اكتشاف علمي جديد يوضح آلية معقدة لتخزين الذكريات في الدماغ
٢٤ أغسطس ٢٠٢٤
في اكتشاف علمي مثير، كشفت جامعة بازل السويسرية أن الدماغ يتبع طريقة معقدة لتخزين ذكرياتنا إذ يقوم بحفظها بثلاثة أشكال مختلفة، مما يبرز التعقيد الكبير في عمليات التذكر والنسيان.
إعلان
في تطور علمي مذهل، تمكن باحثون سويسريون في جامعة بازل من فك شفرة واحدة من أعظم ألغاز الدماغ البشري: كيفية تخزين الذكريات. وفقًا للدراسة الجديدة والتي نشرتها جامعة بازل على موقعها الإلكتروني، يقوم الدماغ بتخزين ذكرياتنا ليس في نسخة واحدة فقط، بل في ثلاث نسخ مختلفة، تتباين في قوتها وثباتها عبر الزمن.
عملية أكثر تعقيدًا مما كنا نعتقد
عندما نفكر في كيفية تخزين ذكرياتنا، قد نتخيلها كنسخة احتياطية بسيطة كما يحدث في الحاسوب. ولكن الحقيقة أكثر تعقيدًا بحسب موقع T- online الألماني، الذي نشر أيضا عن الموضوع. فوفقًا للبحث الجديد، يقوم الدماغ بإنشاء ثلاث نسخ من كل ذكرى داخل منطقة الحُصين، وهي المنطقة المسؤولة عن التعلم والتذكر. هذه النسخ الثلاث تتطور بطرق مختلفة، مما يعزز فهمنا لكيفية عمل الذاكرة البشرية.
ثلاثة أنواع من الذكريات
وجد الباحثون أن هذه النسخ من الذكريات تُخزن في مجموعات مختلفة منالخلايا العصبية، تختلف هذه الخلايا في أعمارها. الخلايا الأقدم، التي تكونت في المراحل الأولى من النمو الجنيني، تحتفظ بالذكريات لفترات طويلة وتصبح أقوى مع مرور الوقت. أما الخلايا العصبية التي تكونت في مراحل لاحقة من الحياة، فتخزن الذكريات لفترة قصيرة فقط، قبل أن تبدأ هذه الذكريات في التلاشي. وهناك أيضًا مجموعة ثالثة من الخلايا العصبية التي تظل ذاكرتها مستقرة نسبياً، لا تتغير كثيرًا مع مرور الوقت.
كيف تتكيف ذكرياتنا مع التجارب الجديدة؟
ما يجعل هذا الاكتشاف مثيرًا هو أن كل نوع من هذه النسخ يمكن أن يتغير ويتكيف بشكل مختلف بناءً على التجارب الجديدة. على سبيل المثال، الذكريات المخزنة في الخلايا العصبية المتأخرة تكون مرنة وسهلة التعديل. عندما نفكر في حدث معين بعد فترة قصيرة من وقوعه، تعمل هذه الخلايا على دمج المعلومات الجديدة في النسخة الأصلية من الذكرى. على النقيض، الذكريات المخزنة في الخلايا الأقدم تكون ثابتة وصعبة التغيير، مما يجعلها أقل عرضة للتأثر بالتجارب اللاحقة.
أجرى الباحثون تجاربهم على أدمغة الفئران، ولكنهم يعتقدون أن عملية تكوين الذكريات لدى البشر تعمل بشكل مشابه. هذا الاكتشاف لا يفتح فقط آفاقًا جديدة لفهم كيفية عمل الذاكرة، بل قد يكون له أيضًا تطبيقات مستقبلية في علاج اضطرابات الذاكرة مثل مرض الزهايمر.
يعد هذا الاكتشاف خطوة كبيرة نحوفهم أعمق للدماغ البشري، وكيفية تعامله مع الذكريات بطرق معقدة وغير متوقعة. فالتذكر والنسيان ليسا مجرد عمليتين بسيطتين، بل هما نتيجة لعملية ديناميكية تعتمد على أنواع مختلفة من الخلايا العصبية تتعاون معًا للحفاظ على ذكرياتنا وتعديلها مع مرور الزمن.
أعده وترجمه للعربية: علاء جمعة
تعرف على حقائق مهمة ومثيرة عن الدماغ
لاشك أن تركيبة الدماغ البشري معقدة جدا ومذهلة، ورغم أنه مسؤول عن جميع العمليات التي تتم في الجسم، إلا أن هناك حقائق مهمة عن الدماغ لا يعرفها الكثيرون. فيما جولة مصورة للتعرف على بعض هذه الحقائق "المذهلة".
صورة من: Fotolia/Andrea Danti
من بين الحقائق التي لا يعرفها الكثيرون هو أن الدماغ لا يشعر بالألم. فأنسجة الدماغ لا تحتوي على مستقبلات الألم المعروفة بـ "نوسيسيبتور". أم آلام الرأس فتعود لأسباب مختلفة، فالصداع الوعائي مثلا ينجم عن ارتفاع ضغط الدم مثلا. ويمكن للصداع أن ينجم عن التوتر الذي يؤدي إلى شدّ عضلات الوجه والرقبة. وهناك بعض أنواع الصداع ترجع لأسباب مرضية مثل التهاب الجيوب الأنفية أو الجلطة الدماغية.
صورة من: Colourbox/Kiyoshi Takahase Segundo
65 بالمئة من الدماغ، يتكون من الدهون الصحية مثل أوميغا -3؛ وهذه الدهون تساعد على زيادة التركيز. وبحسب موقع "غيزوندهايت هويته" فإن الدهون السيئة تؤثر سلبا على مهارات التفكير.
صورة من: Fotolia/James Steidl
يزن الدماغ نصف وزن الرأس. ويبلغ معدل وزن الدماغ لدى النساء حوالي 1245غرام بينما يصل إلى 1375 لدى الرجال. وللمقارنة يبلغ وزن دماغ الفيل حوالي 6 كيلوغرامات، بينما يزن دماغ القطة حوالي 30 غراما فقط.
صورة من: picture alliance/Rolf Kremming
يتكون الدماغ من مواد رمادية بنسبة 40 بالمئة وهي تغطي سطح الدماغ. هذه المواد مسؤولة عن معالجة المعلومات. أما الستين بالمئة المتبقية من الدماغ، فهي مغطاة بمواد بيضاء تشكل الجزء الداخلي من قشرة الدماغ، وهي مسؤولة عن نقل الإشارات إلى خلايا الدماغ.
صورة من: Fotolia/marksykes
يستهلك الدماغ 20 بالمئة من طاقة الجسم. ما يعني أنه يستهلك طاقة أكثر من أي عضو آخر في الجسم. ويتم استهلاك ثلثي هذه الطاقة عن طريق الخلايا العصبية، أما الثلث المتبقي، فيكون للحفاظ على الخلايا، حسبما ورد على موقع "فيتا غيت" السويسري والمعني بالشوؤن الصحية.
صورة من: Fotolia/fabioberti.it
وفقا لما ورد على موقع "فوكوس" الألماني يمكن للدماغ أن ينتج طاقة تكفي لتوهج مصباح كهربائي. أي من الممكن تشبيه الدماغ بمولد للطاقة "بطارية" تعمل بدون توقف. فعند الاستيقاظ ينتج الدماغ ما يعادل 23 واط. وهذه الكمية من الطاقة تكفي لتوهج مصباح كهربائي.
صورة من: Fotolia/DOC RABE Media
زيادة التلافيف في الدماغ مؤشر جيد والسبب هو أن زيادة التلافيف والطيات في الدماغ يزيد من سطح الخلايا العصبية. وزيادة هذه الخلايا مرتبطة بزيادة نسبة الذكاء. علما أن نسبة عدد التلافيف وطيات الدماغ هي صفة موروثة مثل حجم الجسم.
صورة من: jorgophotography - Fotolia.com
الروائح هي أكثر ما يمكن للدماغ أن يتذكره. فمستقبلات الرائحة هي من أكثر مستقبلات الحواس انتشارا في الجسم. وبحسب موقع "غيزوندهايت هويته"، أظهرت دراسة شارك فيها أشخاص متقدمون بالعمر قدمت لهم كلمات وصور وروائح في محاولة لتحريك الذكريات، أن تلك المرتبطة بالروائح تعود إلى السنوات الأولى من العمر، بينما اقتصرت الذكريات المرتبطة بالصور والكلمات على السنوات الأخيرة.
صورة من: Adimas/Fotolia.com
يرتبط الدماغ بالأمعاء ارتباطا وثيقا، فبحسب موقع "غيزوندهايت هويته" أظهرت دراسة في جامعة هارفارد أن صحة الأمعاء تؤثر بشكل مباشر على الدماغ. فالأشخاص الذين لديهم جراثيم معوية صحية أقل عرضة للقلق وإحساسهم بالتوتر أقل ويتمتعون بصحة نفسية أفضل.