ميركل ستفتتح الأربعاء قمة الاندماج حول اللغة والتعليم
٢ نوفمبر ٢٠١٠قبل يوم واحد من انعقاد "قمة الاندماج" الرابعة، في مقر المستشارية في برلين، دعت المستشارة أنغيلا ميركل إلى توظيف المزيد من المهاجرين في المؤسسات العامة في البلاد. ويأتي عقد القمة الجديدة وسط استمرار حملة المحافظين الألمان ضد الأجانب والإسلام، ومهادنة الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري، المشارك في الحكومة، لهذه الحملة. ليس هذا فحسب، بل التنطح لقيادتها كما فعل رئيس الحزب، رئيس حكومة بافاريا، هورست زيهوفر في مؤتمر حزبه الدوري الذي انعقد في نهاية الأسبوع.
زيهوفر يتابع حملته ضد المهاجرين
وطالب زيهزفر الحكومة بوقف الهجرة إلى ألمانيا، ورفع لواء اعتماد الثقافة الألمانية كمعيار لنجاح الاندماج والمطالبة بفرض عقوبات على كل من يرفض الاندماج تبعا للشروط التي حددها مؤتمر حزبه. وردا على الانتقادات التي وجهت إليه رد قائلا: "إذا كان ما أقوله تطرف يميني فان ذلك يعني أن ثلثي السكان من اليمين المتطرف". وكان زيهوفر طالب في تصريحات سابقة بوقف هجرة الأتراك والعرب قبل أن يتراجع عن ذلك بعد موجة من الانتقادات التي واجهته.
ميركل وأهداف "قمة الاندماج" الرابعة
ولم تعلق المستشارة ميركل على الحملة التي يشنها منذ فترة الحزب البافاري، الشقيق لحزبها الديمقراطي المسيحي، على المهاجرين والمجنسين الأجانب، لكنها أشرفت على التحضيرات الجارية للقمة الرابعة حيث ستستقبل الأربعاء (الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر 2010) 115مائة وخمسة عشر ممثلا سياسيا واقتصاديا ورياضيا من الألمان والمهاجرين بالإضافة إلى ممثلي عدد من اتحادات الجاليات الأجنبية بينها جاليات تركية وعربية. وذكرت مصادر حكومية أن محاور القمة ستكون اللغة، والتعليم، وسوق العمل، والاندماج بهدف وضع خطة عمل خلال العام المقبل لتحسين اندماج الأجانب في المجتمع الألماني.
وفي لقاءها الأسبوعي على شبكة الإنترنت تحدثت المستشارة عن حوار دار بينها وبين شرطي ألماني من أصل أجنبي حول الاندماج فقالت إنها ترى في زيادة توظيف المهاجرين في المؤسسات العامة "من المهام التي على قمة الاندماج البحث فيها". وحددت ميركل ثلاثة أهداف للسنوات الخمس المقبلة وهي: تأمين عدد كاف من دورات الاندماج للمهاجرين، تمكين جميع أطفالهم من التحدث بالألمانية حتى عام 2015، وخفض نسبة التلاميذ الأجانب الذين لا يكمّلون تعليمهم إلى مستوى التلاميذ الألمان بدلا من معدل الضعف الموجود حاليا.
وزيرة العدل تنتقد شريكها البافاري في الحكومة
وانتقدت وزيرة العدل الألمانية عن الحزب الليبرالي سابينه لويتهويزر ـ شنارنبيغر بقوة قرارات مؤتمر الحزب البافاري الخاصة بالمهاجرين قائلة إن الحزب الاجتماعي المسيحي "يغلق عينيه عن واقع أن ألمانيا أصبحت بلدا بحاجة إلى المهاجرين" رافضة المطالبة بفرض عقوبات جديدة على رافضي الاندماج. وقالت: "القوانين الراهنة كافية إن طبّقت فعلا".
وبمناسبة مشاركة شخصيات اقتصادية في القمة طالب رئيس أرباب العمل الألمان ديتر هوندت من المهاجرين ومن الدولة بذل جهود مشتركة لإنجاح الاندماج مشيرا إلى أن اللغة والتعلم شرطان أساسيان لذلك. وطالب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية هانس هاينريش دريفتمان الدولة بإلزام كل الأطفال بقضاء سنة في الروضة مشددا على أهمية ذلك لأطفال المهاجرين لتعلم اللغة مبكرا. وحض ممثلو الاقتصاد الحكومة على الإسراع في الاعتراف بشهادات المهاجرين المهنية والجامعية لكي تتمكن الشركات من تشغيلهم والاستفادة من قدراتهم.
اسكندر الديك ـ برلين
مراجعة: أحمد حسو