظام القانوني بشكل أفضل معارضي الحكومة. ويعلل هذا القسم موقفه بما قامت به الرياض الشهر الماضي من تنفيذ حكم الإعدام بحقّ 81 رجلا في يوم واحد بتهم مرتبطة بـ "الإرهاب".
فيما يرى نائب رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان عادل السعيد هدف تحديث القوانين بكونه مرتبط جزئيا بطمأنة الشركات الأجنبية التي تسعى السعودية الى الحصول على استثماراتها. ويقول "أصحاب رؤوس الأموال يخشون من الاستثمار في بلد سيء السمعة في الجانب القانوني، لذلك جاءت هذه القوانين لتغيير الصورة".
قضاء "غير مستقل"؟
يقول الباحث في جامعة جورج واشنطن ناثان براون إنّه في ظل قانون العقوبات "تتوقّع الدولة من القضاة ألا يعتمدوا فقط على ما اعتادوا العمل به من (...) الشريعة بل أيضا على القواعد القانونية (القائمة على الشريعة) التي وافقت عليها الدولة"، مضيفا أن نتيجة ذلك ستكون الوصول الى "نظام قضائي مدني كما في معظم الدول المنطقة".
في المقابل، يشير الخبير القانوني المعارض عبد الله العودة إلى أنّ الحد من سلطات القضاة يعطي إمكانية أكبر "لتوقّع" الأحكام، لكنّه قد "يخلق مشكلة أكبر هي عدم الاستقلالية"، علما أن الملك يعتبّر رئيس النظام القضائي.
ووالد العودة، هو رجل الدين البارز سليمان العودة المحتجز منذ عام 2017 حين نشر تغريدات على موقع "تويتر" تتناقض مع سياسة السعودية في ذروة مقاطعتها لجارتها قطر.
وقضيته واحدة من قضايا عدة مشابهة. ومن بين أبرز الشخصيات التي يلفّ الغموض مصيرها ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف الذي تنازل عن منصبه لصالح الأمير محمد بن سلمان في 2017، ولم يُشاهَد علنًا منذ ظهور تقارير عن توقيفه في آذار/ مارس 2020، علما أنّه لم يتم تأكيد اعتقاله رسميًا.
"كل هذا عبارة عن زخرفة"
كثير من المعارضين، ينظرون بريبة إلى خطط الإصلاح هذه. في هذا الإطار تقول الأكاديمية المتحدثة باسم حزب التجمع الوطني المعارض السعودي والمقيمة في المملكة المتحدة مضاوي الرشيد إن "كل هذا عبارة عن زخرفة"، مضيفة "من الصعب جدا معرفة معنى هذه الإصلاحات".
ولا يزال القتل المروع للصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول يلقي بظلاله على أي نقاش حول نظام العدالة في السعودية. وبغض النظر عن أي إصلاحات قانونية جارية، ألحقت القضية ضررا كبيرا بسجل حقوق الإنسان في المملكة.
وخلص تقرير من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الى أنّ محمد بن سلمان أعطى أوامر بقتل خاشقجي، وهو ما نفته السلطات السعودية.
وقال صديق للأمير الشاب سلمان بن عبد العزيز المعتقل مع والده منذ 2018، "نعم أنا خائف من الحديث"، مضيفا "أريد والكثيرون التحدّث، لكنّنا نخاف (...) الكل يعرف ما حدث بالفعل لخاشقجي".
و.ب/ع.غ (أ ف ب)
في صور: ملوك السعودية.. والأمراء المتبقون من آل سعود
الملك سلمان بن عبد العزيز هو آخر العنقود من الجيل الأول للملوك السبعة الذين حكموا السعودية. وعندما تولى العرش أجرى سلسلة من التغييرات على هرم السلطة في المملكة، أدت إلى تحضير انتقال الحكم إلى "أحفاد الملك المؤسس".
صورة من: Gemeinfrei
آخر ملوك الجيل الأول لآل سعود
تولى سلمان بن عبد العزيز العرش في المملكة العربية السعودية يوم 23 يناير/ كانون الثاني 2015، حيث بويع عقب وفاة أخيه الملك عبد الله. سلمان كان قد عُين وليا للعهد في يونيو/ حزيران 2012، بعد وفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Zemlianichenko
ولي العهد محمد بن سلمان .. مصلح يبطش بخصومه
تولى الأمير محمد بن سلمان نجل العاهل السعودي، منصب وزير الدفاع، وصعد نجمه وهو لما يزل في العقد الثالث، إذ عُيّن ولياً لولي العهد، وخطف الأضواء بشكل كبير منذ بدء الحرب في اليمن. وبعد إزاحة إبن عمه محمد بن نايف، أصبح في 27 حزيران 2017 وليا للعهد، إضافة إلى مناصب سياسية وإقتصادية كبيرة. يقود بن سلمان إصلاحات ويوصف بـ"الرجل القوي" في المملكة، ويتهم بالبطش بخصومه وتصفية الصحفي جمال خاشقجي.
صورة من: picture-alliance/Saudi Press Agency
ولي العهد المعزول محمد بن نايف
مع تولي الملك سلمان للعرش أصبح الأمير محمد بن نايف وليا للعهد وعُيّن وزيرا للداخلية، ليصبح بذلك أول أمير من "أحفاد الملك المؤسس" في طريقه لحكم المملكة. لكن الأمير محمد بن نايف أُعفي في 21 حزيران 2017، ثم أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد الذي أمر في وقت لاحق باحتجاز ابن عمه ضمن حملة لمكافحة "الفساد". ورأى مراقبون بأن خلفية إبعاد محمد بن نايف قد تكون في سياق إبعاد منافسي بن سلمان.
صورة من: Imago
الأمير مقرن ضحية صعود الملك سلمان للعرش
الأمير مقرن بن عبد العزيز تولى ولاية العهد لأشهر قليلة، لكن سرعان ما أعفاه الملك سلمان. وكان عين الملك الراحل عبد الله قد عين الأمير مقرن بن عبد العزيز (ولد عام 1945) ليصبح وليا لولي العهد. والأمير مقرن هو أصغر الأبناء الأحياء لمؤسس السعودية عبد العزيز آل سعود.
صورة من: Getty Images
متعب بن عبد الله والإبعاد خلال حملة مكافحة الفساد
الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز ولد عام 1953، وبعد تحويل رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة باسم "وزارة الحرس الوطني" عام 2013 عين وزيراً للحرس الوطني شغل المنصب حتى 4 نوفمبر/ تشرين ثاني 2017، عندما أُبعد من منه، ضمن حملة"مكافحة الفساد" واحتجز لفترة حتى أطلق سراحه بعد شهر تقريبا، بناء على تسوية مالية تقدر بحوالي مليار دولار، حسب تقارير صحفية.
صورة من: Alex Wong/Getty Images
الأمير خالد بن فيصل والأدوار الصعبة
الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود (الأول من اليسار) أمير مكة. وهو عضو في هيئة البيعة السعودية عن والده الملك الراحل فيصل. ويتولى مهمة مستشار الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ورئيس اللجنة المركزية للحج.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kamal Mustafa
رائد الفضاء ونجل الملك
الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود (ولد 1956)، الإبن الثاني للملك الحالي سلمان، وهو أول رائد فضاء عربي وشغل منصب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية حتى عام 2018، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة نادي الطيران السعودي. إعداد: صلاح شرارة.
صورة من: Achim Kleuker
الملك عبد الله ..أغنى الملوك وصاحب "مبادرة السلام العربية"
تولى الملك عبد الله بن عبد العزيز حكم المملكة عام 2005 وعيّن شقيقه سلطان ولياً للعهد. صنفته مجلة فوربس الأمريكية سنة 2010 كأغنى الملوك في العالم وقدّرت قيمة ثروته بـ 18 مليار دولار. في سنة 2002 قدم مبادرة السلام العربية لتسوية الصراع مع إسرائيل عندما كان وليا للعهد.
صورة من: B. Smialowski/AFP/Getty Images
الملك فهد.."خادم الحرمين الشريفين"
تولى الملك فهد بن عبد العزيزالحكم 1982، ولقّب نفسه بـ"خادم الحرمين الشريفين" نسبة إلى مشروع توسعة ضخم بالحرمين الشريفين في مكة والمدينة. قامت سياسته الداخلية على تطوير الزراعة والتعليم. وعلى الصعيد الخارجي لعبت المملكة دورا رئيسيا في حرب العراق - إيران وأزمة غزو العراق للكويت (1990). أصيب-الملك فهد سنة 1995 بجلطة، ومنذ 1997 باشر ولي عهده عبد الله إدارة شؤون البلاد.
صورة من: Getty Images/J. Barrak
الملك خالد.. حليف الغرب في أفغانستان
تولى الملك خالد بن عبد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، سنة 1975 الحكم خلفا للملك فيصل. وشهدت فترة حكمه طفرة اقتصادية وكان من مؤسسي مجلس التعاون الخليجي سنة 1981. ومن أبرز قراراته في السياسة الخارجية التحالف مع الولايات المتحدة في الحرب ضد التدخل السوفيتي في أفغانستان سنة 1979. وتوفي الملك خالد سنة 1982.
صورة من: Gemeinfrei
الملك فيصل..أمر بقطع إمدادات البترول على مؤيدي إسرائيل
تولى الملك فيصل الحكم وهو في الـ 62 من عمره، إثر وفاة شقيقه الملك سعود سنة 1969. لم يعمر الملك فيصل طويلا في الحكم، حيث قتل سنة 1975. خلال فترة حكمه واصل على المستوى الداخلي نهج تحديث الإدارة والإقتصاد وقطاع البترول. واتسمت فترة حكمه بحدة الصراعات في الشرق الأوسط ومن أهمها حرب 1973 بين إسرائيل والدول العربية وشاركت فيها السعودية، كما أمر الملك فيصل بقطع إمداد البترول عن الدول المؤيدة لإسرائيل.
صورة من: Daily Express/Hulton Archive/Getty Images
الملك سعود ..إحداث بنيات إدارية للدولة
إثر وفاة مؤسس المملكة عبد العزيز تمت مبايعة ابنه سعود ملكا سنة 1953. واٌستحدث مجلس الوزراء وأسندت رئاسة إلى شقيقه ولي العهد الأمير فيصل بن عبد العزيز. كما استحدثت بنيات للإدارة الحديثة من أهمها وزارات التعليم والمعارف والإعلام والإذاعة والتلفزيون. ومنذ سنة 1964 ألزم المرض الملك سعود الفراش وكان ولي عهده الأمير فيصل يتولى إدارة شؤون البلاد حتى توليه رسميا الملك سنة 1969.
صورة من: Gemeinfrei
الملك عبد العزيز.. مؤسس المملكة
عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أول ملك للسعودية بشكلها الحديث وذلك بعد توحيد مناطقها تحت مسمّى المملكة العربية السعودية وذلك بتاريخ 23 سبتمبر/ أيلول 1932، وبعد عام واحد عيّن ابنه الأكبر سعود بن عبد العزيز وليّاً للعهد وأخذ البيعة له، وقد كان يسانده في أمور الدولة، وفي الحجاز كان ينوب عنه ابنه فيصل بن عبد العزيز. استمر عبد العزيز في الحكم إلى أن توفي في الطائف سنة 1953. إعداد: منصف السليمي