أكثر من مائة ألف متظاهر تجمعوا اليوم الأحد في ساحة ينيكابي في اسطنبول تلبية لدعوة منظمات غير حكومية لتأكيد التأييد للرئيس أردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية وتنديدا بـ "إرهاب" حزب العمال الكردستاني.
إعلان
تجمع أكثر من مئة ألف شخص اليوم الأحد (20 سبتمبر/أيلول 2015) في اسطنبول تنديدا بـ "الارهاب"، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس. يأتي ذلك في وقت تستمر فيه المواجهات الدامية منذ شهرين بين الجيش التركي ومتمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا. وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال أحمد داود أوغلو في كلمة أمام الحشد إن "الأتراك والأكراد إخوة، ومن يريدون إحداث انقسام بينهم هم خونة".
ومن المقرر أن يتحدث الرئيس رجب طيب أردوغان بدوره أمام التجمع. ودعا أردوغان جميع المواطنين إلى المشاركة وكتب على موقع تويتر "أدعو جميع المواطنين إلى التوحد والتجمع وتشكيل صوت واحد ضد الإرهاب. أدعوكم إلى ينيكابي". وتجري التظاهرة في ينيكابي على الضفة الاوروبية لاسطنبول. والتجمع، الذي نظم بناء على دعوة مجموعة منظمات غير حكومية، يتخذ شكل لقاء سياسي لصالح أردوغان قبل ستة أسابيع من الانتخابات المبكرة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر.
وسُمح للمشاركين برفع العلم التركي فقط. ووضع كثيرون منهم أشرطة حمراء على جباههم كتب عليها "الشهداء لم يموتوا، الوطن لا يمكن أن ينقسم". وسبق أن استضافت ساحة ينيكابي تظاهرات كبيرة لحزب العدالة والتنمية الحاكم ويمكنها استيعاب حتى مليون ونصف مليون شخص.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
وكرر داود أوغلو في مداخلته عزم أنقرة على المضي قدما في عملياتها العسكرية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وأكد قائلا: "إننا دمرنا كل المعسكرات حول جبل قنديل وسنواصل ذلك"، مشددا على أن "التصدي للارهابيين سيستمر حتى يسلموا أسلحتهم".
وتجددت المواجهات منذ نهاية تموز/يوليو بين قوات الأمن التركية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، وخصوصا في جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية. وأنهى هذا التصعيد مفاوضات السلام التي كانت بدأت نهاية 2012 بين انقرة والمتمردين الأكراد أملا بوضع حد للنزاع الكردي الذي خلف نحو أربعين الف قتيل منذ 1984. وجمعت تظاهرة مماثلة أكثر من عشرة آلاف شخص الاسبوع الماضي في أنقرة.
ويُتهم الرئيس التركي من قبل معارضيه بتأجيج التوتر بين الجيش وحزب العمال الكردستاني سعيا إلى الفوز في الانتخابات التشريعية المبكرة وتعزيز سلطاته الرئاسية.