اكتشف علماء انفجارا كونيا وصف بأنه الأكبر على الإطلاق، لأنه أطلق في غضون ثلاث سنوات كمية طاقة حجمها يفوق حجم نظامنا الشمسي بمئة مرة. الحدث وقع منذ حوالي ثمانية مليارات سنة، لكن كيف يفسر علماء الفلك هذا الاكتشاف؟
إعلان
أعلن علماء فلك اليوم الجمعة (12 أيار/مايو 2023) عن اكتشاف "أكبر" انفجار كوني تم تسجيله على الإطلاق، وهو عبارة عن كرة من الطاقة حجمها يفوق حجم نظامنا الشمسي بمئة مرة واشتعلت بصورة مفاجئة قبل ثلاث سنوات.
منذ حوالي ثمانية مليارات سنة، سقطت سحابة كبيرة من الهيدروجين في ثقب أسود فائق الكتلة - مما أدى إلى الانفجار الأكثر نشاطًا الذي لاحظه علماء الفلك على الإطلاق. كان انفجار الإشعاع أقوى بعشر مرات من أي مستعر أعظم (سوبرنوفا) معروف واستمر أكثر من ثلاث سنوات، كما كتب العلماء بقيادة فيليب وايزمان من جامعة ساوثهامبتون البريطانية في "دورية الجمعية الفلكية الملكية"، حسب موقع شبيغل الألماني.
رغم أنّ العلماء لديهم تفسير جديد لشرح سبب هذه الظاهرة، يشددون على ضرورة مواصلة الأبحاث للتوصل إلى تفاصيل أوضح.
الطاقة ناتجة عن انفجار أشعة غاما
وهذه الظاهرة التي اُطلقت عليها تسمية "ايه تي 2021 ال دبليو اكس" (AT2021lwx) ليست الأكثر سطوعاً على الإطلاق. وتعود إلى انفجار أشعة غاما (انفجار هائل للطاقة خلال سقوط نجم) "جي آر بي 221009 ايه" (GRB221009A) التي تم اكتشافها في تشرين الاول/أكتوبر 2022 واعتُقد أنها أكثر "الأكثر سطوعاً على الإطلاق".
إلا أنّ هذا الانفجار الكوني الذي ذُكر في مجلة "مَنثلي نوتيسس" الشهرية التابعة للجمعية الملكية الفلكية البريطانية يمكن وصفه بأنه "الأكبر"، لأنه أطلق في غضون ثلاث سنوات كمية طاقة غير محدودة تفوق ما ينجم عن انفجار أشعة غاما، بحسب معد الدراسة الرئيسي فيليب وايزمان، وهو عالم فيزياء فلكية في جامعة ساوثهامبتن البريطانية. وقال وايزمان في حديث إلى وكالة فرانس برس إنّ "ايه تي 2021 ال دبليو اكس" هو نتيجة "اكتشاف غير مقصود".
درب التبانة والثقب السوداء
02:09
ورُصد الانفجار الكوني في العام 2020 من خلال المرصد الأميركي "زويكي ترانسيينت فاسيليتي" في كاليفورنيا. إلا أنّ رصد "ايه تي 2021 ال دبليو اكس" بقي غير مستخدم في قاعدة بيانات" المرصد، بحسب وايزمان، قبل أن يلاحظه العلماء في العام التالي. وأدّت مراقبة مباشرة للظاهرة إلى تبديل الوضع، فيما أثبت تحليل للضوء أنّه استغرق ثمانية مليارات سنة للوصول إلى التلسكوب.
ولا يزال علماء الفلك يطرحون تساؤلات عن سبب هذه الظاهرة. إذ قد تكون عبارة عن مستعر أعظم، أي انفجار هائل لنجم في نهاية حياته. لكنّ السطوع الناجم عن "ايه تي 2021 ال دبليو اكس" أكبر بعشر مرات مما ينتج عن المستعر الأعظم.
ويتمثل الاحتمال الثاني في أن يكون هذا الانفجار عبارة عن ظاهرة فلكية تتمثل في تمزق نجم بعد اقترابه بصورة كبيرة من ثقب أسود فائق الكتلة، لكنّ سطوع "ايه تي 2021 ال دبليو اكس" هو أكثر بثلاث مرات لإثبات سيناريو مماثل.
والسطوع الذي تم قياسه ليس مماثلاً سوى لسطوع النجوم الزائفة، فهذه المجرات تأوي ثقباً أسود فائقاً يلتصق بالمادة عن طريق إصدار كمية هائلة من الضوء. لكن الضوء المنبعث من النجوم الزائفة لامع، بينما في "ايه تي 2021 ال دبليو اكس" تفاقم الضوء فجأةً قبل ثلاث سنوات. ويقول وايزمان "لم نلاحظ ظاهرة مماثلة مطلقاً (...). يبدو أنها تأتي من عدم".
ولفريقه فكرة وردت في الدراسة، تتمثل في أن سحابة ضخمة من الغاز، بحجم مماثل لـ5 آلاف شمس، يلتهمها ثقب أسود هائل. ونظراً لأنّ مبدأ العلم هو أنه "لا توجد نظريات مؤكدة"، يعمل الفريق على عمليات محاكاة جديدة من خلال استخدام مجموعة من البيانات، بهدف اختبار "المعقولية الحتمية" لنظريته.
لكنّ المشكلة تكمن في الثقوب السوداء الهائلة التي يُفترض أن تكون في وسط المجرات، وفي أنّ حجم "ايه تي 2021 ال دبليو اكس" ينبغي أن يكون مماثلاً لحجم مجرة درب التبانة.
ولم يتوصل أحد حتى اليوم إلى اكتشاف مجرة في محيط الظاهرة المرصودة. ويقول وايزمان "إنه لغز فعلي". ويتعيّن تالياً إجراء أبحاث في الفضاء وفي قواعد بيانات ما تمّ رصده، ويُحتمل أن تساعد ظواهر مماثلة على توفير تفسيرات واضحة لـ"ايه تي 2021 ال دبليو اكس".
ز.أ.ب/ (أ ف ب)
بالصور.. كواكب شبيهة بالأرض تسبح في الكون الفسيح
اكتشف علماء الفلك كوكبا جديدا يشبه الأرض يدور حول النجم الأقرب إلى النظام الشمسي الذي يُعرف باسم "بروكسيما سنتوري". في جولة بالصور نرصد أبرز الاكتشافات السماوية بفضل تلسكوبات موجودة على الأرض أو في الفضاء.
صورة من: picture-alliance/dpa/ Nasa/Jpl-Caltech/T. Pyle
كوكب آخر شبيه بالأرض
اكتشف المرصد الأوروبي الجنوبي كوكبا ثالثا يشبه الأرض يدور حول النجم الأقرب إلى النظام الشمسي للأرض يُعرف باسم "بروكسيما سنتوري" ويبعد عن نظامنا الشمسي بأربع سنوات ضوئية. وأرجع العلماء كونه شبيها بالأرض لتوافر ظروف قد تجعل الحياة ممكنة نظريا مثل درجة الحرارة والجاذبية على سطحه والغلاف الجوي مع إمكانية وجود مياه.
صورة من: L. Calçada/ESO
التلسكوب العظيم يكتشف "بروكسيما دي"
اكتشف علماء الفلك الكوكب "بروكسيما دي" بفضل التلسكوب العظيم التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في صحراء تشيلي. يعد الكوكب المكتشف حديثا الأخف وزنا من بين ثلاثة كواكب تدور حول أقرب نجم إلى نظامنا الشمسي. وكان علماء المرصد الأوروبي قد اكتشفوا الكوكب "بروكسيما بي" الأكبر من بين الكواكب الثلاثة باستخدام أداة البحث عن الكواكب عالية الدقة (هاربس).
صورة من: ESO/G. Lombardi
مركبة الفضاء " كبلر" بها تلسكوب لصيد الكواكب
لم يقتصر اكتشاف الكواكب الشبيهة بالأرض على استخدام التلسكوبات الموجودة على الأرض، بل ساهم في الأمر تلسكوبات تتجول في الفضاء. فعلى سبيل المثال، تبحث مركبة الفضاء "كبلر" عن كواكب شبيهة بالأرض منذ عام 2009. ولتكون الكواكب شبيه بالأرض يشترط أن تتوافر عليها صخور أو معادن وسطح صلب على عكس عمالقة الغاز في مجموعتنا الشمسية مثل المشتري أو زحل.
صورة من: NASA Ames/JPL-Caltech/T Pyle
مسافة بعيدة جدا
يقع الكوكب "كبلر 186 إف" خارج المجموعة الشمسية على بعد 500 سنة ضوئية من الأرض ويدور حول نجمه الأحمر "كبلر 186". وهذه الشمس الصغيرة تمتلك قرابة 4٪ فقط من طاقة الشمس في مجموعتنا الشمسية. ويدور هذا الكوكب حول نجمه في مسافة معايرة بشكل تام، لذا فإن الماء على سطحه لا يتجمد أو يتبخر وهو ما يعد شرطا مسبقا لافتراض الحياة على سطحه، لكن لم يحسم حتى الآن ما إذا كان يوجد على سطحه مياه أم لا.
صورة من: picture-alliance/dpa/ Nasa/Jpl-Caltech/T. Pyle
مجرد رسومات وليست صورا دقيقة
لا توجد أي صور دقيقة للكواكب خارج مجموعتنا الشمسية حولنا إذ يقتصر الأمر على صور وما يُطلق عليه "تمثيلات فنية" مثل صورة الكوكب "كبلر 186 إف" فيما لا توجد صورة حتى الآن لكوكب آخر اكتشف مؤخرا هو "كبلر 438 بي" الذي يدور حول نجم شبيه بالشمس على بعد حوالي 470 سنة ضوئية من الأرض والذي اكتشفته ناسا عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa
كواكب تغطيها محيطات
تظهر هذه الصورة الكوكب "كبلر 62 إي" محاطا بمحيط. يتفق العلماء على أن الكواكب الشبيهة بالأرض خارج نظامنا الشمسي تضم على الأرجح محيطات كبيرة. يتواجد هذا الكوكب في القيثارة أو الكوكبة "ليرا" التي تبعد 1200 سنة ضوئية من الأرض.
صورة من: NASA Ames/JPL-Caltech
إخوة "كبلر 62 إي"
الكوكب "كبلر 62 إي" ليس وحيدا فلديه إخوة مثل الكوكب "كبلر 62 إف" الذي يبلغ قطره أكثر من قطر الأرض بـ 1.4 مرة ويقع في نظامه الشمسي بعيدا قليلا عن شقيقه الأكبر "كبلر 62 إي" الذي يبلغ حجمه أكثر من حجم الأرض بـ 1.61 مرة. ويعتقد العلماء أن كلاهما يصلح للحياة لاحتمال وجود صخور ومياه.
صورة من: NASA Ames/JPL-Caltech
كوكب يدور حول شمسين
رغم أن الكوكب "كبلر 16 بي" يتواجد في أطراف منطقة قد تكون صالحة للسكن، إلا أنه لا يمكن وجود حياة عليه نظرا لأنه يدور حول شمسين صباحا ومساء ما يجعل سكانه قادرين على مشاهدة شروقتين وغروبين، لذا يرجح العلماء أن يكون هذا الكوكب غازيا ما يجعل الحياة على سطحه مستحيلة للكائنات التي تحتاج إلى تنفس الهواء النقي.
صورة من: imago/UPI Photo
مرصد هابل الفضائي يكتشف المزيد
تتواجد "أعمدة الخلق" في سديم النسر والتي تعرف أيضا باسم "مسييه 16" وتقع على بعد حوالي 7000 سنة ضوئية وتم التقاطها بواسطة تلسكوب هابل الفضائي المشترك بين وكالة الفضاء الأوروبية وناسا فيما يعتقد أنها تحتوى على مجموعة من النجوم الناشئة والساطعة بما في ذلك أنظمة شمسية.
صورة من: NASA, ESA/Hubble and the Hubble Heritage Team
الأنوار المضيئة
تظهر هذه الصورة ضبابا كثيرا لكن أيضا تظهر ألوانا إذ أن الإشعاع الذي تبعثه النجوم الساطعة يخترق الغبار والغاز في الأعمدة. ساعدت الصور التي التقطها التلسكوب هابل الباحثين في مراقبة التغيرات في التكوين على مدى فترات زمنية طويلة.
صورة من: NASA, ESA/Hubble and the Hubble Heritage Team
مولد نجم
تحتوى مجرة NGC 4102 على ميزة يُطلق عليها نواة منطقة خط انبعاث نووي منخفض التأين أو "لاينر"، ما يعني أنها تصدر إشعاعات أيونية مثل ما يقرب من ثلث كافة المجرات. أما في الوسط، فتوجد منطقة انفجار الشمس حيث تولد النجوم الناشئة، فيما يبلغ قطرها حوالي 1000 سنة ضوئية. وفشل العلماء في فهم العمليات الدقيقة التي تحدث في منطقة الانفجار.
صورة من: ESA/Hubble, NASA and S. Smartt (Queen's University Belfast)
مجموعة أو كوكبة هرقل
تقع مجموعة النجوم هذه في الجزء الشمالي من مجموعة أو كوكبة هرقل وتسمى "ميسييه 92". وفي الليالى المظلمة يمكن رؤية كوكبة هرقل من الأرض خاصة إذا كانت السماء صافية. وتضم قرابة 330 ألف نجم يتكون معظمها من الهيدروجين والهيليوم. أما العناصر الأثقل مثل المعادن فهي شئ نادر.
صورة من: ESA/Hubble & NASA/Gilles Chapdelaine
أفضل لقطة لمجرة أندروميدا
يبلغ حجم الصورة الأصلية من هذه الصورة لمجرة أندروميدا 1.5 مليار بكسل. وتعد هذه الصورة الأكثر تفصيلا التي تم التقاطها حتى الآن لتلك المجرة التي تضم 100 مليون نجم وآلاف العناقيد والمجموعات النجمية. ولمشاهدتها بكل جمالها ، يحتاج المرء إلى 600 شاشة تلفزيون عالية الدقة. ويفصل بين بداية ونهاية الصورة 40000 سنة ضوئية. إعداد: فابيان شميت / م. ع/ص.ش
صورة من: NASA, ESA, J. Dalcanton (University of Washington, USA), B. F. Williams (University of Washington, USA), L. C. Johnson (University of Washington, USA), the PHAT team, and R. Gendler