الآلاف في شوارع مدريد وبرشلونة ضد الانقسام بشأن كاتالونيا
٧ أكتوبر ٢٠١٧
تظاهر الآلاف في شوارع العاصمة الإسبانية مدريد والعاصمة الكاتالونية برشلونة، ودعوا إلى إجراء محادثات لنزع فتيل أسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا منذ عقود، في وقت تستعد فيه كاتالونيا لإعلان الاستقلال عن المملكة الإسبانية.
إعلان
تجمع الآلاف في شوارع مدريد وبرشلونة السبت (السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2017) في وقت تستعد فيه كاتالونيا لإعلان الاستقلال. وارتدى كثيرون ثياباً بيضاء ودعوا لإجراء محادثات لنزع فتيل أسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا منذ عقود.
ولسكان منطقة كاتالونيا الواقعة شمال شرق إسبانيا لغة وثقافة مختلفة، وهم يطالبون منذ فترة طويلة بأن يكون لهم وضع متفرد عن بقية البلاد، وأجروا يوم الأحد الماضي استفتاءاً حول الانفصال عن إسبانيا وهو تصويت حظرته المحكمة الدستورية.
وتقول سلطات كاتالونيا إن معظم من أدلوا بأصواتهم أيدوا الانفصال وهو أمر تقول مدريد إنه غير قانوني بموجب دستور البلاد لعام 1978. وأحدثت الأزمة السياسية انقساماً ودفعت البنوك والشركات لنقل مقارها خارج كاتالونيا. كما هزت ثقة الأسواق في الاقتصاد الإسباني وأثارت دعوات من المفوضية الأوروبية لأن يجد زعماء كاتالونيا وإسبانيا حلاً سياسياً.
ومن بين المحتشدين في وسط مدريد وقفت روزا بوراس وهي سكرتيرة عمرها 47 عاماً لا تعمل حالياً، وقالت لرويترز: "جئت لأنني أشعر بانتماء جارف لإسبانيا ويحزنني جداً ما يحدث". وكانت بوراس ترتدي قميصاً كتب عليه "كاتالونيا.. نحن نحبك" وكانت تقف وسط آلاف يلوحون بالعلم الإسباني. وقالت: "أردت أن أكون هنا من أجل الوحدة. لأنني أشعر أيضاً بانتماء جارف لكاتالونيا. عائلتي تعيش في كاتالونيا".
وفي حين يقول زعيم كاتالونيا كارلس بوغديمون إنه مستعد لأي وساطة، يصر رئيس الوزراء ماريانو راخوي على أن تكف المنطقة أولاً عن السعي للاستقلال والذي ازداد خلال أزمة اقتصادية امتدت لنحو ست سنوات.
وحشدت حكومة راخوي الآلاف من أفراد الشرطة الوطنية لمنع الاستفتاء، مما أدى إلى اشتباكات مع مواطنين أثناء محاولة إغلاق مراكز الاقتراع في المدارس ورفع صناديق الاقتراع. وأثار عنف الشرطة انتقادات واسعة مما دفع الحكومة لإصدار اعتذار أمس الجمعة، وإن ظل التوتر في ازدياد بعد تردد أنباء عن أن خططاً لإعلان الاستقلال من جانب واحد ستقدم إلى برلمان كاتالونيا يوم الثلاثاء.
إقليم الباسك الإسباني.. نية انفصال على خطى كاتالونيا
03:02
كما أشاعت الأزمة عدم ارتياح بين شركاء إسبانيا في الاتحاد الأوروبي، وناقشت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأمر مع جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، بحسب ما صرح مسؤول بالاتحاد الأوروبي لرويترز.
ويتزايد القلق في العواصم الأوروبية كذلك من الأثر السلبي الذي قد تتركه الأزمة على الاقتصاد الإسباني، رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، ومن احتمال امتداده لدول أخرى.
ع.م/ ي.أ (رويترز)
مدريد واستقلال كاتالونيا - تاريخ من العلاقات المضطربة
الخلاف حول الاستفتاء بين الحكومة المركزية في مدريد وإقليم كاتالونيا وتاريخ طويل من العلاقات المضطربة بين الجانبين تحولا إلى أكبر الأزمات التي تشهدها إسبانيا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
1932
بعد عام على تأسيس الجمهورية الإسبانية الثانية تم تثبيت وضع إقليم كاتالونيا القانوني عام 1932 بمنحها استقلالاً مؤقتاً.
صورة من: picture-alliance/Prisma Archiv
1939-1975
لكن الدكتاتور الإسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو (1892- 1975)، الذي حكم إسبانيا بالنار والحديد حتى عام 1975، ألغى استقلال كاتالونيا وقمع نظامه أي نوع من الأنشطة العامة المرتبطة بالقومية واللغة الكاتالونيين، بعد أن خرج منتصراً من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد.
صورة من: picture alliance/AP Photo
1979
بعد وفاة الجنرال فرانكو عام 1975، منح دستور إسبانيا الديمقراطي الجديد عام 1978 كاتالونيا حكماً ذاتياً، مؤكداً على أن الأمة الإسبانية لا يمكن أن تتجزأ، غير أنها تعترف بحقوق الأقاليم بالإدارة الذاتية.
صورة من: AP
2006
مفاوضات طويلة قادت الحكومة الإسبانية إلى الموافقة على رغبة الكاتالونيين بإعادة إصلاح وضع الحكم الذاتي لإقليمهم، إذ أقر البرلمان الإسباني ميثاق حكم ذاتي لكاتالونيا يعزز سلطات الإقليم المالية والقضائية ويصفه بـ"الأمة".
صورة من: AP
2010
قضت المحكمة الدستورية الإسبانية العليا بإلغاء أجزاء من ميثاق 2006، معتبرة أن استخدام مصطلح "أمة" لوصف الإقليم لا ينطوي على أي "قيمة قانونية" ورافضة الاستخدام "التفضيلي" للغة الكتالونية في خدمات البلدية.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
2012
تظاهر نحو 1.5 مليون شخص في عاصمة الإقليم برشلونة من أجل استقلال كاتالونيا وهتفوا "نحن أمة والقرار لنا"، وقادت تداعياتها إلى انتخابات مبكرة في الإقليم فاز فيها مؤيدو الانفصال عن إسبانيا.
صورة من: AFP/Getty Images
2014
في تحد لمدريد، تجري كاتالونيا اقتراعاً رمزياً على الاستقلال، صوت فيه أكثر من 80 بالمئة، أي ما يعادل 1,8 ملايين شخص، لصالح انفصال الإقليم، إلا أن نسبة المشاركة بلغت 37 بالمئة فقط. حكومة مدريد لم تعترف بالاستفتاء ولم تكن له أي تبعات مباشرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
2015
في انتخابات الإقليم حصلت القوى المؤيدة للانفصال عن إسبانيا على الأغلبية المطلقة في برلمان كاتالونيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/EFE/A. Dalmau
يقع إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا، و تبلغ مساحته نحو 32106 كلم مربع، ويعتبر سادس أكبر منطقة من حيث المساحة في إسبانيا.
صورة من: Imago/Nature Picture Library
العديد من نجوم نادي برشلونة لكرة القدم مثل بيكيه وتشافي ومدرب النادي السابق بيب غوارديولا يدعمون الاستفتاء الإقليم، لكن إدارة النادي لم تؤيد الاستفتاء صراحة، مؤكدة على حق الكاتالونيين بحرية التصويت.