اكتشاف جديد.."وجود الإنسان في أوروبا أقدم مما يُعتقد"
١٢ مايو ٢٠٢٠
تشير أحفوريات اكتشفها العلماء حديثاً في بلغاريا إلى أن وصول "الإنسان العاقل" (هوموسابينس) إلى أوروبا كان أبكر مما كان يُعتقد سابقاً. فما الجديد الذي توصل إليه العلماء؟
إعلان
وجد العلماء عظاماً في كهف بلغاري تشير إلى أن "الإنسان العاقل" (هوموسابينس) ربما وصل إلى أوروبا قبل آلاف السنين مما كان يعتقد سابقًا، في وقت كانت فيه المنطقة موطنًا للإنسان البدائي "نياندرتال" لفترة طويلة.
وتم العثور على خمس أحفوريات وأربع قطع عظمية وأسنان في كهف باتشو كيرو البلغاري، وفقاً لدراستين نُشرتا يوم الاثنين (11 أيار/مايو). وتُظهر الاختبارات التفصيلية للكربون المشع والحمض النووي أن العظام تنتمي تشريحياً لأربعة من نوع "الإنسان العاقل"، ويعود أقدمها إلى حوالي 46000 سنة.
كما تم العثور على مجموعة من القطع الأثرية، التي يعتقد أنها من صنع البشر. وتشمل هذه الآثار المعلقات المصنوعة من أسنان الدببة الكهفية، التي يبلغ عمرها حوالي 47000 سنة. وتشبه هذه المعلقات تلك التي صنعها "نياندرتال" في أوروبا الغربية في وقت لاحق، مما يشير إلى أنهم اعتمدوا جوانب الثقافة البشرية في ذلك الوقت.
ويعتقد الباحثون أن جنسنا البشري جاء من أفريقيا. كانت أوروبا آنذاك معقلًا للإنسان البدائي "نياندرتال" الذي سكن القارة منذ آلاف السنين.
يقول جان-جاك هوبلين، المؤلف الرئيسي لإحدى الدراستين، ومدير قسم التطور البشري في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ألمانيا، إن الإنسان العاقل و"نياندرتال" تشاركوا القارة لمدة 7000 عام تقريباً. الجدل حول نياندرتال
من جانبها تقول عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة نيويورك والمشاركة في الدراسة، شارا بيلي: "إن دليل الحمض النووي الآن يضمن أن النياندرتال وهوموسابينس (الإنسان العاقل) تفاعلوا عندما اتصلوا ببعضهم البعض. وفي بعض الأماكن ربما تكون هذه التفاعلات "ودية"، بسبب عدم وجود كلمة أفضل".
إن سبب انقراض الإنسان البدائي "نياندرتال" محل جدل كبير. أحد الاحتمالات هو أن جنسنا قد قضى عليه بعد آلاف السنين من التفاعل، بما في ذلك التزاوج الذي ترك علامة لا تمحى على الجينوم البشري.
يقول هوبلين: "من وجهة نظري، اختفى إنسان نياندرتال من أوروبا بسبب التنافس مع جنسنا البشري. لكن هذا لم يحدث بين عشية وضحاها".
م.ع.ح
مليونا عام من الهجرة في معرض
يبدو أن الهجرة واللجوء مسألة تاريخية، إذ يظهرمعرض يقام في متحف نياندرتال في بلدة متمان غرب ألمانيا، أن الإنسان على مدى الزمن كان دائم التنقل والهجرة. ويقدم المعرض معلومات هامة بطريقة ممتعة تجذب الانتباه.
صورة من: Neanderthal Museum Mettmann
وجهٌ مقسم إلى ثلاثة أجزاء مختلفة تُظهر ثلاثة ألوان بشرة مختلفة. بهذا المنشور تمكن متحف نياندرتال من جذب انتباه الزوار إلى المعرض الحالي الذي يتمحور حول الهجرة، حيث سيسلط الضوء على معلومات هامة جداً. هل تعلم بأن تطور البشرة البيضاء يعود إلى حوالي 4500 عام فقط؟
صورة من: Neanderthal Museum Mettmann
افتتح المعرض مع المشروع الجاري "إنساني" للفنانة البرازيلية أنغليكا داس، التي تصور أشخاصا من بشرات متنوعة. اختارت لكل صورة خلفية بلون يناسب بشرة الشخص المتطوع في الصورة. وبذلك أنشأت داس "فسيفساء عالمي". ويظهر المشروع بوضوح أن هناك ألوان بشرة مختلفة، إذ لا يقتصر لون البشرة على الأبيض أو الأسود.
صورة من: Neanderthal Museum
يستخدم المعرض تكنولوجيا الوسائط المتعددة الحديثة. وإلى جانب الحقائب التي عفا عليها الزمن، يوجد محطات صوتية وأشرطة فيديو تزود الزائر بمعلومات عن أنماط الهجرة التي قام بها أسلافه. كما تعرض شاشات اللمس طرق الهجرة على خريطة العالم.
صورة من: Neanderthal Museum
وعندما هاجر المزارعون من الشرق الأوسط إلى وسط أوروبا منذ ما يقارب 7500 سنة، واجهوا السكان المحليين- الصيادين وجامعي الأغلال. واختلطت كلتا المجموعتين ثقافيا ووراثياً، مما أدى إلى انتشار زراعة الأراضي وتربية الماشية، وبناء المنازل، وأعمال المعادن في أوروبا في وقت لاحق.
صورة من: Neanderthal Museum
من ومتى ذهبوا إلى أين؟ هذه المكعبات المعرفية المتحركة، تقدم إجابات عن العديد من الأسئلة التي تتعلق بهجرة أجدادنا. إذ كانت التغييرات المناخية ونقص الغذاء ترغم الناس على البحث عن بلاد جديدة يعيشون فيها.
صورة من: Neanderthal Museum
هنا تجد بعض المهاجرين واللاجئين في مقابلات فيديو مسجلة يتحدثون عن تجاربهم الخاصة. لماذا جاؤوا إلى ألمانيا؟ لماذا غادروا بلادهم؟ كيف كان استقبالهم؟ وما هي تجارب الأطفال والأجداد الذين قدموا إلى هنا قبل عدة أجيال؟
صورة من: Neanderthal Museum
بذل المنظمون مجهوداً كبيراً للوصول إلى الأطفال عبر عرض قضية الهجرة بطريقة محببة عند الأطفال. وأشار فيغنر، مدير المتحف لـ DW " يلعب الأطفال في رياض الأطفال والمدارس دوراً هاماً في عملية الاندماج على الصعيد اليومي في مجتمعنا". إعداد: آنيا لاميش/ ريم ضوا.