اكتشاف أثري في العراق يغير نظرتنا عن تاريخ الرياضيات
٢٥ أغسطس ٢٠١٧
يسعى الباحثون لفك لغز لوح الطين البابلي "بليمبتون 322". ويرجح الباحثون أن البابليين طوروا حساب المثلثات واستخدموها في الرياضيات قبل الإغريق.
إعلان
كتب البايليون اللوح الطيني " بليمبتون 322" قبل حوالي 1800 عام قبل الميلاد. ويصل طوله إلى 13 سنتيمتراً. لكنه دخل في طي النسيان لفترة طويلة، حتى أعاد عالم الآثار الشهر إدغار بانكس اكتشافه في أوائل القرن التاسع عشر.
وعكف الباحثون لفترة طويلة على معرفة أهمية الأعمدة الأربعة والخطوط الخمس عشرة الموجودة في اللوح. وفي عام 1945 نجح الباحث الألماني أوتو نيوغيباور في فك بعض الألغاز، إذ خلص إلى أن عمودين اثنين هما جزء مما يسمى بـ"مثلث فيثاغورس".
وإذا ما صحت نظرية نيوغيباور، فيكون البابليون بذلك قد اكتشفوا قاعدة فيثاغورس قبل مئات السنين من العالم الإغريقي الذي سميت القاعدة على اسمه، نقلاً عن موقع هيئة الإذاعة النمساوية "أو آر إف".
رغم ذلك، فالكثير من الأسئلة لا تزال عالقة ومن بينها: ما هي الدلالة الحقيقية لخطوط اللوح؟ ولأي هدف قام البابليون بذلك المجهود لكتابة اللوح على أساس رياضي؟ وماهي دلالة الأعمدة الأخرى؟
وجد الباحثون صعوبات في حل لغز اللوح، أبرزها نظام الحساب الذي كان البابليون يتبعونه. فبعكس ما هو عليه الحال اليوم، لم يكن البابليون يتبعون النظام العشري في الحساب، وهو يعتمد على الأصابع وعملي، بحسب "أو أر إف".
وبدلاً منه، استخدم البابليون النظام الستيني. ورغم أنه يبدو معقداً، إلا أنه ليس كذلك بالفعل ولا نزال نستخدمه إلى يومنا هذا في حساب الوقت، مثلاً. واكتشف الباحثون أن "بليمبتون 322" يصف أشكال المثلثات ذات الزاوية اليمنى باستخدام نوع جديد من حساب المثلثات على أساس النسب وليس الزوايا والدوائر. ويضيف الباحثون أن اللوح يحتوي على أدق وأقدم الجداول المثلثية.
ع.ع/ ي.أ
بلاد الرافدين : من هنا بدأ التاريخ
بلاد الرافدين هي تلك الأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات في الشرق الأوسط، هي مهد حضارات العالم، التي انطلقت وازدهرت فيها أهم العلوم. ما زالت العديد من اكتشافات تلك المنطقة تعيش معنا، رغم جهلنا غالباً بأصولها.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Scholz
المدن الأولى
أُنشئت أولى المدن البشرية على ضفاف نهري دجلة والفرات قبل 6000 عام. وعلى مدى ثلاثة آلاف سنة، تطورت حضارة الرافدين لتصبح شبكة من المدن الحضرية، أدت في نهاية المطاف لظهور مراكز مدنية حضرية حقيقية مثل بابل، ونينوى التي أعيد بناؤها.
صورة من: Imago/UIG
الإمبراطورية الأولى
كانت حضارة بلاد الرافدين تمثل المناطق التي تشغلها في الوقت الحالي سوريا والعراق، ومقسمة إلى الإمبراطورية الآشورية في الشمال، والإمبراطورية البابلية في الجنوب. قامت في البداية على عدة دويلات صغيرة، إلا أنها توسعت حوالي 5000 ق.م. توحدوا بعد ذلك ليشكلوا منطقة كبيرة واحدة.
صورة من: DW
الكتابة الأولى
تبدو هذه الصورة للوهلة الأولى كنقش جميل من الخطوط والنجوم، إلا أنها في الواقع مثال عن أقدم نظام كتابة في التاريخ، وهي الكتابة المسمارية التي يرجع تاريخها إلى نحو 6000 عام ق.م، في بدايات حضارة بلاد الرافدين. أدت الكتابة المسمارية إلى تطور الأبجديات الأولى لما يقارب 12 لغة مختلفة.
صورة من: Service presse/Musee du Louvre-Lens
الملوك الأوائل
اعتقد أهل بلاد الرافدين أن ملوكهم يستمدون قوتهم من الألهة فضلاً عن تحملهم مسؤولية توفير الأمن وتصميم المدن وتحقيق العدالة بين الناس مع الشرائع المدونة.
صورة من: Service presse/Musee du Louvre-Lens
الزراعة الأولى
ظهرت الزراعة للمرة الأولى في التاريخ في بلاد الرافدين، ولم يعد يعتمد الناس بعد ذلك على الحيوانات البرية أو ما يتم جمعه من ثمار، بل توجهوا إلى زراعة الحقول وتربية المواشي. علاوة على ذلك، أنشأوا أنظمة الري لتزويد المناطق الجنوبية القاحلة بالمياه. وفي ذلك الوقت أيضاً، بدأت معالجة الحليب لإنتاج مواد غذائية أخرى كالجبن والزبادي.
صورة من: Service presse/Musee du Louvre-Lens
العجلة الأولى
اكتشف وتطور هذا الإختراع الهام في بلاد الرافدين أيضاً. يصور التمثال نجاراً يصنع عجلة. كما ظهرت العديد من الحرف اليدوية كالغزل والنسيج. بالإضافة إلى اكتشاف السيراميك والمعادن وحتى الزجاج.
صورة من: Service presse/Musee du Louvre-Lens
الهرميات الإلهية
بعيون مصنوعة من اللازورد يتصدر تمثال ابي-ايل معرض اللوفر-لينس، والذي يمثل أحد حكام الجيش السوريين من القرن الـ25 ق.م. آنذاك، كان الدين يشكل القوة المسيطرة في بلاد الرافدين. ويُعتبر العالم البشري كاستنساخ للعالم الإلهي. إذ كانت الآلهة تخدم بعضها تبعاً للتسلسل الهرمي، أما الإنسان الذي يحتل الترتيب الأخير، فيتوجب عليه الطاعة والعمل الجاد.
صورة من: Service presse/Musee du Louvre-Lens
النهاية
شهدت بلاد الرافدين نهايتها عند مجيء ألكسندر الكبير في عام 331 ق.م. حيث نشر الثقافة الإغريقية في المنطقة، وضاعت تقاليد بلاد الرافدين ونظم حياتهم إلى أن كُشف عنها عبر حملات التنقيب بعد 6000 عام. (ستعرض هذه الحقبة في معرض اللوفر-لينس في الـ23 من شهر كانون الثاني/ يناير). ليا ألبرشت/ ريم ضوا.