1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

افتتاح قمة الثماني: ملفات شائكة بين آمال منشودة ورؤيا متضاربة

بدأت قمة الدول الصناعية الثمانية الكبرى أعمالها في شمال اسكتلندا في ظل تزايد الضغوط على قادتها للتركيز على محاربة الفقر . تضارب آراء المشاركين حول آليات العمل الصحيحة دفعت بلير إلى كبح الآمال بتحقيق إنجازات "عظيمة".

بوش بحاجة لعمل الكثير لتحسين صورته كعدو للمناخصورة من: AP Graphics

انطلقت قمة قادة مجموعة الثماني (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وروسيا) أمس الأربعاء في غلين إيغلز في شمال ااسكتلندا بمأدبة عشاء عقب التئام شمل قادة البلدان الثمانية تلاه استقبال رسمي أقامته الملكة إليزابيث الثانية احتفاءً بضيوف المملكة المتحدة. ووضع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يستضيف قمة الدول الثماني موضوع إفريقيا وحمايةِ البيئة ضمن أهم موضوعات جدول أعمال القمة على الرغم من تبرم الوفد الألماني من كون هذه القمة تولي اهتمامها بالدرجة الأولى للشؤون الاقتصادية فقط، ومن عدم إعطائها اهتمام بالأسعار المرتفعة للنفط.

بوش واستحقاقات الدعم لإفريقيا

متظاهر في غلينغلاس ضد العولمةصورة من: AP

بعث الرئيس الأمريكي جورج بوش برسالة قوية إلى الدول الأفريقية التي تأمل في الحصول على مزيد من المعونات وتخفيف عبء ديونها بقوله أمس الأربعاء أن عليها الالتزام بقواعد الديمقراطية ومحاربة الفساد. وتكلم بوش قبل قمة مجموعة الثماني في جلين ايجلز باسكتلندا حيث يتصدر جدول أعمالها تقديم مزيد من المساعدات لافريفيا وتغير المناخ. وقال بوش في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع رئيس وزراء الدنمرك أندرس فو راسموسن "سنقدم مساعدات ونلغي ديونا ولكن نريد أن نتأكد أن الحكومات سوف تستثمر في شعوبها... وتحارب الفساد." وقال بوش أن لا يمكنه أن يواجه دافعي الضرائب الأمريكيين إذا كانت الدول التي تتلقى المساعدات لا تطبق قواعد ديمقراطية سليمة. كما طالب بـ"حكم رشيد" في الدول الإفريقية. ولقي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مساندة من الدول الأخرى الأعضاء في المجموعة لجهود تخفيف عبء الدين عن الدول الإفريقية الفقيرة. وعارضت واشنطن ودول أخرى خطة أكثر طموحا لتقديم مساعدات مالية إضافية تبلع 50 مليار دولار بإصدار سندات تضمنها ميزانيات التنمية في المستقبل. وقال راسموسن أن دول شمال أوروبا كانت من الدول التي تمنح الدول الفقيرة مساعدات بسخاء ولكن يجب أن توضع شروط. وتابع قائلاً:"لن تجدي مساعداتنا إذ كان نظام الحكم في هذه البلاد دكتاتوريا. نحن نكافيء الدول التي تحارب الفساد بسخاء."

صدامات بين معارضي العولمة والشرطة

شرورد يلتقي بلير وبوشصورة من: AP

وفي غضون ذلك قام متظاهرون بصدامات وأعمال شغب صباح أمس الأربعاء في محيط غلين ايغلز باسكتلندا قبل بضع ساعات من بدء قمة مجموعة الثماني ما حمل الشرطة على توقيف 16 شخصا. وأفاد مصادر مطلعة أن الشرطة المنتشرة بكثافة في وسط اسكتلندا قطعت قبل الظهر الطريق العام "ايه-9" وهو الطريق الرئيسي المؤدي إلى غلين ايغلز (70 كلم شمال ادنبره) وضاعفت عمليات المراقبة على جميع المحاور الفرعية. وأفادت الشرطة قرابة الساعة 9:30 بالتوقيت المحلي عن وجود "جيوب" مقاومة في قطاع غلين ايغلز. وفي ادنبره, قامت قوات الأمن "باحتواء مجموعة صغيرة" من المتظاهرين ومنعت "من باب الحيطة" السير في بعض شوارع وسط المدينة.

صورة من: AP

وانتهج المتظاهرون استراتيجية مضايقة بهدف إرغام قوات الشرطة على التشتت فتحركوا في مجموعات صغيرة وقطعوا طرقات متتالية لبضع دقائق بالتمدد في وسطها إلى أن تطردهم الشرطة. وفي ستيرلينغ، هاجم نحو مؤتي متظاهر سيارات بقضبان حديد والقوا حجارة على واجهة مطعم من سلسلة برغر كينغ فيما قام آخرون بتحطيم واجهات زجاجية. وعرض التلفزيون البريطاني "اي تي في" صباح اليوم الاربعاء مشاهد لمتظاهرين بملابس سوداء يقطعون طريقا عاما بواسطة شجرة.

"جعل الفقر ماضياً": المطلوب آليات جديدة

مظاهرة كبيرة ضد هيمنة الدول الغنية على الأقتصاد العالميصورة من: AP

ورغم التفاؤل الذي طفا إلى السطح في فترة إستعدادت القمة، خاصة بعد توفر إجماع عالمي على ضرورة مكافحة الفقر، إلا أن التضارب الملحوظ في آراء ورؤيا زعماء الدول الصناعية الكبرى حول الآليات الناجعة لمحاربة الفقر يرفع من حدة الجدل الحاد حول فعالية ودور مساعدات التنمية التي تقدمها دول الشمال الغنية للدول الفقيرة. فالمستشار الألماني شرودر يتوقع اتفاقا حول مساعدة إفريقيا، في حين اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل دوراو باروزو الاتفاق حول مضاعفة المساعدات للدول الفقيرة "غير مرجح". يذكر أن ألمانيا تخصص نحو 0.82 في المئة من إجمالي ناتجها القومي للمساعدة في تحقيق التنمية.

......وتغيير في الذهنية

المطلوب آليات جديدة لمحارية الفقرصورة من: AP

وفي هذا الصدد ينتقد خبراء التنمية مشاريع الدول الثمانية، لأن إلغاء الديون يساعد على تكريس تبعية الدول الإفريقية، ولأنّ الحكام الفاسدين في إفريقيا ينفقون هذه الأموال على صفقات شراء الأسلحة، ولا ينفقونها على مشاريع لبناء بنية تحتية ضرورية. ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار دعوة بلير إلى مزيد من شفافية السوق، والتقليص من عمليات المضاربة خطوة في الاتجاه الصحيح. فإفريقيا ليست بحاجة إلى تسهيلات في عملية التجارة لبيع متوجاتها الجيدة والرخيصة في الأسواق الأوروبية. نجاح القمة لا يرتبط بالدرجة الأولى بالاتفاق على شطب الديون الدول الأكثر فقراً في العالم، بل بقدرة المجتمع الدولي على دعم وإرساء أنظمة سياسية تتميز بالحكم الصالح فمن غير المقبول في مطلع القرن الحادي والعشرين أن يبقى مثل هذا التفاوت بين الدول الغنية والدول الفقيرة. ولكن التحدي الأكبر يتجلى في تغيير الذهنية والأولوية السياسيتين بحيث ينعكس على التعامل اليومي بين المجتمعات الغنية والكبيرة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW