هل سمعت عن "التلوث الضوئي"؟ إنه مصطلح يعرفه المصورون وعلماء الفلك، يكشف عن المناطق تحول فيها إضاءة الشوارع عن رؤية ملايين النجوم وتلك التي تتيح رؤية أفضل للسماء.
إعلان
أي شخص يعيش في أي مدينة وينظر إلى السماء في ليلة صافية، يدرك أن هناك ملايين النجوم التي لا يمكن رؤيتها بسبب مصابيح إضاءة الشوارع والمباني العالية المضيئة وغير ذلك من مصادر الضوء المختلفة. هذه الأضواء العديدة تؤدي إلى وجود نوع من "البريق الصناعي" في السماء وهو ما يسميه المصورون الفوتوغرافيون وعلماء الفلك "التلوث الضوئي".
لكن درجة التلوث الضوئي ليست واحدة في كل مدن العالم، وبالتالي لا يمكن رؤية النجوم بنفس الدرجة في كل المدن. لذلك فإن موقع lightpollutionmap.info على الإنترنت يتيح لهؤلاء الذين يريدون معرفة درجة التلوث الضوئي في المكان الذي يعيش فيه، وأي مكان يتيح أفضل الظروف للحصول على أفضل رؤية لنجوم السماء. ففي ألمانيا مثلاً تظهر الأضواء على الخريطة أكبر مما هي على بلدان في الشرق الأوسط.
وتظهر المناطق التي تعاني من أعلى درجات التلوث الضوئي على الخريطة الرقمية على الموقع بلون أحمر داكن، في حين تظهر المناطق التي توجد فيها سماء صافية للغاية وتظهر فيها كل النجوم الموجودة، على الخريطة بلون أسود.
ع.خ/ ط.أ (د ب أ)
التلوث الضوئي والبحث عن نجمة عيد الميلاد
ماذا لو عاد "ملوك الشرق الثلاثة" للحياة اليوم، وخرجوا يبحثون مرة أخرى عن النجمة التي تدلهم على مكان ولادة المسيح؟ هل كانوا سيتعرفون على النجمة؟ أم أن أضواء "النيون" كانت ستحجب عنهم الرؤيا وتصيبهم باليأس فيقطعوا رحلتهم؟
صورة من: Fotolia/Noel Powell
يروى أن ملوك الشرق الثلاثة، كاسبار وملكيور وبالتازار تتبعوا نجمة تدلهم على مكان الطفل يسوع. ظهور نجمة آنذاك مسألة حولها إختلاف، لكن المؤكد هو أن رؤية النجوم كانت أوضح بكثير منها الآن.
صورة من: picture-alliance/dpa
هنا في كاتدرائية كولونيا ترقد رفات ملوك أو حكماء الشرق الثلاثة منذ القرن الثاني عشر الميلادي. لكن ماذا لو بعثوا من جديد وأرادوا البحث عن نجمة الميلاد؟ ربما كانوا سيواجهون مشاكل...
صورة من: picture-alliance/dpa
كانوا سيرون بحرا من الأضواء الاصطناعية، وبالكاد بعض النجوم. سكان كولونيا كانوا في الماضي يرون حتى 2500 نجمة أما الآن فلا تزيد عن 500 نجمة، فكيف سيتتبعون نجمة الميلاد؟
صورة من: Fotolia/Noppasinw
يتحدث علماء وباحثون عن "التلوث الضوئي" في أوروبا؛ لأن هذا القدر من الضوء الاصطناعي ضار. كما يؤثر سلبا على إيقاع الساعة البيولوجية للبشر والحيوانات.
وكان الملوك الثلاثة سيرون أن سماء اليوم يختلف منظرها كثيرا عما كانت عليه قبل ألفي عام. فأين هي مجرة درب التبانة؟ نصف سكان أوروبا لا يمكنهم التعرف عليها حتى عندما تكون السماء صافية.
صورة من: Picture-Alliance/KEYSTONE
ولربما سأل حكماء الشرق الثلاثة عن مرصد يساعدهم في رؤية نجمة الميلاد.عندها كانوا سيعرفون أن أكبر تلسكوب في العالم موجود في صحراء أتاكاما في تشيلي. هنا يمكن التعرف على نجمة الميلاد لو كانت موجودة فعلا.
صورة من: picture-alliance/dpa
حتى في الشرق الأضواء الاصطناعية أكثر من اللازم. فمثلا دلتا النيل تمثل خمس مساحة أراضي مصر لكن الأضواء فيها تجعلك تعتقد أن 95 في المائة من سكان مصر يعيشون هنا.
الأضواء الاصطناعية التي تزين الشوارع والمنازل تجعل رؤية النجوم صعبة، حتى هنا في كنيسة المهد في بيت لحم، حيث يعتقد أن الملوك الثلاثة رأوا نجمة الميلاد قبل ألفي عام.
صورة من: picture-alliance/dpa
كنيسة المهد في بيت لحم، حيث يعتقد أن نجمة الميلاد ظهرت هنا. لكن العلم في حيرة حتى الآن بشأن تلك النجمة. هل كانت نجمة فعلا أم مذنبا أم غيرهما. آه لو كنا نستطيع سؤال الملوك الثلاثة عن نجمة الميلاد! كلارا فالتر/ صلاح شرارة