1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اكتشاف الجين المسئول عن إيقاع النوم

يساعد الإيقاع البيولوجي جميع الكائنات الحية على التكيف مع التغيرات الدورية في الظروف البيئية التي تعيش فيها. العلماء المختصون بدراسة الأسرار المتعلقة بعملية النوم نجحوا في الكشف عن الجين المسئول عن تنظيم إيقاع النوم.

نم جيداً ياعزيزي بيكسي

للإنسان دورة يومية منتظمة تبدأ وتنتهي مع تعاقب الليل والنهار، فنهار اليوم مخصص للعمل، وظلام الليل للراحة والسكون. وهذا يتوافق تمامًا مع الإيقاع البيولوجي (الساعة البيولوجية للفرد) الذي يضبط عمل الجسم ويمٌكنه من الحصول على راحة جسده الضرورية. ولتوضيح تأثير النوم ودوره في الحفاظ على صحة الجسد وقدرته على العمل المنتج يكفي لفت الانتباه إلى أن منع المعتقلين من الحصول على حقهم من النوم كان، وما زال، نوعاً بشعاً من وسائل التعذيب التي تحد من قدرة الإنسان على التعاطي الصحيح والمسئول مع متطلبات الحدث، ولهذا السبب حرمتها معاهده جنيف لحقوق الإنسان.

النوم ضرورة حيوية

صورة من: BilderBox

ينام الإنسان في العادة 7 أو 8 ساعات يومياً وعلى هذا النحو فهو يقضي ثلث حياته في سرير النوم. ولكن، وعلى الرغم من هذه البيانات الإحصائية، إلا أن حاجة الإنسان للنوم تبقى متباينة من فرد لآخر. فعلى سبيل المثال اكتفى شاعر ألمانيا الأكبر غوته ونابليون بونابرت بأربع ساعات من النوم كل يوم. وعلى الرغم من اختلاف الإيقاعات البيولوجية التي يعمل بعضها على تزامن عمل بعض وظائف الجسم مع التغيرات اليومية في الضوء والظلام مثل دورة النوم والاستيقاظ، والانتباه أو التركيز الذهني أثناء النهار، والتقلب بين مراحل النوم المختلفة في الليل، إلا أن النوم يبقي ضرورة حيوية للجسد تساعده على التخلص من فضلات عمليات الهدم وتعطيه لكل عضلات وأعضاء الجسم فرصة الاسترخاء. كما أن المؤثرات الخارجية مثل الضوء تعمل على إعادة تكيف الساعة البيولوجية مع الدورة البيئية السائدة، وذلك عن طريق التغير الكمي والنوعي في الجينات التي تتحكم في ضبط الساعة البيولوجية.

اكتشاف جين إيقاع النوم

لاحظ باحثو "طب النوم" أن هناك أنواع من الحشرات لا تحتاج إلى كمية نوم كبيرة مثلها مثل الإنسان. ومن أجل إماطة اللثام عن أسرار هذه الظاهرة الفريدة من نوعها قاموا بفحص التركيب الجيني (الخريطة الجينية) لـ9000 ذبابة فصيلة "دروسوفيلا ميلانغوستر" التي تتميز بأنها تحمل صفات جينية مختلفة. وعن طريق هذه الدراسة الواسعة توصلوا إلى وجود نوع من الذباب ذو تركيب جيني خاص يعطيه القدرة على الاكتفاء بثلث كمية النوم المعتادة عند الحشرات الأخرى.

صورة من: AP

والجدير بالذكر في هذا السياق أنه تم اكتشاف أول جين من جينات الساعة البيولوجية في "ذبابة الفاكهة" في عام 1971، بينما نجح العلماء في اكتشاف جينات ساعية في الثدييات في عام 1997 حينما تم اكتشاف أول هذه الجينات في الفئران وبعد ذلك توالت الاكتشافات واليوم نعرف الكثير عن الساعة البيولوجية في "ذبابة الفاكهة". وفي ضوء هذه النتائج يقترح الكثير من العلماء إمكانية استخدام العلاج الضوئي لدى الأطفال فاقدي البصر عند عدم رغبة الآباء إعطائهم أدوية معينة مثل هرمون الميلاتونين الذي ينظم عملية النوم فسيولوجياً. وهذه الدراسات قد تفسر السبب أيضاً فى عدم معاناة فاقدي البصر في بلاد الشرق المشمسة من مشاكل النوم وأمراضه، مقارنة بأولئك الذين يقطنون المناطق الشمالية الباردة.

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW