اكتشاف مدينة غامضة تحت البحر يرجح أن عمرها أقدم من الأهرامات
ندى فاروق
١ أغسطس ٢٠٢٥
يعتقد فريق من المستكشفين أنهم عثروا على مدينة قديمة غارقة تحت الماء بالقرب من منطقة شبه جزيرة "جواناهاكابيبيس" في كوبا، ويُرجّح أن عمرها أقدم بكثير من الأهرامات المصرية. هذا الاكتشاف الغامض، تم تجاهله لمدة 25 عامًا!
ويعتقد العلماء اليوم أن الإنسان الحديث كان قبل 50 ألف سنة يعيش كصياد وجامع طعام، ولم يكن يبني مدنًا أو مبانٍ كبيرة (صورة رمزية)صورة من: Pond5 Images/IMAGO
إعلان
في عام 2001، أعلنت المهندسة البحرية بولينا زيليتسكي وزوجها بول وينزويج، اللذان كانا يعملان في شركة خاصة بالبحوث البحرية، أنهما عثرا على هياكل حجرية غريبة تحت البحر قرب سواحل كوبا، على عمق يزيد عن 600 متر. وأظهرت عمليات مسح السونار للمنطقة وجود أشكال تشبه الأهرامات والمباني الدائرية، مما قد يشير إلى بقايا مدينة قديمة غارقة في البحر الكاريبي.
قالت زيليتسكي بعد الاكتشاف: "إنه بناء مذهل، ويبدو وكأنه كان في يوم من الأيام مدينة كبيرة يعيش فيها الكثير من الناس" وفقًا لموقع Daily Mail. ويرى الباحثون أن عمر هذه المدينة الغامضة قد يتجاوز 6000 عام، أي أقدم بكثير من الأهرامات المصرية، مما قد يغيّر فهمنا لتاريخ تطور الحضارات البشرية.
لكن بعد هذا الاكتشاف، برز لغز جديد، إذ لم يقترب أحد من الموقع مرة أخرى لأكثر من 20 عامًا. ويعود توقف البحث جزئيًا إلى شكوك عدد من العلماء، الذين قالوا إن المدينة لو كانت حقيقية، فقد استغرق الأمر نحو50 ألف سنة لغرقها حتى هذا العمق. كما اعتقد بعض الخبراء أن هذه "الهياكل" ربما تكون تكوينات صخرية طبيعية، مشيرين إلى أن مدينة بهذا الحجم والشكل يصعب أن تبقى محفوظة بهذه الصورة حتى لو غرقت بسبب زلزال كبير.
إعلان
لغز المدينة الغارقة في كوبا
ومع ذلك، كان الجيولوجي الكوبي مانويل إيتورالدي فينينت، من متحف التاريخ الطبيعي في كوبا، من بين المشككين، حيث قال إن هذه الهياكل قد تكون تكوينات صخرية طبيعية و ليست من صنع الإنسان. وقالت زيليتسكي في مقابلة مع قناة BBC عام 2001: "من الخطأ أن نستنتج أي شيء قبل أن نحصل على أدلة واضحة". لكن للأسف، لم يتم جمع أي أدلة إضافية، ولم تُرسل أي بعثة جديدة إلى المنطقة قرب شبه جزيرة "جواناهاكابيبيس" في كوبا.
ومنذ ذلك الحين، لا يزال كثير من الناس على مواقع التواصل الاجتماعي يتساءلون عن سبب توقف البحث، ويرى بعضهم أن احتمال وجود مدينة أقدم من الحضارة المصرية قد يكون السبب وراء التعتيم على القضية!
اكتشاف مقبرة عمرها نحو 4000 عام قرب أهرامات الجيزة
01:24
This browser does not support the video element.
في عام 2002، قال إيتورالدي إن الهياكل تحت الماء عميقة جدً ا، وأضاف أنه لو كانت هذه حقًا مدينة غارقة، فقد استغرق الأمر حوالي 50 ألف سنة حتى تصل إلى هذا العمق، وهذا قد يغير فهمنا لتطور الإنسان.
شكوك وتمويل محجوز وراء توقف الأبحاث
ويعتقد العلماء اليوم أن الإنسان الحديث كان قبل 50 ألف سنة يعيش كصياد وجامع طعام، ولم يكن يبني مدنًا أو مبانٍ كبيرة. وقال إيتورالدي لصحيفة واشنطن بوست: "هذا شيء غريب جدًا، لم نرَ مثله من قبل، ولا نعرف تفسيرًا واضحًا له". كما عبر مايكل فوغت، الخبير في الآثار تحت الماء، عن شكوكه في أن هذه الهياكل من صنع الإنسان.
ونشر موقع The Sun أن توقف البحث جاء بسبب مشاكل في التمويل ، بالإضافة إلى الرقابة الشديدة التي تفرضها كوبا على البعثات الاستكشافية الأجنبية. وقالت عالمة المحيطات الأمريكية سيلفيا إيرل إن رحلة غوص كانت مقررة عام 2002، لكنها أُلغيت. وأكد فاينزويج أن الهياكل التي ظهرت في صور السونار لا يمكن تفسيرها جيولوجيًا، مشيرًا إلى وجود تنظيم واضح وتناسق كبير وتكرار في الأشكال.
ويشبه هذا اللغز لغزًا آخر تحت الماء يُعرف باسم نصب يوناغوني التذكاري قرب سواحل اليابان، والذي اكتُشف في الثمانينيات. يقع هذا التكوين الحجري على عمق حوالي 90 قدمًا تحت الماء، وله درجات وساحات بزوايا حادة تبدو وكأنها من صنع الإنسان.
مصر وتاريخها الفرعوني: تسعة ألغاز تبحث عن تفسير
التاريخ الفرعوني زاخر بالألغاز والاكتشافات المثيرة للاهتمام، ورغم الأبحاث الممتدة على مدار السنوات، تظل بعض الأسئلة بحاجة لإجابات، هل قتل توت عنخ آمون؟ لمن يرمز أبوالهول وما سر الاهتمام بذقن الملكات والملوك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Gigerichova
ذهب حقيقي؟
أساطير ونظريات عديدة مختلفة تدور حول توت غنخ آمون، لا تتعلق في الأساس بفترة حكمه خاصة وأنه توفى في عمر 18 عاما وبالتالي لم يكن يتمكن من وضع علامات كبيرة خلال فترة حكمه. لكن الأساطير المرتبطة بوفاته المبكرة ومقبرته المليئة بالكنوز والذهب الخالص، جعلته إلى جانب رمسيس الثاني من أشهر الفراعنة على مستوى العالم.
صورة من: Bildarchiv Steffens/akg/picture-alliance
صدفة في الوقت الضائع؟
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 كانت من الأحداث التي حبست أنفاس العالم. يومها قادت الصدفة الباحث البريطاني هوارد كارتر، لمقبرة توت عنخ آمون التي وصفها في رسالة تلغرافية للورد كارنارفون، ممول عملية البحث، بأن بها "ذهبا يلمع في كل مكان". بحث كارتر عن المقبرة كان مرتبطا بتمويل اللورد كارنارفون، الذي أعطاه مهلة أخيرة قبل وقف التمويل، اكتشف خلالها كارتر المقبرة التي لم تمس من قبل، في وادي الملوك.
صورة من: Imago
مات أم قتل؟
البحث عن السبب المحتمل وراء الوفاة المبكرة لتوت عنخ آمون، شكلت لغزا شغل العلماء من مجالات مختلفة. تحليل الحمض النووي لمومياء توت عنخ آمون أرجع أسباب الوفاة المحتملة إلى الملاريا وإلى مرض في العظام. رصد الخبراء أيضا وجود كسور عديدة في جسد الفرعون الشاب ورجحوا أنها حدثت خلال فترة حياته. هذه الكسور تحديدا عززت من نظريات أخرى ترجع رحيل توت عنخ آمون في هذا العمر المبكر، لعملية قتل.
صورة من: picture-alliance/dpa/epa/AP/B. Curtis
لماذا لا يسمح للسائحين بالتصوير هنا؟
مومياء توت عنخ آمون التي يزيد عمرها على 3300 سنة، شديدة الحساسية للضوء والحرارة، لذا فإن اللمس والتصوير من المحظورات بشدة للسائحين الذين يتوافدون بشغف على المقبرة. اتخذ العلماء هذه الإجراءات الصارمة، بعد أن تحللت محتويات مقابر أخرى تم اكتشافها خلال القرنين الـ 19 والـ 20، بعد أن تم الكشف عنها دون إجراءات حماية خاصة من الضوء والحرارة.
صورة من: Getty Images/AFP/M. El-Sahed
أين توجد المقتنيات الذهبية؟
باستثناء المومياء الموجودة داخل التابوت الحجري، انتقلت محتويات مقبرة توت عنخ آمون إلى المتحف المصري في العاصمة القاهرة. المقتنيات الثمينة محفوظة بشكل مناسب لحمايتها ويمكن للزوار مشاهدتها من خلال معرض دائم.
صورة من: Marc Deville/akg/picture-alliance
عمليات الترميم تقتصر على الباحثين المصريين؟
يعتقد البعض أن جميع عمليات ترميم مقتنيات توت عنخ آمون يقوم بها علماء مصريون بشكل حصري، وهي معلومة غير صحيحة، فهناك تبادل مستمر بين فرق بحثية دولية، فيما يخص عمليات الترميم. وفي عام 2015 عمل خبير الترميم الألماني كريستيان إيكمان (الصورة) بشكل مباشر على ترميم القناع الذهبي للفرعون الشاب داخل المتحف المصري في القاهرة.
صورة من: Khaled Elfiqi/dpa/picture alliance
لصق ذقن توت عنخ آمون بالصمغ؟
مشاركة كريستيان إيكمان في ترميم ذقن توت عنخ آمون حظيت باهتمام إعلامي بالغ، خاصة وأنها جاءت بعد واقعة أثارت الكثير من الجدل، بعد أن تم اكتشاف لصق الذقن بمادة صمغية غير مناسبة على الإطلاق، إثر تعرضها للكسر أثناء عمليات تنظيف، واقعة أثارت الكثير من الجدل في مصر وقتها.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
ما سر ارتباط الذقن بالفراعنة؟
الذقن جزء مهم من التماثيل النصفية للفراعنة، ظاهرة كانت نواة فكرة معرض أقيم في العاصمة الألمانية برلين عام 2015 بعنوان "الذقن، بين الطبيعة والحلاقة". اجتذب المعرض، الذي يتطرق للتاريخ الثقافي لفكرة الذقن عند الرجال، الكثير من الزوار وكان من بين معروضاته تمثال لحتشبسوت، إذ أن فكرة الذقن في مصر القديمة كانت ترمز للملوك والملكات على حد سواء.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
أبوالهول..ملك أم ملكة؟
رأس إنسان وجسم أسد وبدون ذقن ولا أنف، يقف أبو الهول في نفس المكان منذ نحو أربعة آلاف عام ويجتذب السائحين من كل مكان ويمثل في الوقت نفسه لغزا كبيرا يشغل الباحثين، فمن غير الواضح بشكل قاطع حتى الآن، الشخصية التي يرمز لها التمثال الذي يبلغ طوله 73 مترا وارتفاعه 20 مترا. بعض النظريات ربطت بين أبوالهول وشخصيات تاريخية مختلفة، لكنها غير مؤكدة. نظريات أخرى ترى في أبوالهول شخصية أسطورية.