اقتصاد منطقة اليورو يسجل نمواً صفرياً على أساس فصلي
٣٠ يناير ٢٠٢٥
أعلنت وكالة الإحصاء الأوروبية أن الناتج المحلي الإجمالي لم يزد أو ينقص في منطقة اليورو خلال الربع الأخير من عام 2024، مقارنة بالربع الثالث من عام 2024. وأعلن البنك المركزي الأوروبي خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.
تباطأ الاقتصاد في منطقة اليورو خلال الربع الأخير من عام 2024، بعد نمو بنسبة 0.4% في الربع الثالث من عام 2024صورة من: Daniel Kalker/picture alliance
إعلان
قال مسؤولون، اليوم الخميس (30 كانون الثاني/يناير 2025)، إن اقتصاد أوروبا راوح مكانه حيث سجل معدل نمو صفري على أساس فصلي خلال الربع الأخير من عام 2024، مع انكماش الاقتصاد الألماني، الأكبر في منطقة اليورو لمدة عامين على التوالي.
وقالت وكالة الإحصاء الأوروبية "يوروستات" إن الناتج المحلي الإجمالي ظل ثابتاً دون أي زيادة في منطقة اليورو التي تضم 20 دولة خلال الربع الأخير من عام 2024، مقارنة بالربع الثالث من عام 2024.
واليوم الخميس خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة كما كان متوقعا اليوم الخميس وألمح إلى مزيد من التيسير النقدي، متمسكاً بموقفه بأن التضخم في منطقة اليورو أصبح تحت السيطرة بشكل متزايد. وهذا هو الخفض الخامس للفائدة الذي يقره البنك المركزي الأوروبي منذ يونيو حزيران، وخفض الإجراء سعر الفائدة الذي يدفعه البنك على الودائع إلى 2.75 بالمئة من ثلاثة بالمئة.
ألمانيا تستعد لولاية ثانية لترامب
03:07
This browser does not support the video element.
لماذا انكمش الاقتصاد الألماني؟
وتباطأ الاقتصاد في منطقة اليورو خلال الربع الأخير من عام 2024، بعد نمو بنسبة 0.4% في الربع الثالث من عام 2024، حيث كانت الشركات غير مستقرة بسبب احتمالات حدوث اضطرابات تجارية في ظل الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومع بقاء المستهلكين على حذرهم في الإنفاق إثر تضررهم من التضخم.
إعلان
وانكمش الاقتصاد الألماني، الذي يعاني من عدة عوامل سلبية، من بينها فقدان الطاقة الرخيصة من روسيا والبيروقراطية الخانقة والشلل السياسي في برلين، بنسبة 0.2 % خلال الربع الأخير من عام 2024. وسجل إجمالي الناتج المحلي الألماني انكماشا بنسبة 0.2 % خلال عام 2024 بأكمله، للعام الثاني على التوالي. ولا تبدو التوقعات لعام 2025 أفضل بكثير، حيث خفضت الحكومة توقعاتها للعام الجاري، أمس الأربعاء، إلى 0.3 % من 1.1 %.
وتواجه اقتصادات ألمانيا وفرنسا حالة من عدم الاستقرار بسبب الاضطرابات السياسية التي تركت الشركات والمستهلكين في حالة من عدم اليقين بشأن ما يخبئه المستقبل من حيث الإنفاق الحكومي والتنظيمات والضرائب.
وقد تنجلي حالة الارتباك في ألمانيا بعد الانتخابات الوطنية المقررة في 23 فبراير/شباط المقبل، عقب انهيار الائتلاف الحاكم للمستشار أولاف شولتس الذي عانى من أشهر من المشاحنات حول كيفية التعامل مع الاقتصاد.
وقد يستغرق الأمر وقتاً أطول بالنسبة لفرنسا للخروج من حالة الشلل، حيث إن البرلمان منقسم بشدة ولا يمكن إجراء انتخابات جديدة قبل يوليو/تموز المقبل على أقرب تقدير. وهناك خلاف بين القوى السياسية حول كيفية معالجة العجز الكبير في الميزانية في البلاد.
وأثارت الانتخابات التي فاز بها دونالد ترامب، المؤيد للرسوم الجمركية الجديدة والمرتفعة على الواردات، قلقاً بشأن آفاق الأعمال، إذ يمكن أن تلحق هذه السياسات الضرر باقتصاد أوروبا الذي يعتمد على الصادرات.
كما أن التباطؤ في تبني السيارات الكهربائية وإلغاء ألمانيا للدعم المقدم لشراء السيارات الكهربائية أدى إلى انخفاض الطلب على موردي قطع الغيار. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال المستهلكون حذرين بشأن الإنفاق رغم انخفاض التضخم من ذروته في أواخر عام 2022.
خ.س/ع.ج.م (أ ب، رويترز)
بالصور: ألمانيا تفتح أبواب المخبأ السري لمليارات الطوارئ!
أيام الحرب االباردة، بنى البنك المركزي الألماني ملجأ حصينا وخبأ فيه المليارات من عملة طوارئ بديلة. الموقع كان سريا جدا، في بلدة صغيرة، بحيث الجيران المباشرين لم يعرفوا بأمره. واليوم أصبح المكان متحفا مفتوحا أمام الجمهور.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
تمويه المدخل
ينى البنك المركزي لجمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية) بين عامي 1962 و1964 ملجأ حصينا جدا على مساحة تقدر بنحو 8700 متر مربع في بلدة كوخم الصغير بولاية راينلاند بفالتس. الملجا من الخارج كان يبدو وكأنه مدرسة ومكان للتنزه. صحيح أن أهل البلدة كانوا يعرفون أن هناك ملجأ محصنا في المكان، لكن حتى الجيران الملاصقين له لم يعرفوا ماذا يحتوي.
صورة من: Jürgen Fromme/augenklick/firo Sportphoto/picture alliance
على عمق 30 مترا تحت الأرض
وتم اختيار موقع الملجأ عن دراية، حيث كان يعتقد أن وادي نهر "موزيل" يمكن أن يصمد أمام الارتدادات التي قد تنتج عن ضربة نووية. ففي هذا المكان السري جدا تم تخزين 15 مليار مارك ألماني، كعملة طوارئ بديلة.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
عملة طوارئ بديلة
خلال الحرب الباردة، كانت حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية (الغربية) في بون، تخشى من أن يتم تهريب كميات كبيرة من العملة المزيفة إلى البلاد. والنتائج ستكون حينها كارثية: فإذا انعدمت الثقة بالمارك الألماني، سينهار اقتصاد البلاد. لذلك تم اتخاذ قرار بطباعة عملة بديلة وتخزينها في هذا الملجأ.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
أبواب حديدية مصفحة وثقيلة جدا
الغرفة التي تم تخزين العملة فيها (الخزنة)، كان مسموحا لأشخاص قليلين جدا من البنك المركزي بالدخول إليها. الأرقام والمفاتيح السرية كانت مخبأة في مدينة فرانكفورت. ومن أجل حماية هذا المكان تم وضع حساسات في الجدران تعمل حين تحدث ضجة أو يقع اهتزاز، ولدى إنطلاق جرس الإنذار نتيجة ذلك كانت الشرطة المحلية تعرف بذلك مباشرة، ولكن من دون أن تعرف ماذا يوجد في هذا المخبأ!
صورة من: Ina Fassbender/AFP
صناديق العملة البديلة
تم طباعة نحو 15 مليار مارك ألماني من العملة البديلة على شكل نقود ورقية من فئه 10 و20 و50 و100 مارك وتخزينها في صناديق بالملجأ. وكان مخططا أن يتم سحب العملة القديمة في حال حدوث أزمة طارئة، واستبدالها بهذه العملة فورا. وكان موظفو البنك المركزي يفحصون كل ثلاثة أشهر حال الصناديق والعملة التي بداخلها.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
تقنية قديمة من عصر آخر
لم تكن العملة فقط مخبأة في الملجأ، وإنما كان يمكن الإقامة فيه لمدة أسبوعين بأمان في حال حدوث هجوم نووي. حيث كان هناك اتصال لاسلكي مباشر مع وزراة الداخلية الاتحادية في العاصمة بون، ومحركات ديزل لتوليد الكهرباء و18 ألف لتر من الوقود وخزان لمياه الشرب بسعة 40 ألف لتر.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
مكان لحماية الأشخاص أيضا
في حالة الطوارئ كان هناك مكان لحماية 80 شخصا أيضا في الملجأ، مع غرف للنوم وأخرى للعمل وفلترات لتنقية الهواء. لكن ليس هناك معلومات حول الأشخاص الثمانين، الذين كان يمكن أن يلجأوا إلى هذا المكان في حال حدوث هجوم نووي.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
إتلاف عملة الطوارئ عام 1988
في عام 1988 تم اتخاذ قرار بإتلاف العملة البديلة، لأنها لم تعد عصية على التزوير، كما أن نظام الدفع الالكتروني جعل الأوراق النقدية أقل ضرورة. وبعد ذلك بقى الملجأ فارغا حتى عام 2014، حيث بيع لأحد المستثمرين وتم فتحه أمام الجمهور منذ عام 2016، وأصبح متحفا يمكن لأي شخص زيارته. إعداد: فيليب بول/ ع.ج
صورة من: Jürgen Fromme/augenklick/firo Sportphoto/picture alliance