اقتراحات "غريبة" تناقشها بريطانيا لمنع دخول المهاجرين
١١ أكتوبر ٢٠٢٠
حسب الإعلام المحلي تناقش الحكومة البريطانية مجموعة اقتراحات لوقف دخول المهاجرين إلى البلاد، لكنها لاقت استنكارا كبيرا لدى المعارضين السياسيين والجاليات المسلمة باعتبارها "لا إنسانية وشريرة"، وفق تعبير بعضهم.
إعلان
تسعى الحكومة البريطانية للتعامل مع ارتفاع أعداد الوافدين إلىشواطئها عبر المانش، من خلال اقتراحات سببت حتى الآن جدلا واسعا على المستوى المحلي.
من ضمن الاقتراحات المطروحة، احتجاز المهاجرين على جزيرة تخضع للسيطرة البريطانية جنوب المحيط الأطلسي، تعتبر أقرب لمدينة كايب تاون أو ريو دي جانيرو منها إلى لندن.
وجاء في الاقتراحات الأخرى وضع المهاجرين على متن عبارة ضخمة عمرها 40 عاما قبالة سواحل البلاد، يمكنها استيعاب 1,400 شخص في 141 غرفة. أو إرسالهم إلى منصات نفطية مهجورة في بحر الشمال.
ووصف سياسيون معارضون ومنظمات حقوقية الاقتراحات بـ"غير المعقولة" والـ"كئيبة"، في حين حذر أكاديميون من أنها ستكون مكلفة جدا وغير عملية.
وترفض الحكومة الإفصاح عما يتم مناقشته حاليا من تلك الاقتراحات، إلا أنها أكدت "العمل على تطوير خطط لإصلاح قوانين وسياسات البلاد حول اللجوء والهجرة غير النظامية".
ويأتي هذا الجدل عقب ارتفاع ملحوظ بأعداد المهاجرين الوافدين على سواحل البلاد عبر المانش، عبر قوارب صغيرة غير صالحة للإبحار في تلك المنطقة الخطرة، خلال الصيف.
ووفقا لمسؤولين حكوميين، ساهم انتشار جائحة كورونا بارتفاع أعداد المهاجرين القادمين عبر تلك الطريق، بعد أن انخفضت أعداد الشاحنات القادمة من فرنسا عبر النفق الأوروبي، والتي كان المهاجرون يتسللون إليها للوصول إلى أراضي المملكة.
وأفادت الشرطة البريطانية في عدد من المناسبات أن مجموعات "العصابات المنظمة" استفادت من ياس الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى بريطانيا بأية وسيلة، ويتقاضون منهم آلاف اليوروهات مقابل إرسالهم في تلك الرحلات الخطيرة.
وكانت الشرطة الأوروبية قد أعلنت الأربعاء عن توقيف شبكة تهريب، مؤلفة من 12 شخصا، موزعين بين فرنسا وهولندا والمملكة المتحدة.وأثارت الخطط التي تناقشها الحكومة لمعالجة ذلك الملف شكوكا في أوساط المعارضين لها، بسبب غرابتها. من الاقتراحات التي وردت أيضا، إنشاء مركز على أرخبيل جزر "أسينشون وسانت هيلين" البركاني، على بعد أكثر من نحو 6,500 كلم من المملكة المتحدة.
صحف محلية بريطانية شبهت الاقتراحات التي تناقشها الحكومة بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأسترالية، حيث قامت بإرسال المهاجرين على جزر بعيدة عن البر الرئيسي، على جزر مانوس وماورو وكرسماس آيلاند.
وشهدت تلك المراكز التي تعرضت لإدانات متعددة من الأمم المتحدة، لكنها مدعومة من الأحزاب الأسترالية الرئيسية، مظاهرات ومحاولات انتحار في صفوف المهاجرين.
"مثال شرير"
ورفضت وزيرة الداخلية البريطانية التعليق على أسئلة حول أوجه الشبه بين المقترحات التي تتم مناقشتها حاليا، والآليات التي اعتمدنها السلطات الأسترالية.
متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني قال أمس الخميس إن الحكومة عاكفة على دراسة المقترحات، ومن ضمنها الاطلاع على تجارب دول أخرى. وأضاف "من الواضح أن هناك مشكلة علينا التعاطي معها".
متحدث باسم حزب العمال البريطاني قال إن المقترحات "مثالا شريرا حول البيئة السيئة" التي أوجدتها حكومة المحافظين حيال الهجرة.
فضيحة مهاجري "ويندرش"
وأضاف أن الحكومة "لم تستفد" من فضيحة ويندرش التي حصلت مؤخرا، والتي طالت أبناء مهاجرين بريطانيين من جزر الكاريبي انتقلوا إلى المملكة المتحدة في خمسينات وستينات القرن الماضي، حيث تم احتجازهم وترحيلهم لاعتبارهم مهاجرين غير شرعيين.
الفرع البريطاني لمنظمة العفو الدولية قال إن فكرة "نفي طالبي اللجوء إلى مواقع نائية ومعزولة... ستتحدى عملية الاستجابة لاحتياجات وحقوق النساء والرجال والأطفال".
في حين أورد أخصائيون وأكاديميون أن إرسال المهاجرين إلى تلك المواقع سيكون مكلفا وغير مجد، فضلا عن أنه قد يتعارض مع الالتزامات القانونية لبريطانيا حيال موضوع اللجوء.
من القرن الإفريقي إلى اليمن.. طريق الهجرة المزدحم بالاغتصاب والتعذيب
رغم الحرب الطاحنة الضروس فيه، يصل عشرات الآلاف من المهاجرين من شرق إفريقيا إلى اليمن، أملاً في الوصول إلى السعودية والحصول على عمل فيها.. تعرف في هذه الجولة المصورة على أخطر طرق الهجرة في العالم!
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المحطة الأولى: جيبوتي
يفصل مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 30 كم بين اليمن وجيبوتي، لهذا السبب تعد جيبوتي بلد العبور الأول لكثير من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر اليمن. ينحدر معظمهم من إثيوبيا والصومال. الصورة تظهر 3 فيتات أثيوبيات بعد وصولهن إلى جيبوتي.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المهاجرون القصر
الرحلة عبر اليمن من القرن الإفريقي إلى السعودية واحدة من أسرع طرق الهجرة نمواً في العالم - على الرغم من اندلاع حرب ضارية في اليمن، ووصفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن أكثر من مرة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم". أغلب المهاجرين الذين يغادرون بلدان مثل إثيوبيا والصومال هم فتية. مثل هذا الصبي، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً فقط، يغطّي عينيه لحمايتها من عاصفة رملية، بعد عبوره إلى جيبوتي من إثيوبيا.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
عبور المحيط في قوارب متهالكة
الوصول إلى اليمن عبر القرن الإفريقي يرتب على المهاجرين عبور المحيط. وغالباً ما يتم نقلهم في قوارب متهالكة وصغيرة جداً ما يعرض حياتهم للخطر. في كانون الأول/يناير 2019، ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، توفي ما لا يقل عن 52 شخصاً قبالة شواطئ جيبوتي. في هذه الصورة يظهر المهاجرون بعد وصولهم إلى وصلوا إلى شواطئ رأس العارة في منطقة لحج باليمن في أواخر تموز/يوليو من هذا العام.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
انتهاك صارخ للحريات
ما أن تنتهي الساعات الطويلة التي يقضيها المهاجرون على متن القوارب الخشبية المزدحمة والمتهالكة حتى يتم نقلهم في شاحنات بواسطة المهربين إلى مجمعات في الصحراء. ويمارس هؤلاء المهربين أبشع طرق التعذيب على المهاجرين والذي يعد انتهاكاً صارخاً يمس حريتهم.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ابتزاز عائلات المهاجرين
يقوم المهربون بسجن المهاجرين في سجون سرية، ثم يبتزون عائلاتهم في دفع ثمن إطلاق سراحهم. السلطات اليمنية لا تبذل أي جهد في سبيل وقف مثل هذه الأنشطة الإجرامية. يتعرض معظم المهاجرين إلى تعذيب يومي بالضرب أو التجويع، بينما تتعرض نساء وفتيات للاغتصاب على أيدي مختطفيهن، وفقاً لتقارير وكالة أسوشيتد برس.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
تعذيب مروع
عبد الرحمن مهاجر إثيوبي عمره 17 عاماً. بعد وصوله إلى رأس العارة، قام المهربون بحبسه وطلبوا أرقام هواتف الأشخاص الذين يمكنهم تحويل الأموال لإطلاق سراحه. أخبر خاطفيه أنه ليس لديه رقم. تعرض للضرب وتُرك دون طعام و ماء لعدة أسابيع. وفي إحدى الليالي، ضرب أحد المهربين ساقه بقضيب معدني. ورمى به في الصحراء. ليعثر عليه بعد ذلك سائق عابر وينقله إلى المستشفى حيث بترت ساقه هناك.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
حالة نادرة من الرأفة
فاطمة وزوجها يعقوب وصلا إلى اليمن على متن قارب من جيبوتي برفقة طفليهما، وجود الطفلين معهما دفع المهربين إلى الرأفة بحالهما والإفراج عنهما. يسعى الزوجان للوصول إلى المملكة العربية السعودية، لكن ذلك سيكون شاقا عليهما خاصة وأنهما سيعبران طرقا صخرية وصحاري تضربها العواصف الرملية ودرجات حرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ملعب مدمر يتحول لملجأ مهاجرين
يقع ملعب"22 مايو-أيار" لكرة القدم في مدينة عدن الساحلية معبر المهاجرين الشرقي. تحول هذا الملعب إلى ملجأ مؤقت للمهاجرين رغم تعرضه لدمار جزئي إبان الحرب. هذا المهاجر الإثيوبي البالغ من العمر 14 عاماً، يأخذ قسطا من الراحة على سرير في الإستاد بعد تعرضه لإيذاء جسدي أثناء رحلته إلى اليمن. قامت قوات الأمن بإيواء مهاجرين أسرتهم خلال جولاتها في الملعب.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
في مرمى النيران
يسافر العديد من المهاجرين في اليمن الذين يرغبون في الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر محافظة الضالع، الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل الجنوبي. البقاء في الضالع أو السفر من خلالها خطير جداً. لجأ هؤلاء المهاجرون في كوخ صغير في سوق القات. يبعد خط القتال الأمامي بين رجال القوات المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين بضع مئات من الأمتار.
الكاتب: مارا بيرباخ/ حمزة الشوابكة