افتتحت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مساء أمس الأربعاء، 8 آذار/مارس 2006، معر ض سيبيت CeBIT الدولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في هانوفر. ويعد هذا المعرض، الذي يفتح اليوم أبوابه للجمهور، أكبر ملتقى عالمي من هذا النوع. ويركز معرض سيبيت على سبل تطوير تكنولوجيا المعلومات واستخداماتها في مجالات عديدة وكذلك تطوير أجهزة الكمبيوتر والاتصالات. كما يتيح هذا المعرض، الذي يستمر في الفترة من 9 حتي 15 آذار/مارس 2006، الفرصة أمام الكثير من الشركات والأفراد للإطلاع على أحدث منتجات قطاعات عالم التكنولوجيا المختلفة. وتحتفل إدارة المعرض هذا العام بعيد ميلاده العشرين. وكان معرض سيبيت قد انفصل عن معرض هانوفر الصناعي في عام 1986 ليشكل فرعاً خاصاً بعد التطور التقني الكبير الذي شهده عالم الالكترونيات والاتصالات نهاية القرن الماضي. واستطاع معرض سيبيت خلال العقدين الماضيين أن يصبح المعرض رقم واحد في العالم والمتخصص بكل ما يتعلق بأجهزة الهواتف النقالة والثابتة والتحكم الآلي والذاكرة الرقمية وأجهزة التلفاز والفيديو، وغيرها من المنتجات الحديثة المخصصة للأغراض الترفيهية كأجهزة mp3 للموسيقى المضغوطة، بالإضافة إلى ذلك يقدم معرض سييبت فرصة هامة لعرض آخر ما تك التوصل إليه في عالم تكنولوجيا الاتصالات. . وتتخذ بعض الشركات من معرض سيبيت مناسبة لعرض آخر المنتجات والاختراعات التي لا تزال في حيز التجربة لمعرفة رد فعل الجمهور عليها، فإذا ما وجدت إقبالا يتم طرحها في الأسواق العالمية.

تفاؤل عند الافتتاح

وكالعادة يرافق افتتاح معرض سييبت الدولي شعور بالتفاؤل لدى المشاركين وخصوصاً الألمان منهم. ويكمن سبب التفاؤل هذا العام في المستقبل الواعد الذي ينتظر قطاع تكنولوجيا المعلومات والإقبال الملحوظ على اقتناء الأجهزة الاليكترونية الحديثة في ألمانيا. ويتوقع الاتحاد الألماني لشئون المعلومات والاتصالات والوسائط الحديثة BITKOM أن ينمو قطاع تكنولوجيا المعلومات في ألمانيا في عام 2006 بصورة أكبر مما عليه الحال في القطاعات الاقتصادية الأخرى، وأن ترتفع أرباح قطاع المعلومات والاتصالات الألماني بنسبة 2،4 بالمئة لتصل إلى 137 مليار يورو في عام 2006. وإذا أخذ المرء أرباح الشركات الألمانية من مبيعات أجهزة الترفية الرقمية فستزاد نسبة هذا السوق الألمانية إلى 3،7 بالمئة ليجاوز العائد المالي مبلغ 148 مليار يورو. ويرجع الخبراء هذا النمو إلى إقبال عدد كبير من أصحاب رؤوس الأموال الألمانية على الاستثمار في مجال التقنيات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات. ومن المنتظر أن تشتد المنافسة بين الشركات في معرض سيبيت الدولي لهذا العام بصورة أكبر عما كان عليه الحال في الأعوام الماضية.

كأس العالم فرصة للجميع

ونظراً لاقتراب موعد انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها ألمانيا هذا العام يتسابق المشاركون في معرض سيبيت الدولي في الاستحواذ على اهتمام المستهلكين، وذلك من خلال عرض عدد كبير من الأجهزة الرقمية الثابتة والمحمولة، والتي صممت خصيصاً لنقل أحداث المباريات بصورة أفضل. أما شركات الاتصالات فتسعى إلى الاستفادة من هذا الحدث الرياضي الكبير لكي تزيد من عدد عملائها. لذاك تعمل شركات الاتصالات كشرك O2 ، على سبيل المثال، على تكثيف خدمات شبكتها في مجال الهواتف النقالة UMTS ، وذلك من خلال الاستعانة بتقنيات حديثة، كما صرح رولف جيوجر مدير فرع شركة O2 في ألمانيا. بذالك ستتمكن الشركة من تزويد عملائها، الذي يتجاوز عددهم 3،6 مليون شخص، بنتائج وأحداث المباريات، ويشهد معرض سيبيت هذا العام تواجداً قوياً للشركات العاملة في مجالات الاتصالات الهاتفية عبر الانترنت وأنظمة الملاحة الاليكترونية والصوتيات والمرئيات.

منافسة حامية

وبالرغم من النجاح الذي حققه معرض سيبيت في الأعوام الماضية، إلا أن شركة دويتشه ميسه Deutsche Messe المنظمة له تواجه هذا العام منافسة شديدة من قبل شركات عالمية، إذ ينافس عدد من الشركات الأمريكية كشركة الحاسوب Apple وشركة أنظمة الشبكات Cisco معرض سيبيت، وذلك من خلال إقامة معارض خاصة بها. كما يشكل إعلان الشركة الألمانية لمعارض الأجهزة الالكترونية في برلين IFA توسيع نطاق عملها وإقامة معارضها بشكل سنوي تحدياً فعلياً لمعرض سيبيت. ويرافق هذه المنافسة امتناع بعض الشركات العالمية لصناعة التقنيات الحديثة مثل سوني SONY عن الاشتراك هذا العام في معرض 2006، "لأنه أصبح قديماً وعروضه غير مثيرة بخصوص الأجهزة الاستهلاكية الالكترونية كالتلفاز والراديو" مثلما قال رئيس فرع الشركة في ألمانيا مانفريد غيندس. ولم يقتصر الأمر على شركة سوني فقد أعلنت شركة E-plus للاتصالات عدم مشاركتها في المعرض معللة ذلك بأنها تريد مخاطبة الزبائن بطرق مباشرة وقالت إن المعرض غير مجد كثيراً، لأن معظم زبائنها لا يزورون المعارض العالمية للاتصالات. لكن بالرغم من الصعوبات التي تواجه سييبت حالياً، إلا أنها لا تتجاوز مجرد تحدي جديد له، فقد زاد عدد المشاركين فيه ليصل إلى 6300 عارض، لذالك فإن المعرض يستحق الاحتفال بعيد انطلاقته العشرين.