كما كان متوقعا، فقد تجمع الآلاف من أنصار حركة "بيغيدا" اليمينية المناهضة للإسلام والأجانب في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا، وذلك بمناسبة مرور عام على انطلاقها. دريسدن شهدت أيضا مظاهرات مناهضة لحركة "بيغيدا" تدعو للتسامح.
إعلان
تجمع الآلاف في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا، اليوم الاثنين (19 تشرين الأول/ أكتوبر 2015) احتجاجا على سياسة الحكومة الألمانية في استقبال اللاجئين. وذكر شهود عيان أن عدد الذين تجمعوا من أنصار حركة "وطنيون أوربيون ضد أسلمة الغرب" اليمينية المعروفة اختصارا باسم "بيغيدا" اليوم، بمناسبة مرور عام على انطلاق مظاهراتها الأسبوعية، كانوا أكثر من الذين تجمعوا في المكان نفسه الأسبوع الماضي. وكانت مصادر تحدثت عن تجمع عشرة آلاف شخص في مظاهرة يوم الاثنين الماضي.
وذكرت مصادر إعلامية أن مواجهات حدثت داخل مدينة دريسدن بين أنصار حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام واللاجئين وبين المناهضين لها من دعاة السلام، الذين خرجوا في مظاهرات مناهضة. وخرج المتظاهرون المناهضون لـ "بيغيدا" في عدة مسيرات في شوارع مدينة دريسدن. وحسب مجموعات طلابية شاركت في المظاهرات المناهضة، فإن عدد الذين خرجوا فيها يتراوح بين 2000 إلى 5000 آلاف متظاهر.
وكتب على إحدى اللافتات التي رفعها أنصار "بيغيدا" تدعو إلى رحيل المستشارة أنغيلا ميركل: "ميركل ارحلي". وذكرت صحيفة محلية أن الشرطة تدخلت لإزالة لافتة أظهرت المستشارة الألمانية ترتدي زيا نازيا استبدل الصليب المعقوف عليه برمز لليورو. وكان أحد أنصار الحركة قد رفع في الأسبوع الماضي لافتة عليها صورة لمشنقة رمزية لميركل ونائبها زيغمار غابرييل.
في غضون ذلك أعرب وزير العدل الألماني هايكو ماس عن تضامنه مع مدينة دريسدن بمناسبة خروج مظاهرات أنصار حركة "بيغيدا" بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيسها. وكتب في تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "نحن جميعا سكان مدينة دريسدن". وأعرب ماس عن تأييده لمعارضي "بيغيدا" الذي يدعون للتسامح الديني والتضامن مع المحتاجين.
وأطلق مواطنون من مدينة دريسدن مبادرة على شبكة الإنترنت لمناهضة حركة "بيغيدا". وحازت هذه المبادرة على رد فعل إيجابي على الإنترنت بعد إطلاقها هاشتاج بعنوان: "أنا دريسدن". وقال مؤسس الحملة هيربرتوس غراس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "نحن نناشد سكان دريسدن حتى تسنح لهم الفرصة عبر الإنترنت للتعبير عن رأيهم في حركة بيغيدا والإعراب عن تأييدهم لتفتح الذهن والتسامح"، حسب قوله.
ونشر سياسيون وشخصيات عامة وفنانون ومواطنون عاديون تدوينات وصور على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل تويتر وفيسبوك وانستغرام تعبر عن تأييدهم للحملة. وأضاف غراس "لم نتوقع مثل هذه الاستجابة الواسعة" مؤكدا أنه شعر بالدهشة من "الصور والعبارات المعبرة للغاية".
ويشار إلى أن حركة "بيغيدا" وهي اختصار لـ "وطنيون أوربيون ضد أسلمة الغرب" قد تأسست في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا وخرجت في أول مظاهرة لها العشرين من شهر تشرين الثاني/ أكتوبر 2014 في المدينة نفسها.
أ.ح/ ح.ع.ح (د ب أ، أ ف ب)
رفض ألماني شعبي لحركتي بيغيدا وليغيدا
بعد حركة بيغيدا خرجت حركة ليغيدا المناهضة للإسلام. كلا الحركتين انطلقتا في شرق ألمانيا، حيث لا يتجاوز عدد المسلمين واحد بالمائة من عدد السكان. وتواجه الحركتان انتقادات على المستويين الشعبي والرسمي في ألمانيا.
صورة من: REUTERS/Christian Liliendahl/Scanpix Denmark
أنصار حركة بيغيدا (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة أوروبا) يرفعون صورة دعائية ضد المستشارة أنغيلا ميركل وهي ترتدي الحجاب. الحركة انطلقت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وتتهم المستشارة بأنها تتخذ سياسة متواطئة مع الإسلاميين.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المستشارة ميركل كانت قد صرحت بأن "الإسلام جزء من ألمانيا"، وذلك في تظاهرة مشتركة مع الأحزاب السياسية وممثلي المسلمين في ألمانيا. هذه التصريحات لاقت ترحيبا من قبل كثيرين، لكنها لاقت أيضا اعتراضات من جهات أخرى.
صورة من: T. Schwarz/AFP/Getty Images
تطالب حركة بيغيدا بوقف أسلمة المجتمع الألماني. الغريب في الأمر أن الحركة بدأت في مدينة دريسدن، التي يصل عدد المسلمين فيها إلى أقل من 1 بالمائة من عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Caroline Seidel
أعلن رئيس حركة بيغيدا لوتس باخمان استقالته من جميع المراكز التي يشغلها في الحركة، على خلفية ظهور صورة له وهو يقلد هتلر، و بعد إعلان الادعاء العام في ألمانيا بدء التحقيقات ضده على خلفية اتهامه بالتحريض العنصري والإساءة للأجانب في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
وفي مدينة لايبتسيغ المجاورة لدريسدن والواقعة في نفس الولاية (ساكسونيا) انطلقت الأسبوع الماضي حركة ليغيدا، وتعني: "سكان لايبزيغ ضد أسلمة الغرب"، على غرار حركة بيغيدا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Endig
واجه متظاهرو حركة ليغيدا تظاهرات حاشدة مضادة تجاوزت أعدادهم. ونجحت الشرطة في منع الصدامات بين المعسكرين في أغلب مناطق المدينة، رغم ذلك حدثت بعض المناوشات بين المتظاهرين في محطة قطارات لايبتسيغ.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
وصف مدير جهاز الاستخبارات المحلي في ساكسونيا منظمي مسيرة لايبزيغ بأنهم "أكثر تشددا" من منظمي تظاهرة دريسدن، لأن زعيم ليغيدا له ارتباطات بالنازيين الجدد، فيما أعلنت كاثرين أورتل من فريق التنظيم في بيغيدا أن حركة ليغيدا ليس لها علاقة بحركتها بيغيدا.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
كرد فعل خرج آلاف الألمان والأجانب للتظاهر ضد الحركتين؛ بيغيدا وليغيدا. المظاهرات المضادة خرجت في مدن ألمانية كبيرة، مثل كولونيا وبون ودوسلدورف وميونيخ وهامبورغ.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
في مدينة دريسدن، معقل بيغيدا، خرجت مظاهرات حاشدة ضد الحركة وتنديدا بمقتل اللاجئ الإريتري خالد إدريس بحري، الذي عثر عليه مضرجا بدمائه قرب مقر سكنه في بيت اللجوء بنفس المدينة.
صورة من: DW/K. Salameh
لاقت حركة بيغيدا تجاوبا في دول أوروبية، وأعلنت أنها فتحت فروعا لها في الدنمارك وإسبانيا والنمسا والنرويج وسويسرا. ونظمت الحركة تظاهرة لها في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ضد "أسلمة الغرب".
صورة من: REUTERS/Christian Liliendahl/Scanpix Denmark