Ibn Rushd Preis geht an den ägyptischen Ökonom Samir Amin
٢٣ أكتوبر ٢٠٠٩يعتبر الاقتصادي المصري الشهير سمير أمين من الوجوه البارزة المناهضة للعولمة الرأسمالية. وهو ينظر إلى الأزمات الكبرى في العالم في العصر الراهن، كأزمة الغذاء والطاقة وأزمة البيئة وتغير المناخ، بوصفها نتاج للعولمة الرأسمالية المعاصرة القائمة على الاستغلال البشع للموارد الطبيعية. وترى مؤسسة بن رشد أن الاقتصادي المصري المرموق سبق له وأن تنبأ بالأزمة المالية العالمية قبل حدوثها في سبتمبر أيلول من العام الماضي. وكان قد وصف هذه الأزمة بأنها "جزء من أزمة النظام الرأسمالي المتقدم والتي برزت بداياتها في عام 1970".
وبحسب رأي الجهة المانحة للجائزة، فإن أمين ينطلق من التزام بمصالح ضحايا الأزمة الاقتصادية. وهو يقول في نقده للعولمة الرأسمالية إن "الأزمة الراهنة ليست أزمة مالية ولا جمعا لأزمات نابعة من النظام، بل هي أزمة الرأسمالية الامبريالية بقيادة أقلية مهيمنة".
وكما يرى الحائز على جائزة بن رشد للفكر الحر لهذا العام فإن الخروج من هذا الوضع الناجم عن الأزمة المالية سيكون بعولمة "توافقية إنسانية بدون أي نزعة تجاه الهيمنة والتسلط، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة خلق جبهة مشتركة للشعوب وتجديد الماركسية الخلاقة على حد تعبيره.
من هو سيرة سمير أمين؟
عرف سمير أمين بمؤلفاته البارزة التي تزيد على ثلاثين كتابا، ولعل من أبرزها (دراسة في التيارات النقدية والمالية ) و(التبادل غير المتكافئ وقانون القيمة) و(قانون القيمة والمادية التاريخية) و(الاقتصاد العربي المعاصر) و(أزمة الامبريالية.. أزمة بنيوية)، بالإضافة إلى كتابيه (ما بعد الرأسمالية) و(إشكالية القرن.. تأملات حول اشتراكية القرن 21). وهو من مواليد العاصمة المصرية القاهرة، توجه إلى باريس لدراسة علوم الاقتصاد حيث تخرج في خمسينيات القرن الماضي.
عمل أمين رئيسا لقسم البحوث في معهد التطوير الاقتصادي في القاهرة بعد حصوله على شهادة الدكتوراه، ومن ثم مستشارا اقتصاديا في العديد من الدول افريقية منها مالي والكونغو ومدغشقر. كما عمل مديرا لمعهد التنمية الاقتصادية والتخطيط التابع للأمم المتحدة في دكار بالسنغال لمدة عشر سنوات (1970-1980). وحاليا يعمل أمين ومنذ عام 1980 مديرا لمنتدى العالم الثالث التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وهو منظمة عالمية غير حكومية للبحوث والمناقشات.
شخصيات بارزة فازت بالجائزة
وتعتمد مؤسسة بن رشد في منح جوائزها على التصويت، حيث يحق لأي مثقف عربي ترشيح الشخصيات التي يراها مناسبة لأهداف الجائزة ومقاصدها. وقد خصصت الدورة الحالية للجائزة وهي الحادية عشرة في الترتيب لباحث عنيت أبحاثه بقضايا التنمية نظريا أو تطبيقيا. ولهذه الجائزة التي تمنح سنويا منذ عام 1999 قيمة مادية رمزية تبلغ 2500 يورو، وتمول المؤسسة من قبل الأعضاء ومعظمهم من المثقفين في المهجر والعالم العربي.
وخلال العقد الماضي منحت الجائزة التي تحمل اسم الفيلسوف العربي الشهير ابن رشد للعديد من المفكرين والكتاب العرب المعروفين، منهم محمد أركون ومحمد عابد الجابري ومحمود أمين العالم ونصر حامد أبو زيد وصنع الله إبراهيم والمخرج السينمائي نوري بوزيد والناشطة المدافعة عن حقوق المرأة فاطمة أحمد إبراهيم، بالإضافة إلى البرلماني عزمي بشارة. أما باكورة جوائز مؤسسة بن رشد فكانت في عام 1999 من نصيب قناة الجزيرة الفضائية.
(ن. ط/ رويترز/ دويتشه فيله)
مراجعة: طارق أنكاي