ErsteMoschee Ostdeutschlands eröffnet
١٧ أكتوبر ٢٠٠٨شهدت العاصمة الألمانية برلين مساء أمس الخميس افتتاح أول مسجد في أحد أحياء شطرها الشرقي. وحضر حفل افتتاح مسجد الطائفة الأحمدية نائب رئيس البرلمان الاتحادي فولفغانغ تيرزه وخليفة "الجماعة الأحمدية" في لندن ووزيرة الاندماج في حكومة ولاية برلين هايدي كناكه فرنر. وشهدت أعمال بناء المسجد التي استمرت لعامين في هاينسدورف، احتجاجات وتهديدات من أحزاب وحركات يمينية متطرفة ومعادية للأجانب.
أول مسجد للطائفة الأحمدية في المانية
تعد الجماعة الأحمدية مذهباً سنياً خاصاً نشأ في باكستان والهند وتدور حوله خلافات فقهية ويرفضه العديد من المسلمين. وينتشر أتباع الجماعة الأحمدية منذ عشرات السنين في دول أوروبية عدة منها ألمانيا التي يعيش فيها نحو سبعة آلاف عضو دون ضجة أو تصادم مع أحد.
لكن عندما حاولت الجماعة قبل سنتين بناء مسجد لها في الشطر الشرقي من برلين بعدما عجزوا عن إيجاد قطعة أرض لهم في الشطر الغربي حيث يعيشون، قامت ضجة كبيرة من جانب المجموعات الألمانية اليمينية المتطرفة والمحافظة دينيا في منطقة هاينسدورف تحت شعار خطر الإرهاب و خطر الأسلمة. علما أن السلطات المدنية والإدارية للمدينة سمحت بشراء الأرض وأعطت ترخيص البناء، خاصة وأن برلين تحتوي على مساجد وبيوت للصلاة عديدة للمسلمين من مختلف البلدان.
أعمال بناء تحت حماية أمنية مشددة
وبسبب المظاهرات المعادية بدأ بناء المسجد في هاينسدورف في ظل حماية أمنية وبدعم من الأحزاب والحركات اليسارية. وأعلنت وزيرة الاندماج هايده كناكه فرنر عن حزب اليسار في حكومة ولاية برلين مراراً أن التعدد الثقافي في المدينة متجذر بين سكانها الذين يرفضون أي تضييق على الحريات الدينية لأتباع مختلف الأديان.
أما التجمع اليميني والمحافظ في هاينسدورف فقد أتهم الجماعة الأحمدية بتهم شتى مثل التطرف ومعاداة المرأة والسعي إلى أسلمة الناس، وإتباع إستراتيجية مزدوجة في التعامل. ورداً على هذه الاتهامات قال إمام الجماعة عبد الباسط طارق في مقابلة مع دويتشه فيله: "تؤيد الجماعة الأحمدية فصل الدين عن السياسة، إذ أن الدين مسألة روحية خالصة، ومسألة شخصية، كما أن الجماعة تعطي أهمية كبيرة للمساواة بين الرجل والمرأة". وفي سياق متصل أكدت الباحثة الألمانية في شؤون جنوب آسيا أندريا لاتان أن التعليم يحتل مكانة عالية جدا لدى الأحمديين دون تفريق بين رجل وامرأة، وللجماعة برنامج تعليم وتدريب دائم لأعضائها.
المساهمة في إزالة المخاوف
ويرى البعض أن انعدام التواصل بين الجانبين أدى إلى إساءة فهم رغبة الجماعة في أن يكون لها مكان مشروع للصلاة. وتعتقد ساندرا كاسبرس المسؤولة في جمعية "محترف المستقبل" في هاينسدورف أنه كان بالإمكان تفادي التصعيد لو أن بلدية المنطقة أوضحت الأمور منذ البداية. وأضافت قائلة: "أفهم بالطبع الكبار في السن هنا الذين تعرفوا على الإسلام فقط من أخبار العمليات الإرهابية، فيما كان على المرء إيضاح الأمور لهم بصورة موضوعية". ويبدو أن الجماعة الأحمدية تريد من جانبها المساهمة الآن في إزالة سوء الفهم والمخاوف من خلال عقد اللقاءات مع الأهالي لمناقشة مختلف المسائل.