أثار اغتيال الناشط الأردني العلماني ناهض حتّر ردود فعل متناقضة وغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي. وأصبح هاشتاغ #ناهض_حتر مفتاحا لرصد كل ما كتب عنه. واستنكر الرأي العام العربي والأردني في الغالب الجريمة.
إعلان
على مدخل مجمع المحاكم في قصر العدل بالعاصمة الاردنية عمّان اغتيل ناهض حتّر وهو ذاهب للدفاع عن نفسه أمام محكمة أردنية اتهمته بازدراء الأديان، ونشرت صفحة - دخلك بتعرف- على فيسبوك تعليقا جاء فيه "على مدخل قصر العدل، تم اغتيال العدل"، موقعا من قبل أنس ضباعين. أغلب الأصوات الأردنية جاءت رافضة للجريمة، حيث أدان مجموعة من الأردنيين في تغريداتهم على تويتر القتل ولغة العنف، فيما امتازت تعليقات الفلسطينيين بالسخط عليه بسبب مواقفه المعادية منهم، أما المعارضة السورية فأجمعت تقريبا على عدائها للقتيل بسبب قربه من بشار الأسد ومواقفه "المعادية للمهاجرين السوريين"، ومع ذلك فقد أدان كثير من المعلقين الجريمة.
التغريدات العربية عموما توجه اتهامات للتيارات الإسلامية المتشددة بأنها ترفض الاستماع إلى الرأي الآخر. وكانت أكثر صورة ترددت بين التعليقات هي الصورة الكاريكاتيرية التي ساقت حتّر إلى حتفه، وهي صورة أعاد نشرها كثيرون مشفوعة بتعليقات وإشارات. الإخوان المسلمون رغم كل هذه المواقف أدانوا بشدة الجريمة، فيما نشر أياد الحسين الصورة المسببة للمشكلة وغرد يقول:
فيما غرّد أبو جابر المصري بعمامته المصرية الشعبية ساخرا:
هديل غرّدت بالانكليزية تقول" القلم كان وسيبقى أشد مضاء من سيوفكم الصدئة ورصاصاتكم الفارغة ".
المعلقون السوريون كانوا أشد من أختلف بشأن حتّر، فبعضهم اعتبره حليفا للأسد وعد قتله تحقيقا للعدالة، فيما عده آخرون شهيد العلمانية، وقد غرّد شخص يسمي نفسه سيريان ايثيست متسائلا:
مغردون من الخليج والسعوديون منهم خاصة، دافع بعضهم عن قاتل حتّر وعن الجريمة، وأنشا بعضهم صفحات على فيسبوك تدافع عن القاتل، فيما اتخذ كثيرون خطا وسطا يدعو الى نبذ العنف والحوار، فقد غرّد عزيز القناعي يقول:
سهاد القيسي غرّدت ترد على عزيز القناعي بالقول:
خالد العلكمي أدان في تغريدته اغتيال حتر لكن بشروط، وهذا يذكر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات على فيسبوك وتويتر حاولت أن تبرر قتل الصحفيين في شارلي إيبدو الفرنسية بذريعة تطاولهم على الذات الإلهية، ما أثار جدلا كبيرا في وسائل الإعلام حينها. ثم استدرك العلكمي بتغريدة داخل الردود يقول" أتفق، إذا على كل العقلاء إدانة جريمة الاغتيال".
وسائل الإعلام الأردنية حاولت أن تمسك العصا من الوسط، فمنع بيان صادر عن هيئة الاعلام تناقلته صفحات فيسبوك بث وتداول المعلومات عن اغتيال حتّر حتى ظهور نتائج التحقيق، فيما سعت بعض وسائل الاعلام الى توحيد الصف، وتجنب الاحتكاك بالتيار السلفي المتشدد الداعم لتنظيم داعش والقاعدة في المملكة، ونشرت وكالة انباء آمون نيوز الأردنية بوست على فيسبوك جاء فيه:
أردن موحد في إدانة جريمة اغتيال الكاتب #ناهض_حتر لا للاغتيال لا للعنف لا للتطرف #هذا_هو_الأردن #كاريكاتير عماد حجاج . مع كاريكاتير ذيل بكلمات "لا للاغتيال.لا للعنف. لا للتطرف".
سلاحهم القلم ومصيرهم الموت - أبرز اغتيالات المفكرين العرب
ذنبهم الوحيد أن كتاباتهم ومواقفهم الفكرية لا تروق للبعض، فكان مصيرهم الاغتيال. جولة في صور لأبرز الاغتيالات ومحاولات الإغتيال التي راح ضحيتها عدد من أبرز المفكرين والمثقفين العرب.
صورة من: Reuters/Gaillard
الأديب المصري الشهير نجيب محفوظ كان ولايزال الروائي العربي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1988. الأديب الذي عرف بكتاباته، التي تصور واقع المجتمع المصري، تعرض عام 1994 لمحاولة قتل على يد شابين من الإسلاميين المتطرفين أرادا قتله بسكين فتسببا في إصابته بجروح بليغة في العنق بسبب ما وصفوه بـ"تطاول على الذات الإلهية" في روايته "أولاد حارتنا".
صورة من: picture-alliance/Bildarchiv
ناهض حتر هو أحدث اسم يضاف على قائمة اغتيالات المفكرين العرب. الصحفي الأردني قتل الأحد الماضي أمام قصر العدل حيث كان سيمثل للمحاكمة في اتهامات متعلقة بازدراء الأديان بعد أن نشر كاريكاتيرا اعتبر مسيئا للإسلام. حتر، وهو ناشط مناهض للتيار الإسلامي، اعتقل الشهر الماضي بعد أن أعاد نشر الكاريكاتير الذي يصور رجلا ملتحيا في الجنة في السرير مع نساء ويطلب من الرب أن يحضر له الخمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J.Nasrallah
ناجي العلي، هو رسام كاريكاتوري فلسطيني اشتهر برسم "حنظلة" الطفل الفلسطيني اللاجئ الذي يظهر دوما من الخلف في رسماته ويدير ظهره ويعقد يديه خلف ظهره وكأنه يتفرج على ما يشهد أبناء جلدته من معاناة. العلي تعرض عام 1987 للاغتيال عندما أطلق عليه شاب مجهول النار في لندن فأصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته بعد تلك الحادثة بشهرين. ولا يزال الغموض يحوم حول الجهة المسؤولة عن اغتياله.
صورة من: Getty Images
سمير قصير هو صحافي ومفكر لبناني المولد لأب فلسطيني وأم سوري. تعرض في صيف عام 2005 للاغتيال بانفجار عبوة ناسفة وضعت بسيارته في منطقة الأشرفية التي تقطنها أغلبية مسيحية شرقي بيروت. وفيما لا يزال قتلته مجهولي الهوية، يوجه البعض أصابع الاتهام إلى النظام السوري، ذلك أن قصير كان يعد من معارضي التواجد السوري في لبنان.
صورة من: dpa
اغتيل لأنه كان يفكر بطريقة مختلفة، كان هذا مصير الكاتب والمفكر العلماني المصري فرج فوده، الذي كان طالب بفصل الدين عن الدولة وأثار بكاتباته الكثير من الجدل في صفوف المفكرين ورجال الدين.
صورة من: youtube
الأزهر أعلن فتوى بتكفير فرج فوده والجماعة الإسلامية قررت تصفيته عام 1992. أحد قتلته، الذي تم إلقاء القبض عليه برر جريمته بأن فوده كان مرتدا.
صورة من: Reuters
غسان كنفاني هو روائي وصحفي وسياسي فلسطيني. شغل في السبعينات منصب المتحدث باسم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" قبل أن يتعرض عام 1972 للاغتيال بعدما زرع جهاز المخابرات الإسرائيلي قنبلة في سيارته التي انفجرت عندما كان بداخلها بالقرب من بيروت.
صورة من: picture alliance/AP Photo/N. Nasser
الاغتيال في وضح النهار كان أيضا مصير المفكر اللبناني حسن عبد الله حمدان والمعروف أيضا باسمه الحركي "مهدي عامل". حسن حمدان، الذي وُلد في جنوب بيروت عام 1926، كان أستاذا جامعا ومفكرا له عدة مؤلفات في السياسة. تعرض للاغتيال عام 1987 في بيروت عندما كان في طريقه إلى الجامعة.
صورة من: Loay Mudhoon
الموت قتلاً كان أيضا من نصيب حسين مروة، وهو كاتب ومفكر سياسي لبناني. مروة كان يعد أحد قادة التيار الشيوعي في لبنان والعالم العربي. ومن أشهر مؤلفاته "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" والذي أثار جدلا كبيراً حينها. في 1987 اغتيل مروة على فراش المرض في منزله في سن الـ77 عاما. البعض يوجه أصابع الاتهام لحزب الله في الضلوع في اغتياله.
صورة من: picture-alliance/dpa
قبرص كانت آخر محطة في حياة الأديب المصري ذو الخلفية العسكرية يوسف السباعي الذي تقلد عدة مناصب مهمة منها منصب وزير الثقافة في السبعينات. وقد تعرض السباعي للاغتيال عندما كان في قبرص عام 1978 عن عمر ناهز ال60 عاماً. وتردد حينها أن أحد قتلته برر اغتياله بالقول إن السباعي كانت له مواقف معادية للقضية الفلسطينية. الكاتب: ش.ع