تفتح أول مدرسة لتأهيل الأئمة في ألمانيا أبوابها لطلبتها لبدء الدراسة فيها. المدرسة التي أقيمت في العاصمة الألمانية برلين تقدم مناهجها باللغة الألمانية، وسيتلقى الشبان المسلمون في هذه المدرسة الخاصة تأهيلا دراسيا لمدة ست سنوات يسمح لهم بعد الانتهاء منه بالعمل كمعلمين للتربية الإسلامية في المدارس أو كأئمة مساجد. وقد انتهت امتحانات القبول بالفعل وتدرس الآن بعض المناهج التمهيدية. أما الدراسة الفعلية فستبدأ بتأهيل 32 طالبا سيجري توزيعهم على فصلين دراسيين.

مدير المدرسة واسمه أليكساندر فايجر يقول "نحن في انتظار التسجيل الرسمي في قائمة مدارس العاصمة برلين". ويذكر أن فايجر أشهر إسلامه وسيقوم بتدريس مادتي اللغة الألمانية والعلوم الاجتماعية. ولا تحتاج مدرسة الأئمة إلى تصريح خاص وإنما عليها تقديم الخطة الدراسية وطريقة التأهيل والأهداف التعليمية للجهة المشرفة على المدارس. جدير بالذكر أن شهادات التخرج من المدارس الخاصة لا تحظى باعتراف رسمي من الدولة.

مدرسة برلين تنوي إعداد جيل عصري من الأئمة

وعادة ما كان الأئمة العاملون في المساجد الألمانية يحصلون على التأهيل المهني في الدول ذات الثقافة الإسلامية أو يُستقدمون منها. غير أن الأئمة الذين يأتون من خارج ألمانيا تنقصهم الدراية الكافية بالأحوال الداخلية للبلاد كما تقل معرفتهم بلغتها. لذلك سعت مؤسسة بوهارا في برلين، وهي المؤسسة الراعية للمشروع، من خلال المدرسة إلى إعداد جيل عصري من الأئمة ينتمي إلى اللغة والثقافة الألمانية ليساهم في عملية اندماج المسلمين فيما بعد. ولذلك تعد اللغة الألمانية والعلوم الاجتماعية من المواد الإلزامية، إلى جانب مواد الدين والقرآن والفنون واللغة العربية والتركية.

وعبرت كريستينه إيمريش رئيسة حي كارلس هورست الذي تقع فيه المدرسة عن إعجابها بهذا المشروع، وقالت إن القائمين على المشروع كانوا "شركاء مريحين". ولن تكون الدراسة مجانية في مدرسة الأئمة وإنما سيتعين على الطلاب دفع أربعة آلاف يورو كمصاريف دراسية سنوية. ولا يوجد ما يضمن لخريجي المدرسة الحصول على وظيفة في المساجد فيما بعد. لكن مؤسسة بوهارا ترى أن الدراسة ستكون ذات جدوى فقد أجرت استطلاع قبل إنشاء المدرسة للتعرف عما إذا كان هناك حاجة إلى أئمة درسوا في ألمانيا وكان رد الفعل مشجع للغاية حسب قول المؤسسة.