افتتاح معرض الأسبوع المائي في هانوفر وسط اهتمام بالصراع المائي الشرق أوسطي
٢٨ مايو ٢٠٠٧بدأت فعاليات الأسبوع المائي في مدينة المعارض الألمانية، مدينة هانوفر، حيث تستمر فعاليات هذا المعرض حتى نهاية شهر مايو/ آيار الحالي. وقد تسنى لموقعنا التجول في أجنحة هذا المعرض ورصد آخر الابتكارات في عالم تكنولوجيا القطاع المائي، حيث اشتملت فعاليات هذا المعرض على أحدث التقنيات التي يمكن توظيفها في استغلال المياه على مستوى الأفراد من أجل الوصول إلى الاستفادة المثلى من المياه، لاسيما في ضوء شح المصادر المائية وتعرضها للتلوث.
وعلاوة على ذلك تم عرض مصورات وخرائط خاصة توضح توزع المصادر المائية في العالم. ومن اللافت للانتباه في هذا المعرض أيضا أنه قد أفرد مساحة واسعة من فعالياته للحديث عن طبيعة الصراعات حول الموارد المائية في الشرق الأوسط، كالصراع بين تركيا والعراق وسوريا على نهري دجلة والفرات، والصراع الواقع على نهر الأردن.
الصراعات المائية في الشرق الأوسط
وعلى هامش فعاليات هذا المعرض الدولي التقى موقعنا هانس أتو فاك، رئيس أحد فروع منظمة الماء من أجل الإنسان الألمانية، وهي منظمة غير ربحية تركز في مشاريعها على نقل تكنولوجيا المياه المطبقة في ألمانيا إلى الدول النامية ومن ضمنها الدول العربية، حيث أوضح فاك في معرض تعليقه على صعوبة تنفيذ مشاريع تنموية تتعلق بالقطاع المائي في منطقة الشرق الأوسط بأن منظمته حاولت القيام بمشروع مع الأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، ولكن بسبب طبيعة الصراع الجيوسياسي في تلك المنطقة لم تستطع هذه المنظمة الاستمرار بالمشروع، الأمر الذي تم إيقافه. وفي الوقت ذاته يرى فانك بأن السلام هو شرط رئيس لتنفيذ أي مشاريع تنموية مستقبلية في هذه المنطقة من العالم.
وعند تجوالنا في جناح المعرض المخصص للحديث عن الصراعات المائية في الشرق الأوسط، صحبتنا خيمينس لوبيز، مرافقة زائري المعرض، حيث قامت بتقديم شرح واف عن طبيعة الصراع القائم بين تركيا والعراق وسوريا حول نهري دجلة والفرات. وأوضحت أنه على الرغم من أن هذين النهرين يعتبران من الأنهار الدولية، إلا أنه وحسب تصريح رئيس وزراء تركيا الأسبق مسعود يلماز فإن المياه بالنسبة لتركيا تعتبر كالنفط، فإن كان هناك من يرضى أن يتقاسم نفطه مع الآخرين فإن تركيا ستقوم باقتسام مياهها مع جيرانها.
وأضافت لوبيز بأنه في نهاية المطاف اتفقت الأطراف الثلاثة بأن تقوم سوريا بإقامة محطة ضخ للمياه على نهر دجلة والحصول على الكمية المتفق عليها مع الجانب العراقي وفقاً للاتفاقية المبرمة بين سوريا والعراق في نيسان 2002، والقاضية بسحب 1.25 مليار متر مكعب من مياه دجلة سنوياً لإرواء 150 ألف هكتار كمرحلة أولى من الأراضي السورية في الحسكة.
الدول العربية تعاني من شح كبير في المصادر المائية
كما اتفقت الأطراف أيضاً على أن تقيم تركيا سداً على نهر دجلة وهو سد أليسو لتوليد الكهرباء، وهذا يعطي الحق للجانب التركي بالقيام بأي مشروع تنموي على أراضيه شرط عدم إلحاق الضرر بالدول التي تقع على المجرى الأسفل للنهر، وبما لا يؤثر أيضا على المشاريع التنموية السورية. كما عرضت لوبيز خارطة توضح توزع المصادر المائية حول العالم واتضح منها أن الجزء الأكبر من الأراضي العربية واقع في المنطقة الجافة وشبه الجافة في العالم، وهو ما يؤدي إلى شح في الموارد المائية العربية، فكميات المياه المتجددة غالباً ما تكون محدودة في الوطن العربي ومن ضمن الدول العربية التي تعاني شحاً في المياه السعودية والإمارات والأردن.
تغيير أنماط استهلاك المياه عند الأفراد
كما أطلق معرض الأسبوع المائي في هانوفر دعوات لضرورة تغيير طرق استهلاكنا كأفراد للمياه وإرشادات حول كيفية التعاطي مع ذلك، كوقف تدفق المياه أثناء الاستحمام على سبيل المثال. وحسب الدراسات فإن هذه العملية توفر ما مقداره لترين إلى ثلاثة لترات للفرد الواحد في عملية الاستحمام الواحدة، وعند استخدام الغسالة فمن الأفضل ملؤها بالثياب بشكل كامل لتستغل كمية الماء المستخدمة في عملية الغسيل بشكل كامل.
والجدير بالذكر أن مثل هذه النشاطات البيئية المكثفة تنسجم مع السياسة العامة لحكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتي تركز على ضرورة استغلال الموارد الطبيعية ومنها المائية على وجه الخصوص بطريقة مقننة وفاعلة وبشكل يراعي البيئة ومدخلاتها.