الآلاف يشيعون الفتاة الشجاعة توتشه إلى مثواها الأخير
٣ ديسمبر ٢٠١٤
بحضور آلاف الأشخاص ووريت الشابة الألمانية-التركية توتشه البيرق الثرى في مقبرة البلدة التي ولدت فيها، تاركة خلفها موجة كبيرة من التعاطف بعد أن ضحت بحياتها لتنقذ مراهقتين من التحرش.
إعلان
احتشد آلاف الأشخاص في بلدة فيشترسباخ الصغيرة في ألمانيا اليوم الأربعاء (3 كانون الأول/ ديسمبر 2014) لتشييع جثمان الشابة الألمانية-التركية توتشه البيرق، بعد أن قُتلت في هجوم عنيف إثر حمايتها لمراهقتين كانتا قد تعرضتا للتحرش. وتجمع أفراد عائلة توتشه والكثير من أصدقائها في باحة مسجد فيشترباخ لأداء صلاة الميت على الراحلة، وكان رئيس وزراء ولاية هيسن فولكر بوفيير والسفير التركي لدى برلين حسين عوني كارسلي أوغلو. وبعد الصلاة توجه المشيعون إلى مقبرة بلدة باد زودن-زالمونستر، وهي البلدة التي ولدت فيها توتشه، حيث وُريت الثرى.
حزن وأسى - قصة شجاعة توتشه في صور
الشابة التركية توتشه دفعت حياتها ثمنا لشجاعتها في مساعدة الآخرين، فأصبحت هي الضحية. قصتها أحزنت الآلاف. كانت تحب مساعدة الآخرين، حتى بعد وفاتها تستمر في إنقاذ حياة الآخرين، ذلك أنها قررت التبرع بأعضائها.
صورة من: Reuters//K. Pfaffenbach
موكب حداد حسب التقاليد الإسلامية اجتمع فيه مئات المعزين أتو لوداع توتشه. في المسجد كانت صلاة الجنازة، وبعدها تمت مراسم الدفن حضرها أفراد الأسرة المقربين.
صورة من: Reuters//K. Pfaffenbach
الشابة التركية توتشه ساعدت فتاتين تعرضتا للمضايقة، ففقدت حياتها بعد أن ضربها أحد المتحرشين. جريدة إيطالية وصفتها بأنها "ملاك"، بينما تصدرت قصتها عناوين الصحافة التركية.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
في يوم ميلادها الـ23، الذي تزامن مع يوم وفاتها، توافد 1500 شخصاً لوداع توتشه ووضعوا الورود والشموع أمام المشفى الذي كانت ترقد فيه، بينما كان أحد الفنانين يعزف مقطوعتها الموسيقية المفضلة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roessler
قام الأشخاص المتجمهرون أمام مستشفى سانا-كلينيكوم في مدينة أوفنباخ الألمانية حيث كانت ترقد توتشه برفع لافتات كتبوا عليها "كلنا اليوم توتشه".
صورة من: picture-alliance/dpa/Roessler
في يوم عيد ميلادها لفظت توتشه أنفاسها الأخيرة، حيث صرح متحدث باسم الشرطة مدينة أوفنباخ، مسقط رأس توتشه، أن أجهزة الإعاشة تم نزعها عن الشابة مساء يوم الجمعة بعد أن أعلن الأطباء موتها سريريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roessler
عم الحزن والأسى أمام المستشفى الذي كانت ترقد فيه الطالبة توتشه التي دفعت حياتها ثمن مساعدتها للآخرين وتجمع أكثر من 1500 شخصا لوداعها في مدينة أوفنباخ الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roessler
حتى بعد وفاتها لا تزال توتشه تساعد الآخرين، ذلك أنها كانت قررت من قبل التبرع بأعضائها. ووافقت أسرتها على استئصال الأعضاء قبل أن تنزع الأجهزة عنها.
صورة من: picture-alliance/dpa
الرئيس الألماني يواخيم غاوك قدم التعازي لأسرة توتشه، بينما قال فولكر بوفير، رئيس حكومة ولاية هيسن، إنه "شيء فظيع أن يفقد المرء ابنته التي كانت في مقتبل عمرها".
صورة من: picture-alliance/dpa/Gambarini
اتخذ الآلاف من شبكات التواصل الاجتماعي منبرا للتعبير عن حزنهم لوفاة توتشه. العديد منهم طالبوا على لانترنت بمنح الراحلة وسام الاستحقاق لشجاعتها.
صورة من: picture alliance/AA/Kaman
توتشه قامت بحماية فتاتين تعرضتا للمضايقة. بعدها تعرضت الطالبة لضرب مبرح على يد أحد الجناة أمام مطعم أدى الى وقوعها على الأرض ودخولها في غيبوبة لم تفق منها.
صورة من: picture-alliance/dpa
سجلت كاميرا مراقبة الواقعة، وقال محامي الجاني إنه اعترف بضرب توتشه. حاليا، يتم التحقيق معه بتهمة اعتداء بالعنف أدى إلى وفاة. وتقدمت الفتاتين اللتان ساعدتهن توتشه للشرطة للإدلاء بشهادتهن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roessler
11 صورة1 | 11
وفصلت أجهزة الإعاشة يوم الجمعة الماضي عن الشابة المسلمة بعد حوالي أسبوعين من تعرضها لضربة ألقتها على الأرض في ساحة انتظار للسيارات خارج أحد المطاعم الشهيرة في مدينة أوفنباخ قرب فرانكفورت. ويحتجز شاب (18 عاماً) حالياً فيما يتعلق بالهجوم، ولكن لم توجه ضده أي تهم حتى الآن.
وعرضت صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار مطلع هذا الأسبوع لقطات التقطتها كاميرات مراقبة للحادث الذي وقع في 15 تشرين الثان/ نوفمبر أظهرت رجلاً يحاول إثناء آخر عن مهاجمة البيرق. وأفادت تقارير إعلامية بأن مهاجمة البيرق جاءت بعد قليل من تدخلها ضمن رواد آخرين للمطعم عندما تحرش شباب بتلميذتين في المنطقة التي توجد بها دورات مياه المطعم الذي يقدم وجبات سريعة.
وأثارت وفاة البيرق موجة من الغضب في ألمانيا، وسط مخاوف من أن شوارع الدولة لم تعد آمنة. وتعد الاعتداءات في الأماكن العامة أمر نادر نسبياً في ألمانيا مقارنة بالكثير من الدول الغربية الأخرى. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الجروح التي أصيبت بها البيرق في الرأس قد نتجت عن لكمها أم عن ارتطامها بالرصيف. وترفض الشرطة حتى الآن الكشف عن تفاصيل التحقيق.