اقتحام أحياء في دمشق وحلب والمعارضة تتحدث عن حكومة تكنوقراط مؤقتة
٢٤ أغسطس ٢٠١٢ واصلت القوات النظامية السورية الجمعة (24 آب/ أغسطس 2012) عملياتها العسكرية في عدد من أحياء مدينة حلب (شمال) ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل، فيما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض عدة مناطق سورية عدة لقصف عنيف. واستهدف القصف في حلب، حسب المرصد، أحياء صلاح الدين والسكري والزبدية وسيف الدولة ومساكن هنانو والكلاسة، ما أدى إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل. كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في منطقة السبع بحرات والتلل.
كما قامت القوات النظامية السورية باقتحام عدة مناطق وبلدات في ريف دمشق وخصوصاً في داريا والغوطة الشرقية التي تعرضت أيضاً لقصف شديد، حسب مصادر المعارضة السورية. وكان المرصد السوري قد أفاد في بيان له أن "اشتباكات عنيفة وقعت في محيط مدينة داريا في ريف دمشق بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة من جهة بساتين المزة". كما أشار المرصد إلى وقوع اشتباكات في حي الحجر الأسود (جنوب دمشق)، ترافق ذلك مع قصف على الحي وحي العسالي المجاور أيضاً.
وبينما أشار المرصد إلى استمرار حملة المداهمات والاعتقالات في حي كفرسوسة، أظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت جثث خمسة شبان محملة في شاحنة صغيرة في حي التضامن الدمشقي (جنوب). وقال ناشطون إنه تم العثور عليها في الصباح، مشيرين إلى أن هؤلاء أعدموا على يد القوات النظامية. كما كان الناشطون قد أعلنوا عن عثورهم على عشرات الجثث مصابة بطلقات نارية، يوم الأربعاء الماضي. يُشار إلى أنه لم يتم التأكد من المعلومات الميدانية من مصادر مستقلة.
توجه نحو تشكيل حكومة تكنوقراط مؤقتة
وفي عمان أكدت الحكومة الأردنية أن عضو مجلس الشعب السوري السابق عن مدينة درعا ناصر الحريري وصل إلى المملكة برفقة عائلته، بينما أكدت مصادر في المعارضة السورية أنه كان يقيم تحت الإقامة الجبرية ونجح في الإفلات منها. وقال سميح المعايطة، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة لوكالة فرانس برس إن "النائب السابق ناصر الحريري وصل إلى الأردن مساء الخميس عبر السياج الحدودي برفقة عائلته"، دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وكان الحريري من أوائل السياسيين الذين انشقوا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد في بداية حركة الاحتجاجات التي انطلقت من مدينته درعا.
سياسياً توقع المعارض السوري البارز هيثم المالح رئيس مجلس "أمناء الثورة السورية" أن يتم فرض حظر جوي شمال سوريا خلال الأيام المقبلة. وقال المالح، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها في عددها اليوم الجمعة: "ننتظر في الأيام المقبلة فرض حظر جوي شمال سوريا ونعمل على استكمال تحرير مدينة حلب بالكامل لتنضم إلى إدلب، لنشكل بذلك قاعدة ومنطقة آمنة لحماية السوريين". وكشف المالح عن قرب التوصل إلى إعلان مرشحي الحكومة الانتقالية، مضيفاً أن اجتماعا للمعارضة سيعقد قريباً لإعلان نتائج المشاورات حول تشكيل الحكومة والتي توافق حولها الجميع بما في ذلك تركيبتها ومهامها.
وأوضح المالح أنه التقى مؤخراً في إسطنبول برهان غليون، الشخصية البارزة في المجلس الوطني السوري المعارض وتحدثاً عن عدة موضوعات سيتم مناقشتها في مؤتمر للمعارضة، وهي تشمل الأسماء المرشحة للحكومة الانتقالية. وحول ما إذا كانت مرحلة الخلافات انتهت بين المعارضة السورية خاصة مجلس الأمناء والمجلس الوطني والجيش الحر، قال المالح "انتهينا إلى توافق حول كيفية تشكيل الحكومة وتركيبتها ودورها ومهامها". وشدد المالح على أن الحكومة ستكون "حكومة تكنوقراط بعيدة عن التجاذبات الحزبية ومدتها عام واحد تجرى بعدها انتخابات وستكون الحكومة على مسافة متساوية مع جميع التيارات السياسية".
أ ح/ ع غ (د ب أ، أ ف ب، رويترز)