أكد مسؤولون فلسطينيون أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ينوي الإعلان قريباً عن مبادرة فلسطينية مدعومة أوروبياً وعربياً لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في وقت تستمر فيه الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وبين حماس في غزة.

اقترحت مصر الاثنين (25 آب/ أغسطس 2014) على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الالتزام بفترة تهدئة جديدة تتيح فتح المعابر في قطاع غزة وإدخال المساعدات ومواد إعادة الإعمار، مع إعطاء مهلة شهر للاتفاق على النقاط الخلافية مثل فتح المطار والمرفأ.

وقال مسؤول فلسطيني طالباً عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس إن الاقتراح المصري "يدور حول التوصل إلى هدنة مؤقتة تفتح خلالها المعابر وتسمح بدخول المساعدات ومواد إعادة الإعمار، بينما تتم مناقشة النقاط الخلافية خلال شهر". وأضاف المسؤول "سنكون مستعدين لقبول الهدنة، لكننا بانتظار الرد الإسرائيلي على الاقتراح"، موضحاً أن حركة حماس مستعدة للقبول بهذا الاقتراح إذا وافقت إسرائيل عليه.

من جانبه أكد مسؤول مصري أنه تم إبلاغ الفلسطينيين والإسرائيليين بالاقتراح الجديد. كما ذكر مسؤول فلسطيني آخر أن مصر قد تدعو الوفدين المفاوضين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى القاهرة خلال 48 ساعة.

وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي ابو زهري لوكالة فرانس برس "الجهود مستمرة للتوصل إلى اتفاق" دون إعطاء مزيد من التفاصيل. ومن ناحيته، أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب لفراس برس أن "نجاح الاتصالات التي تجري لإعلان وقف إطلاق النار مرتبط بتحقيق المطالب الفلسطينية التي هي واضحة وثابتة".

بالمقابل رفض متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإدلاء بأي تعليق حول هذا الاقتراح.

وكانت التهدئة الأخيرة انهارت في التاسع عشر من آب/ أغسطس الحالي. ودخل النزاع الاثنين يومه الـ49 وأدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين. وفي الجانب الإسرائيلي قتل 64 جندياً وأربعة مدنيين بينهم أجنبي.

عباس يطرح مبادرة سلام

من جانب آخر نشرت وسائل إعلام فلسطينية الاثنين ما وصفته بأنه "مفاجأة" سيعلنها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قريباً، وتتضمن مبادرة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية.

ولم تتضح التفاصيل الدقيقة لهذه المبادرة، غير أن مصادر فلسطينية، رفضت ذكر اسمها ، قالت لوكالة فرانس برس بأن الرئيس عباس تردد في التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية رغم الانتقادات الفلسطينية له، خوفاً من التأثير سلباً على أطراف دولية من الممكن أن تدعم مبادرته، وبخاصة الولايات المتحدة ممثلة بوزير خارجيتها جون كيري.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لوكالة فرانس إن لدى القيادة الفلسطينية الآن توجها بمطالبة المجتمع الدولي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعدم حصر الصراع فقط فيما يجري في غزة".

وفيما أعلنت حماس السبت موافقتها على توجه عباس للتوقيع على ميثاق روما، تمهيداً لعضوية محكمة الجنايات، رأى محللون أن توقيع حماس لن يسهم في توجه عباس لطلب العضوية في المحكمة.

ميدانياً، لقي 6 فلسطينيين مصرعهم الاثنين في غارات إسرائيلية على أهداف في قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم ثلاثين هدفاً فلسطينياً، فيما أطلقت الجماعات الفلسطينية نحو ستين صاروخاً على إسرائيل. إلى ذلك أعلنت كتائب القسام عن استيلائها على طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار.

في سياق آخر، أعلنت إيران الاثنين عن عزمها تسليح الفلسطينيين رداً على إرسال إسرائيل طائرة استطلاع أسقطتها إيران في مجالها الجوي حسبما صرح قائد عسكري إيراني رفيع.

م.م/ ع.غ (أ ف ب ، د ب أ)