افتتحت اليوم الخميس في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر أعمال مؤتمر دولي حول العراق. وتنقسم الاجتماعات إلى مؤتمرين: الأول يعقد اليوم والثاني غدا الجمعة. ويشهد مؤتمر اليوم إطلاق ما يسمى "العهد الدولي مع العراق"، والذي يركز على وسائل مساعدة العراق لوضعه على طريق إعادة الأعمار الاقتصادي. أما مؤتمر دول الجوار العراقي فيعقد غدا ليناقش قضايا سياسية وأمنية أوسع نطاقا.

خطة خماسية لدعم العراق ماديا وسياسيا

ويترأس مؤتمر "العهد الدولي مع العراق" الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وتشارك في المؤتمر 60 دولة وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية إلى جانب مؤسسات مالية دولية. يذكر أن اتفاقية "العهد الدولي مع العراق" الذي بدأت التحضيرات لها منذ تموز/يوليو من العام الماضي عبارة عن خطة خماسية تهدف إلى تقديم الدعم المالي والسياسي للعراق مقابل التزامه بسلسلة من الإصلاحات السياسية والأمنية والاقتصادية. وبينما ينقسم المحللون فيما بينهم حول إمكانية نجاح هذه الاتفاقية في إحراز تقدم ملموس فإنهم متحدون في تشككهم إزاء المؤتمر الوزاري الموسع الذي سيعقد غدا لدول الجوار العراقي.

وقال حسن نافعة رئيس منتدى الفكر العربي إن الاتفاق على تخفيف عبء الديون العراقية سيكون مفيدا على المدى الطويل لكن مؤتمر الغد سيكون جهدا بلا طائل. وأضاف أنه بدلا من مناقشة القضية الجوهرية وهي الاحتلال الأمريكي للعراق و "الكوارث" التي أسفر عنها هذا الاحتلال فإن المشاركين لا يناقشون صلب الموضوع وإنما يحاولون القيام بحركة دعائية.

خلافات عربية حول الدور الأمريكي في المنطقة

ولم تغب الخلافات بين المشاركين العرب في مؤتمر دول الجوار العراقي خلال آخر الاجتماعات التحضيرية أمس الأربعاء حيث انقسمت الوفود العربية المشاركة فيما بينها حول صيغة البيان الختامي الذي سيصدر مساء الغد عند ختام المؤتمر. ففي الوقت الذي أصرت فيه بعض الوفود على ضرورة الإشارة بوضوح إلى جدولة انسحاب القوات الأمريكية من العراق أصر العراقيون على رفض هذا الأمر.

وترى الحكومة العراقية الحالية أن الأمن هو المشكلة الأساسية لذا فإنها تخشى من أن يؤدي أي انسحاب مفاجئ للقوات الأمريكية إلى إدخال العراق في دوامة أخرى من الفوضى. وقال المالكي للصحفيين لدى وصوله إلى مطار شرم الشيخ بعد ظهر أمس إنه يتوقع أن يعبر المؤتمر عن الدعم المطلق للعراق في مواجهة "الإرهاب".

وعقب انتهاء آخر الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر أمس أشار هشام يوسف وهو متحدث باسم جامعة الدول العربية للصحفيين إلى أن الفجوة تضيق بين الجانب الذي ينظر إلى الأزمة العراقية باعتبارها قضية أمنية بحتة والجانب الذي يرى أنه لا يمكن تحقيق الأمن دون مناقشة القضايا السياسية الأوسع. وتابع بأن هناك تركيزا أكبر في الوقت الراهن على عملية المصالحة السياسية وأن الجامعة تعمل في هذا الاتجاه منذ وقت طويل.

ويشهد مؤتمر شرم الشيخ اجتماعات أخرى أكثر أهمية بكثير وهي اللقاءات المغلقة التي ستعقدها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس على هامش المؤتمر. وبينما تتناقل التكهنات احتمال عقد لقاء اليوم بين رايس ونظيرها السوري وليد المعلم لم تتأكد أنباء عقد لقاء بين رايس ونظيرها الإيراني منوشهر متقي. وردا على سؤال عن هذا الأمر قال ميشيل بيلتييه وهو مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية يرافق رايس في المؤتمر لقناة الجزيرة الفضائية مساء أمس الأربعاء إن الوزيرة نفسها أوضحت أنها لا تستبعد إمكانية عقد لقاءات بالصدفة لكن لا توجد أي لقاءات مقررة حتى الآن.