اكتشاف خبايا عالم المياه والحماية من الفيضانات في جامعة آخن
٩ سبتمبر ٢٠١٣حسب الأمم المتحدة، يفتقد حوالي 780 مليون شخص في العالم للماء الصالح للشرب. كما يعتبر الصراع على الموارد المائية القليلة سببا رئيسيا للنزاعات في الكثير من المناطق. ونتيجة للتغيرات المناخية تزايدت أيضا حدة الكوارث الطبيعية والتقلبات المناخية.
يُعد الباحث وأستاذ إدارة الموارد المائية في جامعة آخن الألمانية، هيريبرت ناكن، واحد من الخبراء الألمان المميزين في مجال تدبير الثروة المائية، وهومعروف بأسلوبه الواضح والسهل في التدريس.
يقوك ناكن بأبحاث في كيفية استهلاك المياه بطريقة اقتصادية وعادلة ، ويدرس طلبته كيفية بناء السدود وخزانات المياه وكيفية الحفاظ على الأنهار والحماية من الفيضانات.
أسلوب مبسط في شرح طرق تدبير المياه
يقول ناكن"في السابق كنا ننظر إلى موضوع المياه بعيون تقنية. أما الآن فقد تبين لنا بأننا بحاجة إلى مراعاة العوامل البيئية أيضا". ينهج ناكن أسلوبا سهلا وبسيطا في التدريس جعله يحصل على تتويج من منظمة اليونسكو الذي تشرف على تدريس هذه المادة في جامعة آخن.
يرى ناكن بأن التعلم مسألة يجب أن تواكب جميع المراحل العمرية للإنسان، لذلك يقوم بتطوير برامج تعليمية تصلح لجميع الفئات العمرية، يستخدم فيها وسائط إعلامية مختلفة مثل اليوتيوب والرسوم المتحركة. وهو ما يسمح لكل طالب اختيار طريقة التدريس المفضلة لديه. "إذا فضل أحد الطلبة متابعة فيديو على شبكة الإنترنت بدلا من المجيء إلى محاضراتي فهذا أمر مقبول أيضاً".
دروس عملية في الوقاية من الفيضان
وحتى في مرحلة التحضير للامتحانات يطلب ناكن من طلبته عدم الاقتصار على الحفظ وإنما القيام بتدريبات عملية في القاعات المخصصة لهذا الغرض في الجامعة حتى يصبحوا قادرين على شرح المواد التي تعلموها للأخرين بأسلوب بسيط، وبهذا الخصوص يخاطل ناكن طلبته بالقول" يجب أن تكونوا قادرين على التوجه لأجدادكم وجداتكم وتشرحون لهم بأسلوبكم الخاص ماهي دورة المياه وكيف تعمل".
وقد شغلت الفيضانات في ألمانيا حيزا كبيرا من محاضرات الدورة الصيفية، حيث قام مجموعة من الطلبة بسرد تجاربهم التي جمعوها من عين المكان وقدموا أفكارا جديدة بخصوص الحماية من الفيضانات.
وعن ذلك تقول الطالبة بريغيتا بودي" موضوع الحماية من الفيضانات سيصبح يحظى باهتمام كبير في المستقبل وسيتم الاستعانة في كل مناطق العالم بمهندسين مكونين في هذا المجال".
تعلم المزيد عن محطات الطاقة الكهرومائية
تعتبر الصينية فانغوان دونغ واحدة من الطلبة الأجانب الكثيرين الذين يحضرون دروس الأستاذ ناكن. وكما تقول دونغ فإنها قدمت إلى ألمانيا لتتعلم الكثيرعن محطات توليد الطاقة الكهرومائية، خصوصا وأن بلادها الصين أصبحت تنشأ الكثير من محطات المياه لتوليد الطاقة.
وتضيف دونغ بأنها واجهت صعوبات كبيرة في الأشهر الأولى من دراستها في ألمانيا وأن دروس اللغة الألمانية القليلة التي زراتها لم تكن كافية لاستعاب محاضرات الأساتذة " لقد كانوا يتكلمون بسرعة وأنا لم أكن أفهم شيء". كما واجهتها صعوبات جمة في اجتياز الامتحانات لاختلاف طريقة الامتحان مقارنة مع بلدها الأصلي وعن ذلك تقول دونغ" في الصين لدينا الكثير من الوقت والقليل من الواجبات".
لكن وبفضل الأسلوب التعليمي المتنوع الذي ينهجه الأستاذ ناكن فقد تمكنت دونغ من التغلب على جزء كبير من هذه المشاكل.
فرص مهنية كبيرة
يؤكد ناكن أن طلبته يتم تهيئتهم بشكل جيد للامتحانات وتعكس ذلك نسبة الرسوب الضيئلة في جامعة آخن مقارنة مع الجامعات الأخرى. ويقول " نحن نريد تشجيع الإبداع لدى الطلبة حتي يصبحوا قادرين على حل المشاكل الجديدة".
ويملك خريجي شعبة تدبير الموارد المالية آفاقا مهنية كبيرة نظرا لشبكة التواصل الدولية الكبيرة التي يتوفر عليها أساتذة هذه الشعبة على غرار باقي أساتذة اليونسكو. ويؤكد البروفسور ناكن بأنه يركز في أبحاثه على العالم العربي وأنه يتنقل باستمرار إلى مصر.