يبدو أن عالم الحيوان مازال يُخفي الكثير من الأسرار، التي تتكشف مع مرور الوقت. علماء يكتشفون يرقة تخفي جسدها بأسلوب ماكر، وتتغذى على ضحايا العناكب بدلا من أن تصبح هي نفسها فريسة للعناكب.
يرقة تتجنب العناكب وتعيش على جسد ضحاياها.صورة من: Daniel Rubinoff/AP/picture alliance
إعلان
اكتشف علماء نوعا من اليرقات التي تتغذى بطريقة مخيفة لدرجة أنهم أطلقوا عليها لقب "جامع العظام". وتعيش اليرقة المُكتشفة في منطقة غابات نائية وكثيفة على إحدى سلاسل الجبال في أواهو، إحدى جزر هاواي
وقال الباحثون إن اليرقة تجوب شبكات العنكبوت بحثا عن ضحاياها العالقين والعاجزين من النمل والخنافس والسوس والذباب، متخفية بأسلوب ماكر خشية التهامها من العنكبوت ذاته.
وأوضحوا أن اليرقة تخفي جسدها داخل غلاف تصنعه من حريرها الخاص وتزينه بأجزاء غير صالحة للأكل تجمعها من حشرات ميتة.
ومن خلال العملية، تتحول هذه اليرقة في النهاية إلى شكلها البالغ، عثة بلون بني وأبيض. واليرقات هي المرحلة الصغيرة للعثة ويكون جسمها يشبه الدود.
يرقة ماكرة تتغذى على ضحايا العناكب بدلاً من أن تصبح فريسة لها.صورة من: Daniel Rubinoff/AP/picture alliance
وقال دانيال روبينوف، أستاذ علم الحشرات بجامعة "هاواي" في مانوا وقائد فريق هذه الدراسة التي نُشرت بمجلة "ساينس" العلمية المتخصصة، إن هذه هي اليرقة هي الوحيدة المعروفة في العالم التي تعيش مع العناكب وتستفيد منها.
وربما يبدو سلوكها المخيف مناسبا تماما لإحدى الروايات عن عالم الجريمة لكنه يوفر مثالا على المسارات الإبداعية التي تسلكها الكائنات الحية على كوكبنا من أجل البقاء والاستمرار.
وقال روبينوف إنها "تحتاج إلى الاختباء بين أجزاء الحشرات للبقاء على قيد الحياة في وكر العنكبوت".
وأضاف: "أعتقد أنها بطلة بحق... إنها تعيش في عرين الأسد، مختبئة من عنكبوت، وتستخدم شبكته لتوفير الطعام وربما المأوى. تهاجم هذه اليرقة فريسة لا تستطيع الفرار لكنها بطيئة جدا ومتعثرة إذ تحمل خلفها كيسا كبيرا من الحرير".
وتتغذى اليرقات على الحشرات الضعيفة أو الميتة التي تصادفها داخل الشبكات التي تنسجها العناكب في تجاويف الأشجار وشقوق الصخور وقال روبينوف: "لذا، من المحتمل أنها تتناول بقايا الطعام بعد أن يكون العنكبوت قد تغذى".
و"جامع العظام" لقب قاتل متسلسل في رواية تحمل الاسم ذاته للمؤلف جيفري ديفر عام 1997، وهو أيضا اسم فيلم من إنتاج 1999.وأضاف روبينوف "أعتقد أن هذا المصطلح شائع، ويتناسب تماما مع طبيعة هذا النوع من اليرقات. إنه أمر مضحك بعض الشيء إذ إن المفصليات لا عظام لها في الواقع".
وقال الباحثون إن "جامع العظام" يسكن رقعة من الغابات الجبلية لا تتجاوز مساحتها 15 كيلومترا مربعا في سلسلة جبال واياناي.وعلى مدى عقدين من العمل الميداني، رصد باحثون وجود هذه اليرقة 62 مرة فقط.
اسأل! كيف تتطور أعين العناكب؟
02:23
This browser does not support the video element.
تتغذى الغالبية العظمى من اليرقات على النباتات بينما تشكل اليرقات المفترسة عالميا أقل من 0.13 بالمئة من حوالي 200 ألف نوع من العث والفراشات على الكوكب. ومن بين هذه الأنواع، تعد يرقة "جامع العظام" النوع الوحيد المعروف الذي يجد طعامه بهذه الطريقة، مما يجعله فريدا.
وقال دانيال روبينوف، أستاذ علم الحشرات بجامعة "هاواي" في تصريحات نقلها موقع "نيو ساينست" إنه "منذ وصول البشر إلى أماكن مثل هذه، فقدنا العديد من الأنواع المحلية". وأضاف: "من المعجزات أننا تمكنا من العثور على (جامع العظام)، ومن المحزن جدا أنها محصورة في هذه المنطقة فقط".
أعشاشها وأنظمة أنفاقها وكهوفها مصممة بإتقان، وموادها أقوى من الفولاذ أحياناً. بعض الهياكل عمرها آلاف السنين، والبعض الآخر دقيق وخفيف. الحيوانات لديها مهارات هندسية مدهشة. تابعوا معنا هذه الصور.
صورة من: Parameswaran Pilla Karunakaran/imageBROKER/IMAGO
تعريشة حب مريحة لحبيبتك
للحصول على موعد رومانسي، يبني الذكور من طيور "بويربيرد" في الكوخ الآسيوي شرفة خاصة من الأعشاب والأغصان. كما يزينون "الشرفة" بالزهور الملونة أو التوت أو الفطر. وإذا أعجبت أنثى الطائر وتزاوجت معه، يتم بناء عش لوضع البيض. ثم تفقس الطيور الصغيرة هناك.
صورة من: Konrad Wothe/Okapia/picture alliance
الحياكة والضفيرة والعقد
تُبهر مثل هذه الطيور النساجة القروية في أوغندا، السيدات بحضانة جيدة التهوية. يقع المدخل على الجانب السفلي من الأعشاش المنسوجة بمهارة - وهذا يحمي النسل من لصوص الأعشاش. ولضمان عدم سقوط البيض أو الكتاكيت وحتى يتمكن الوالدان من الحضانة في سلام، يتم ربط نوع من نفق المدخل المنحدر بالعش.
صورة من: A. Laule/blickwinkel/picture alliance
عش جماعي
تبني طيور النساجين في ناميبيا أعشاشاً مشتركة تضم ما يصل إلى 90 عشاً و"غرف معيشة". إذا لم يتسبب الوزن الثقيل الذي يصل إلى طن واحد في تحطمها، فإن الأعشاش المشتركة العملاقة تستخدم لعقود. توفر الشقق المشتركة الحماية من الحرارة والبرودة ومن لصوص الأعشاش. وفي بعض الأحيان يتم تأجير بعض أماكن التعشيش من الباطن لأنواع أخرى من الطيور.
صورة من: Matthias Graben/imageBROKER/IMAGO
نملة الحائك الآسيوية
على عكس العديد من أنواع النمل، يبني النمل الحائك الآسيوية أعشاشها في الأشجار. وللقيام بذلك، فإنها تقوم بنسج الأوراق ولصقها معًا حتى يتشكل هيكل كروي. وحتى صغار النمل تشارك في هذا العمل. معاً فقط نحن أقوياء - هذا هو شعار النمل العالمي.
صورة من: Parameswaran Pilla Karunakaran/imageBROKER/IMAGO
مدينة بيئية ضخمة: تلال النمل الأبيض
يصل ارتفاع بعض تلال النمل الأبيض إلى أكثر من عشرة أمتار ويصل عمقها إلى 30 متراً - بما في ذلك أعمدة الهواء المتطورة. مزيج من البراز واللعاب والتربة يجعل الهياكل متينة للغاية. يبلغ عمر أقدم تلال النمل الأبيض المأهولة في جنوب أفريقيا 34,000 سنة. يجعل النمل الأبيض التربة أكثر خصوبة وأكثر مقاومة للجفاف. وبالمناسبة إنها صراصير وليست من النمل.
صورة من: Angela Merker/dpa/picture alliance
حرير العنكبوت أقوى من الفولاذ
لا توجد أي مادة أخرى تجمع بين العديد من القوى الخارقة مثل خيوط شبكات العنكبوت. تنتج العناكب الحرير لهذا الغرض في غدد معينة. حرير العنكبوت أرفع من شعر الإنسان ولكنه أكثر مقاومة للتمزق من الكابلات الفولاذية، ويمكنه تحمل درجات حرارة تصل إلى 200 درجة مئوية. وبالمناسبة لا تلتصق سوى الخيوط القابضة والخيوط الحلزونية للشبكة، حيث تقوم العناكب بالركض فوق الخيوط الأخرى.
صورة من: Patrick Pleul/dpa/picture alliance
دبور الورق يبني عشًا قرصيًا
تبقى أعشاش الدبابير الورقية لموسم واحد فقط. حيث تمضغ الحشرات ألياف الخشب لتكوين كتلة من الورق وتستخدمها لبناء عشها على شكل قرص العسل. وعندما يصبح الجو دافئًا جدًا، تجلس الدبابير على السطح الخارجي لقرص العسل المفتوح وتدخل الهواء البارد إلى الداخل. وعلى الرغم من سهولة تدمير الأعشاش، إلا أنه يمكن إعادة بنائها بسهولة في أي مكان تقريباً. وهذه ميزة تطورية كبيرة لهذا النوع.
صورة من: Guillaume Souvant/AFP/Getty Images
النحل الطنان يجمع الرحيق
يستخدم النحل الطنان جحور الفئران المهجورة أو أكوام كبيرة من الخشب الميت أو الشقوق الحجرية لبناء أعشاشه. وهذا يسهل الأمر على الملكة الصغيرة، وهي الحيوان الوحيد في السرب الذي ينجو من الشتاء. يمكنها وضع بيضها مباشرة في عش قديم مناسب في الربيع دون إهدار الطاقة في البناء. بعد بضعة أسابيع، يفقس النحل الصغير.
صورة من: Wolfgang Kumm/dpa/picture alliance
حماية المدينة تحت الأرض
تحفر كلاب البراري أنظمة أنفاق وغرف واسعة النطاق يمكن أن تعيش فيها آلاف وأحياناً ملايين الحيوانات. وهي توفر الحماية في الأراضي العشبية الشاسعة في أمريكا الشمالية، وهي مكيّفة الهواء بشكل مثالي ومحميّة من الفيضانات بواسطة جدران ترابية. وينتشر الحراس على مداخلها لتحذير عائلاتهم بالصفير عندما يكون الخطر وشيكاً.
صورة من: Michael Smith/Getty Images
الشعاب المرجانية: المدن الضخمة في البحر
تُعد الشعاب المرجانية التي تقاس بحجمها أكبر الهياكل الحية. يبلغ حجم السليلة المرجانية الواحدة حوالي سنتيمتر واحد فقط. لكن كل منها يبني هيكلاً خارجياً من كربونات الكالسيوم. ثم تشكل مستعمراتها معًا هياكل ضخمة في المحيط تعيش فيها آلاف الأنواع. ويعد الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا أكبر حاجز مرجاني في العالم حيث يبلغ طوله أكثر من 2300 كيلومتر.