بعد 17 عاما من البناء أصبح نفق غوتهارد جاهزاً للتشغيل أخيراً. لقد تم حفر نحو 28 مليون طن من الصخور في جبال الألب السويسرية بواسطة معدات حفر ضخمة. تم افتتاح النفق في الأول من يونيو/ حزيران 2016، ولكن تشغيله فعلياً بشكل اعتيادي لن يبدأ قبل إتمام 3000 اختبار لقيادة القطارات في النفق.

الميزة الرئيسية لنفق غوتهارد الجديد هي سطح مساراته المستوي. فهذا يجعل من السهل على القطارات الثقيلة السير بين منطقتي إرْسْتْفيلد وَ بُوديو بأقل عدد ممكن من المحركات وبأقصى سرعة ممكنة. وهذا يجعل من الممكن لـ 260 قطاراً من قطارات الشحن المرور عبر النفق في اليوم الواحد، مقارنةً بـ 180 قطار شحن كانت تمر من قبل عبر نفق غوتهارد القديم.

بلغ العدد الإجمالي للعاملين في إنجاز نفق غوتهارد 2600 شخص، بمن فيهم المهندسون والجيولوجيون والمقاولون. واستغرق إنشاء النفق نحو 4 ملايين ساعة عمل لجميع العاملين. السويسريون مشهورون بالدقة في العمل والالتزام بالمواعيد، وقد انتهوا من المشروع قبل عام من الموعد المحدد، بزيادة طفيفة على ميزانية البناء المقررة.

بإنجاز نفق غوتهارد، انتزعت سويسرا من اليابان لقب "أطول نفق للقطارات في العالم". النفق الياباني كان افتُتِحَ عام 1988، ويبلغ طوله 53.9 كيلومتراً عبر منطقة زلازل رئيسية في البلاد.

يُعتَبر نفق غوتهارد أعجوبة هندسية في حد ذاته. فهو أطول بسبعة كيلومترات من نفق بحر المانش بين فرنسا وبريطانيا، والذي تم الاعتراف به كإحدى عجائب الدنيا السبع في العالم الحديث. ويبلغ طول النفق الرابط بين بريطانيا العظمى وفرنسا 50.5 كيلومتراً، ومساره تحت البحر يُعَدّ الأطول في العالم: 37.9 كيلومتراً.

يُعتَبر نفق غوتهارد أطول نفق قطارات في العالم حالياً. لكنه قد يفقد هذا اللقب بحلول عام 2026، بعد إتمام إنشاء نفق برينَر الممتد 64 كيلومتراً بين إيطاليا والنمسا والذي يهدف إلى التخفيف من ازدحام السيارات على طريق برينَر (الذي نراه هنا في الصورة).

عمل مهندسون ألمان كثيرون في إنجاز نفق غوتهارد للقطارات، الذي تم إنجازه قبل الموعد المحدد. وهذا تناقض واضح مع مواعيد إتمام بناء مشاريع كبرى في ألمانيا، وأبرزها فضيحة مطار برلين الجديد، الذي تم تأجيل افتتاحه حتى الآن منذ أربع سنوات ونصف بسبب التعثر في البناء لأسباب مختلفة.