طالبت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لدى افتتاح معرض فرانكفورت الدولي للكتاب جميع زوار المعرض بالتعامل مع الصين -وهي ضيف شرف المعرض لهذا العام- بـ"فضول وتطلع لمعرفة الآخر". وقالت ميركل إن الدولة ضيفة الشرف عليها أيضا أن تتقبل الموضوعات التي تثير انتقادات ضدها. وأضافت ميركل في كلمة افتتاح أكبر معرض للكتاب في العالم مساء يوم أمس الثلاثاء في فرانكفورت والذي شارك فيه أيضا نائب الرئيس الصيني، شي جين بينج "أطالب الجميع باستثارة فضولهم حول ضيف الشرف دون التمسك بالأحكام المسبقة وعدم الخجل من طرح الأسئلة عن هذه الدولة".

ومن جهته، وصف نائب الرئيس الصيني المعرض بأنه فرصة طيبة لبلاده ولدول العالم في الوقت ذاته، وأبدى استعداد الصين بعد ثلاثين عاما من الإصلاح لمزيد من الانفتاح على العالم. وأضاف أن بلده تنتظر من الآخرين "التفهم والاحترام" في سياق التبادل الثقافي بينها وبين الآخرين، مبيناً قناعته بأن الاختلاف في النظم السياسية لا يجب أن يكون مبرراً للمواجهة. كما أشار إلى أن الصين تعمل الآن على تحديث صناعة الطباعة فيها ويمكنها أن تتعلم الكثير من الغرب في هذا المجال. جدير بالذكر أن الصين تقدم نفسها في هذه المعرض العالمي تحت شعار"التقاليد والتجديد".

انتقادات حقوقية شديدة للصين

غير أن منظمات حقوق الإنسان قد وجهت انتقادات حادة للصين التي اختيرت هذا العام ضيف الشرف في هذا المعرض الدولي. فقد قال مارتن ليسنتين، المتحدث باسم مجلس إدارة الجمعية الدولية لحقوق الإنسان في فرانكفورت "إن الصين ليست بطل العالم في القتل والتعذيب فحسب وإنما أيضا في الرقابة على حرية الرأي والتعبير".

كما انتقدت باربارا لوخبندر، الأمينة العامة لفرع منظمة العفو الدولية في ألمانيا سابقا والتي تشغل اليوم منصب نائب الخضر في البرلمان الأوروبي، اختيار الصين كضيف شرف المعرض لهذا العام وطريقة التعامل معها. وقالت لوخبندر في حديث مع احدى المحطات الثقافية للإذاعة الألمانية إن "انتهاك حقوق الإنسان بات تقليدا متبعا في الصين ولم يتوافر حتى الآن مع الأسف إلا القليل من المبادرات الجديدة التي ترغب حقا في التعامل مع هذه الأوضاع السيئة بما تستحقه من إجراءات".

تقلص حجم المشاركة الدولية

ويشغل المعرض هذا العام مساحة أقل من الدورة الماضية، حيث تقلصت المساحة التي استأجرها العارضون هذا العام بسبب الأزمة الاقتصادية بنسبة 2 في المائة عن مساحة العام الماضي. وظهر هذا التقلص في المقام الأول بالنسبة لدور النشر الإنجليزية والشرق أوروبية، حيث اضطرت إما إلى التخلي عن أماكن عرضها أو تقليل أحجامها.

وبلغ عدد دور العرض المشاركة هذا العام 7314 جاءت من مائة دولة ولم ينقص هذا العدد كثيرا عن العدد المشارك في العام الماضي (7373 دار نشر). ويطرح الناشرون في المعرض 400 ألف كتاب، منها 124 ألف كتاب جديد. يشار إلى أن المعرض يفتح أبوابه أمام الحمهور ابتداء من اليوم الأربعاء (14 أكتوبر/تشرين الأول) وحتى الأحد القادم.

(هـــــ.ع/د.ب.ا)

مراجعة: سمر كرم