اكتشاف جديد يتحدى المعتقدات القديمة حول الأهرامات المصرية
سدوس الجهمي
١٩ أغسطس ٢٠٢٥
دراسة حديثة تكشف أن الأهرامات المصرية احتضنت مدافن لعمال وحرفيين من الطبقات الدنيا إلى جانب النخبة، في اكتشاف يغيّر الرواية التقليدية عن المجتمع المصري القديم.
اكتشاف جديد يتحدى المعتقدات القديمة حول الأهرامات المصريةصورة من: KHALED DESOUKI/AFP/Getty Images
إعلان
لطالما اعتُبرتالأهرامات المصريةالعظيمة رمزًا للسلطة والهيبة، حيث ساد الاعتقاد بأن هذه الصروح شُيّدت لتكون المدافن الحصرية للفراعنةوكبار النخبة السياسية والاجتماعية في مصرالقديمة. غير أن دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم الآثار الأنثروبولوجي Journal of Anthropological Archaeology كشفت عن حقائق مغايرة قد تعيد كتابة التاريخ، بعد أن توصّل فريق من علماء الآثار الهولنديين والأميركيين إلى أدلة تشير إلى أن هذه المقابر لم تكن مخصصة للملوك والنبلاء فقط، بل شملت أيضًا أفرادًا من الطبقات الدنيا الذين كرّسوا حياتهم للعمل الشاق.
ووفقًا لما أعلنه الباحثون، فقد عُثر داخل بعض الهياكل الهرمية على هياكل عظمية تحمل علامات واضحة للإجهاد البدني، مثل تآكل مناطق ارتباط العضلات والأوتار بالعظام، وهي مؤشرات تدل على أن أصحابها مارسوا أعمالًا يدوية شاقة على مدى حياتهم. هذه النتائج دفعت العلماء إلى الاعتقاد بأن المدفونين لم يكونوا جميعًا من علية القوم، بل شملوا عمّالًا وحرفيين خدموا المجتمع وربما ساهموا في تشييد هذه الصروح.
وقال فريق البحث في تقريره: "إن مقابر الأهرامات، والتي كان يُعتقد أنها مثوى خاص للنخبة، قد احتضنت أيضًا أشخاصًا من طبقات متواضعة، ممن مارسوا أعمالًا مضنية في خدمة الدولة والمجتمع." وأضافوا أن هذا الاكتشاف يتحدى إحدى أقدم الفرضيات الراسخة في علم المصريات.
من خلال تحليل العظام، توصّل الباحثون إلى وجود فوارق بين من عاشوا حياة يسودها النشاط البدني الشديد ومن عاشوا في ظروف أقل مشقة. المدهش في الأمر أن بعض هؤلاء الكادحين وُجدوا مدفونين جنبًا إلى جنب مع أشخاص من ذوي المناصب الرفيعة، ما يشير إلى أن المجتمع لم يكن مقسمًا بشكل صارم كما كان يُعتقد سابقًا.
ويؤكد الباحثون أنهم لا يزعمون أن العمال البسطاء كانوا وراء بناء الأهرامات بقدراتهم الذاتية، بل إن المشروع كان بتمويل ورعاية من شخصيات رفيعة المستوى مثل القادة والنبلاء. غير أن وجود هؤلاء العاملين إلى جانبهم في المدافن يوحي بأن العلاقات الاجتماعية قد تكون اتسمت بدرجة من التوازن والاعتراف بجهود الطبقات الدنيا.
إعلان
مجتمع "تومبوس": نموذج للتعايش؟
ويوضح التقرير أن الهياكل العظمية التي خضعت للدراسة وُجدت في منطقة كانت تُعرف قديمًا باسم "تومبوس" (Tombos)، وهي مستوطنة يُعتقد أنها اتسمت بالسلام النسبي وربما تبنّت بعض القيم المساواتية. ورغم أن العلماء لا يستطيعون الجزم بالسبب الذي دفع النبلاء لدفن العمال إلى جوارهم، إلا أن الاحتمال الأرجح هو أن طريقة الحياة في تلك المنطقة كانت أكثر انفتاحًا وتقديرًا لمختلف شرائح المجتمع مقارنة بما كان شائعًا في مناطق أخرى من مصر القديمة.
ويقول الباحثون: "إذا كان هؤلاء الأفراد من ذوي المكانة المتواضعة فعلًا، فإن ذلك يغيّر الرواية التقليدية التي حصرت المدافن الضخمة في النخبة فقط."
اكتشاف علمي: أصل البشرية من المغرب!
01:19
This browser does not support the video element.
إعادة كتابة التاريخ
إن هذه الاكتشافاتالحديثة لا تعني فقط إعادة النظر في الغاية من بناء الأهرامات، بل تفتح بابًا لفهم أعمق حول طبيعة المجتمع المصري القديم، بما في ذلك العلاقة بين الطبقات الاجتماعية المختلفة. فبينما اعتقد المؤرخون لعقود أن الأهرامات تجسّد الفجوة بين الحاكم والمحكوم، ربما تكشف هذه الدراسة أن الواقع كان أكثر تعقيدًا، وأن المصريين القدماء قد مارسوا أشكالًا من التقدير والاحترام المتبادل بين الفئات، ولو في حدود معينة.
ويخلص الخبراء إلى أن هذا البحث يشكل خطوة مهمة نحو إعادة تقييم الصورة النمطية عن الحضارة المصرية، ويطرح تساؤلات جديدة حول طبيعة السلطة، والعدالة الاجتماعية، ودور العمال الذين ساهموا في بناء واحدة من أعظم عجائب العالم القديم.
عشرة أسباب تدعوك لزيارة مصر ومعالمها الأثرية
في مثل هذا اليوم قبل 100 عام اكتشف عالم الآثار البريطاني برايت هاوارد قبر الفرعون توت عنخ أمون. وبمناسبة هذه الذكرى نلقي في هذه الجولة المصورة نظرة على أبرز معالم مصرالأثرية الرائعة على طول وادي نهر النيل.
صورة من: Givaga/Zoonar/picture alliance
قبر الفرعون توت عنخ أمون
قبل 100 عام وبالتحديد في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1922 اكتشف عالم الآثار البريطاني هاوارد كارتر قبر توت عنخ أمون بالقرب من مدينة الأقصر المصرية. وظل هذا القبر بخلاف الكثير من المقابر مغلقا وهو يضم العديد من الكنوز. ومومياء الفرعون وجدها كارتر في تابوت ذهبي.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
وادي الملوك
بالقرب من الأقصر توجد العديد من مقابر ملوك سلالة الفراعنة الـ 18 والـ 20 في مصر القديمة. وبالدخول إلى وادي الملوك تكون زيارة ثلاث مقابر فقط متاحة، ولزيارة المقابر الأخرى يجب شراء بطاقة إضافية.
صورة من: Givaga/Zoonar/picture alliance
أهرامات الجيزة وأبو الهول
توجد في مصر سبعة مواقع أثرية مدرجة على لائحة التراث العاليم لليونسكو، بينها أشهر الآثار التاريخية المتمثلة في أهرامات الجيزة، وهي تعد من المعجزات السبع العالمية، وتم تشييدها بين عامي 2620 و 2500 قبل الميلاد من قبل نحو 10 آلاف عامل. وهي تبعد نحو ثمانية كيلومترات عن القاهرة ويتقدمها أبو الهول الذي تُنسج حوله الكثير من الأساطير.
صورة من: AlexAnton/Zoonar/picture alliance
جبل سيناء
جبل سيناء هو من أهم المزارات في العالم ويعتبر في الكثير من المعتقدات موقعا مقدسا. وحسب الإنجيل فإن الله تكلم مع النبي إبراهيم وعرض الوصايا العشر على موسى في هذا الموقع. ويبلغ علو الجبل 2285 مترا. والصعود إليه يتطلب مشقة كبيرة، إلا أن نظرة من فوقه تنسيك المتاعب. وحسب موقع الشمس تبدو الصخور وكأنها تغير ألوانها.
صورة من: Marcelo Rabelo/Zoonar/picture alliance
دير القديسة كاترين
على سفح جبل سيناء يقع دير القديسة كاترين، أحد المعابد القديمة في العالم. وتم تشييده في القرن السادس كحصن ويعتبر إرثا ثقافيا عالميا. واليوم يعيش داخله قساوسة من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، ولذلك لا يمكن زيارة جميع أنحاء الدير.
صورة من: XYZ PICTURES/image/BROKER/picture alliance
هرم جوسر
هرم جوسر والمعروف بالهرم المتدرج، هو أقدم هرم مصري ـ وتم تشييده حوالي عام 2650 قبل الميلاد. وهوالهرم الوحيد الذي لا يتوفر على سطح مربع. ومع هذا الهرم انطلقت الفترة الأولى لبناء أهرامات مصر. وهو من أهم الصروح العمرانية ويعد منذ 1979 موقعا تراثيا عالميا.
صورة من: XYZ PICTURES/ imageBROKER/picture alliance
معبد أبو سمبل
معبد أبو سمبل أيضا مدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي. ويعتقد أن الفرعون رمسيس الثاني أمر ببنائه في القرن الـ 13 قبل الميلاد. والمعبد يعد حلقة وصل بين السماء والأرض. ونقترح هي أن يتم التوجه إلى المعبد على متن سفينة في بحيرة ناصر والنظر إليه زاوية جديدة.
صورة من: Bildagentur-online/Celeste/picture alliance
المتحف المصري في القاهرة
تم تأسيس أكبر متحف للفنون المصرية القديمة في عام 1835، ويعرض في أكثر من 100 قاعة أكثر من 150 ألف تحفة بينها تماثيل وموميوات. ومن المقرر أن يحل في 2022 المتحف المصري الكبير في الجيزة مكان هذا المتحف. وستضم البناية الحديثة تحفا قديمة بينها كنوز من قبر توت عنخ أمون.
صورة من: Marcel Ibold/picture alliance
أجمل محمية طبيعية
بالقرب من شرم الشيخ في الجهة الجنوبية لشبه جزيرة سيناء على البحر الأحمر، تقع إحدى أجمل المحميات الطبيعية في البلاد، وهي تضم شعابا مرجانية بألوانها الساطعة، وهي جذابةة جدا لهواة الغطس. وفي شرم الشيخ يُنظم هذا العام من الـ 6 إلى 18 من نوفمبر/ تشرين الثاني مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الـ 27 COP.
صورة من: Bildagentur-online/Rossi/picture alliance
البحر الأحمر
بصفة عامة يبقى البحر الأحمر لدى المصطافين ومحبي الرياضات المائية ملاذا محبوبا. وهنا تمتد شواطئ رملية على طول كيلومترات، حيث المياه الصافية الفاتنة والطقس الجميل للاستحمام طوال العام. وعلى طول الشواطئ تقع مدن ساحلية قديمة وقرى صيادين ومنشآت سياحية حديثة. وأشهر موقع سياحي هو مدينة الغردقة بمطاعمها ونواديها وفنادقها وعروضها السياحية الرائعة.
صورة من: Givaga/Zoonar/picture alliance
الأقصر
مدينة الأقصر في جنوبي البلاد تضم أحد أهم الآثار في مصر. حيث مجمع معبد الكرنك الذي يضم معبد موت ومعبد أمون في مجمع معبد الكرنك. والمدينة معروفة كذلك بجولاتها على متن قوارب عبر نهر النيل أو بالمنطاد والتمتع برؤية المدينة الجميلة والمناظر الخلابة من السماء. إعداد: صوفي ديسموند/ م.ز
صورة من: Bildagentur-online/Celeste/picture alliance