1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

040111 Dialog Familienberatung Muslime

١١ يناير ٢٠١١

الصعوبات المالية والمشاكل الزوجية ومسائل التربية، قضايا تدفع الأسر الى التوجه إلى هيئات مهنية متخصصة في تقديم المشورة. في مدينة كولونيا يتم تقديم خدمات من هذا النوع للأسر الألمانية أو المهاجرة والمسلمة

مرشدة إجتماعية متخصصة في معالجة مشاكل الأسر المسلمة بكولونياصورة من: DW

في كولونيا التي يقطنها مليون نسمة، يوجد بها حوالي 60 ألف تركي وسبعة آلاف مهاجر عربي. وتتنوع القضايا التي يحتاج هؤلاء إلى إيجاد حلول لها، وفق ما يلائم خلفياتهم الثقافية والدينية. لكن مراكز تقديم المشورة لمعالجة مشاكل الأسرة لا تتوفر بصفة كافية .

في دائرة ايرينفيلد التابعة لمدينة كولونيا، يوجد مركز استشارة تشرف عليه متخصصة في معالجة مشاكل الأسر المسلمة . الزائر لقاعة العيادة تجتذب اهتمامه زربية شرقية مفروشة فيما تبدو الستائر مسدلة على النوافذ. جلسة المناقشة تبدأ والسيدة فيليس يلماز البالغة من العمر 38 عاما، تريد أن تعرف من الخبيرة الاجتماعية، آيلين يانيك زيناي، مواصفات "الأم المسلمة الجيدة". وتقول يلماز:" أريد أن أعرف ما إذا كنت في السابق ألبي بالفعل الواجبات الملقاة على عاتق الأم ، وهل كنت أعكس في ذلك نموذج أم سيئة، وماذا كان ينقصني. ولأنني أريد أيضا أن أسهر على التنشئة الدينية للأطفال".

جلسات مشورة للنساء والرجال

جلسات مشورة يقصدها أشخاص من مختلف الفئات الإجتماعية ولانتماءات الثقافية والدينيةصورة من: DW

قبل خمس سنوات فقدت يلماز زوجها في حادثة سير، وفجأة وجدت نفسها مسؤولة بمفردها عن طفلين. الفتاة في العاشرة من عمرها تواجه صعوبات في المدرسة، والإبن فليس في سن البلوغ، وهو غير واثق من نفسه. وخلال الجلسة ، تتدخل المساعدة الاجتماعية يانيك زيناي في محاولة للمساعدة، وهي تقول:"من الواضح أن هنالك قواعد واضحة جدا. هنالك نصائح، محظورات، ولكن اعتقد أنه يحدث لديك أيضا شعور بأنك في مأزق، إذا ما اتجهت فقط للتفكير في حالات العجز، هذا لا يقدم شيئا، من هنا أحاول أن أفكر في الطريق الأنسب الذي يقربني من الله".

يانيك زيناي تخرجت من مركز متخصص في تكوين النساء المسلمات، ترتدي حجابا من لون أحمر داكن، يغطي تماما شعرها ورقبتها. أما فيليز يلماز فهي قد ترعرعت في ألمانيا ولا ترتدي الحجاب. وبالنسبة الى محيطها العائلي فإن تلقي المشورة من شخص غير مسلم، أو حتى ألماني، أمر غير مستساغ. وعندما تقصد فيليز يلماز مركز المساعدة الإجتماعية، فهي تتصرف كمسلمة لها خلفية ثقافية تركية، وليس كألمانية، وأن تكون الخبيرة الاجتماعية يانيك زيناي بدورها ملمة بالاسلام، فهذا أمر مهم بالنسبة لها، كما تقول.

وتتلقى النساء المسلمات اللاتي يقصدن مركز التكوين دروسا في اللغة الألمانية والاندماج والقرآن أيضا، وتستفيد الأسر بما في ذلك الرجال، من دورات في تعلم بعض المهارات. وتلاحظ يانيك زيناي أن من يطلبون خدمات المؤسسة ليسوا فقط نساء، بل أيضا من الرجال، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بقضايا تربية الأولاد.

اللغة الأم وسيلة تواصل "حميمية"

ماريتا زيمونس متخصصة في قضايا الأسرة بمؤسسة كاريتاس الإنسانيةصورة من: DW

ويعمل في جمعية مساعدة الأسر سبعة مستشارين اجتماعيين يقدمون المشورة والنصيحة للأسر المسلمة في دائرة ايرينفيلد التابعة لكولونيا المعروفة بساكنتها متعددة الثقافات. وتقام دورات المركز باللغات الألمانية والانجليزية أو بالتركية وأيضا بالعربية. ويستقبل القائمون على الجمعية في كثير من الأحيان نساء لا يتقنن اللغة الألمانية، فتكون الاستشارة باللغة الأم، مما يضفي عليها بعدا خاصا وحيميما.

وتوضح يانيك زياني أن تحدث الخبير الاجتماعي إلى زبونه بلغته الأم يضفي على جلسة المعالجة "طابعا حميميا، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بمواضيع حساسة من هذا القبيل".وهي تعتبر أن هذه المسألة ربما تشكل سببا أساسيا يفسر إحجام الأسر المسلمة والأزواج المهاجرين عن التوجه إلى مراكز الخدمات الخاصة بالمهاجرين.

في قلب مدينة كولونيا تتوفر مراكز المشورة الاجتماعية على مرافق متنوعة في تقديم الخدمات والمشورة للأسر. وهي تشهد إقبالا كبيرا ، كما تؤكد ماريتا زيمونس، المتخصصة في قضايا الاسرة لدى مؤسسة كاريتاس الكاثوليكية الإنسانية. وأشارت بأنه منذ سنة 2000 كان يعمل معها ثلاثة زملاء لغتهم تركية. وأوضحت ماريتا:" نحتاج بشكل مستعجل إلى زملاء أو زميلات، يتقنون اللغة العربية ، كما نحتاج إلى مزيد من الناس الذين يتحدثون التركية" .

"مشاكل دنيوية وليس دينية"

نرمين يومورتاسي مرشدة اجتماعية ببلدية كولونياصورة من: DW

ومن جهتها تقول نرمين يومورتاسي التي تتحدث التركية وتعمل كمرشدة إجتماعية في بلدية كولونيا، بأن موضوع الإسلام لا يلعب دورا كبيرا في جلسات المشورة التي ينظمونها، وأشارت الى أن نوعية المشاكل التي يعالجها المرشدون في مراكز المعالجة والاستشارة الإجتماعية، هي "في حقيقة الأمر متشابهة ، أما الدين فليس موضوعا أساسيا". وأوضحت بأنها تستقبل خلال عملها أشخاصا متدينين وآخرين ملحدين، وليسوا كلهم منحدرين من أصول تركية ومسلمة.

وفي غالب الأحيان تشكل ظروف الحياة اليومية مثل الفقر والبطالة الأسباب التي تفسر مشاكل الأسر. وكثير من الزوجات التركيات يشتكين من أن أزواجهن يفضلون قضاء أمسياتهم في الملاهي ونوادي القمار على البيت، وتعتقد يومورتاسي بأن هذه الظاهرة منتشرة في أوساط الجالية التركية، وأشارت بأن "بعض الرجال يبددون رواتبهم بكاملها في ليلة واحدة في لعب القمار".

وعندما لا ينفع التذكير بالضوابط الدينية ولا المشورة المستندة إلى رأي علماني ، فلا يبقى سوى الطلاق كمآل في علاقات الأزواج، تقول يومورتاسي، وتشير إلى إرتفاع نسبة الطلاق في أوساط الأزواج الأتراك.

جوليا هاهن/ م.س

مراجعة: سيد منعم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW