الآلام البسيطة التي تصيب الإنسان من وقت لآخر، لا ينبغي إهمالها والتقليل من شأنها، فقد تشكل ناقوسا وإنذارا للجسم من وجود خطر ما، ويمكنك تجنب الكثير من الأمراض إذا استجبت لهذا الإنذار مبكرا واستشرت طبيبك.
إعلان
الآلام التي تصيب الإنسان تكون بطيعة الحال مزعجة، وعلى الرغم من أن الألم إحساس غير مرغوب به إلا أنه قد يشكل ناقوسا للخطر وإنذارا للجسم من خطر ما، ويمكنك تجنب الكثير من الأمراض إذا استجبت لهذا الإنذار مبكرا واستشرت طبيبك.
في الحياة اليومية هناك الكثير من الحالات والحوادث التي تمر على الإنسان وتسبب له مشاكل صحية وآلاما مختلفة، كجرح صغير في إصبع اليد أو التواء القدم أو مغص في المعدة بعد يوم وجبة ما أو في نهاية عمل طويل وشاق. والآلام تعمل كجهاز إنذار للجسم لتحذره من خطر ما، أو من اختلال عمل جهاز ما في الجسم، وهي كالشعور بالجوع تطالب الجسم باتخاذ إجراء عاجل لتفادي الخطر، كما ذكر موقع "بريغيتيه" الألماني.
البحث عن الأسباب
وهناك عدة أنواع من الآلام، منها بدنية كالجروح والحروق، وهذه يمكن معرفة أسبابها ويمكن معرفة علاجها. وهناك آلام أخرى قد يصعب من الوهلة الأولى معرفة أسبابها، كآلام الظهر والكتفين، وقد تكون أسبابها التواء أو تشنج العضلات أو قد تكون أسباب أخرى نفسية لا تقل خطورة على الأسباب البدنية وتسبب أيضا آلاما مختلفة في الجسم واختلالا في وظائفه.
مواد طبيعية مهدئة للآلام ومسكنة للأوجاع المزمنة
نستعرض لكم هنا بعض أهم مسكنات الألم الطبيعية والأعشاب المتاحة التي تقوم بتخفيف الآلام المزمنة بطريقة لطيفة. وينبغي أيضا بالإضافة إلى ذلك التفكير في نظام غذائي مناسب يعمل على تخفيف الالتهابات والأوجاع الجسدية والحد منها.
صورة من: margo555/Fotolia
عشبة مخلب الشيطان: تعمل منذ مئات السنين على تخفيف آلام العضلات والعظام "الجهاز الحركي للإنسان". ويوصى بها لعلاج هشاشة العظام وآلام الظهر نظرا لخصائصها الجيدة المضادة للالتهابات. أظهرت دراسة علمية عام 2006 أن جرعة يومية (من 50 إلى 100 ميلليغرام) من كبسولات هذه العشبة المتوفرة في الصيدليات هي وسيلة موثوقة لتخفيف الآلام.
صورة من: Imago
الكركمين: مادة صفراء من البهارات موجودة في خلطة الكاري الهندي. وأظهرت الدراسات أنها تخفض مستويات الالتهاب في الدم وبالتالي فهي مفيدة لتخفيف الألم. تناول بهار الكركمين ثلاث مرات (من 400 إلى 600 ميلليغرام على الأقل) يساعد على تخفيف الألم المختص به. وقد يكون من الضروري زيادة الجرعة إلى 3 أو 5 غرامات يوميا. في الصورة بهارات متنوعة.
صورة من: Holger Casselmann
زهرة العطاس: الجدات يستخدمن مرهم زهرة العطاس أو صبغتها في معالجة الإصابات الناتجة عن ممارسة الرياضة كآلام العضلات والمفاصل. فرك المرهم على سطح الجلد يسرع من الشفاء ويخفف الألم.
صورة من: Fotolia/Fel1ks
البخور: يوجد داخل أشجار البخور، وبالإمكان أيضا دهن زيوت البخور على الجلد لتخفيف الألم والحد من تفاقم الالتهابات. ويمنع البخور رد فعل الجهاز المناعي المبالغ فيه الذي الناجم عن التهاب المفاصل والذي يعتبر من أمراض المناعة الذاتية، ويحسن البخور هنا القدرة على الحركة. وباستخدام عشبة الكركم بالإضافة إلى البخور تزداد القدرة على الشفاء.
صورة من: Anne Allmeling
الإنزيميات البروتينية: تقوم بتحليل البروتينات إلى أجزاء أصغر، وهي موجودة بشكل طبيعي في الجسم البشري. ومن المعروف أن الإنزيمات المحللة للبروتين تقلل من مستوى الالتهاب في الدم وتعمل ضد التورمات والألم والانتفاخات الممتلئة بالماء. ويتم تناولها على شكل كبسولات تنفتح في الأمعاء ثم تذهب إلى مجرى الدم. الصورة رمزية لجزيء بروتين.
صورة من: M. Rief
الزنجبيل: يعتبر من مسكنات الألم الطبيعية، ويستخدم الزنجبيل ضد آلام العضلات والمفاصل وكذلك لتخفيف الصداع النصفي والغثيان.
صورة من: Fotolia/kostrez
أحماض أوميغا 3 الدهنية: لا يمكن للجسم البشري إنتاجها بنفسه، ولكنها مهمة للعديد من العمليات والمهام الجسدية. ولذلك على الإنسان معرفة الأغذية المتوفرة فيها هذه الأحماض، مثل سمك السلمون والتونة والسردين وفي بذور اللفت والكتان وزيت الجوز، ويمكن تناولها أيضا على شكل مكملات غذائية من الصيدلية. وهي مضادات قوية للأكسدة وتخفف من الالتهابات والألم وتستخدم في علاج هشاشة العظام.
صورة من: picture-alliance/chromorange
المغنيسيوم موجود مثلا في اللوز والجوز: ويفيد ضد اضطرابات الدورة الدموية وتشنجات العضلات وانخفاض إيصال المواد المغذية إلى خلايا الجسم. فكل هذا يمكنه أن يسبب الألم، وذلك نتيجة لنقص المغنيسيوم. المعادن مثل المغنيسيوم تريح الجسم والنفس، وإراحة كليهما مهم للحد من الألم، كما نقل موقع "تسينتروم دير غيزوندهايت " الإلكتروني. إعداد: علي المخلافي
صورة من: margo555/Fotolia
8 صورة1 | 8
الدكتورة يوليكا شون، وهي طبيبة أخصائية في علاج الآلام في المستشفى الجامعي في مدينة لوبيك الألمانية، تنصح من جانبها بـ"مراجعة الأطباء لمعالجة الآلام في حالة ظهور تغييرات كبيرة مفاجئة في نوع الآلام أو ظهورها عند القيام بأعمال أو نشاطات معينة". وتحذر الطبيبة من إهمال بعض الآلام كالحمى المفاجئة أو القيام المفاجئ من النوم بسبب ألم ما أو عند الشعور بأن أحد أعضاء الجسم لا يمكنه الحركة بصورة طبيعية، أو عند الشعور بوجع وصداع الرأس وآلام في الصدر. فبعض هذه الآلام لها دلالات على أن الجسم لا يعمل بصورة طبيعية، وحتى أن بعضها يشير إلى أن الجسم قد بتعرض إلى نوبة قلبية حادة أو نزيف في الدماغ.
دلالات الألم الطبية
وعلى الرغم من أن الألم إحساس غير مرغوب به إلا أنه يشكل ناقوسا للخطر للجسم وظهوره يعني ردة فعل انعكاسية من الجسم ومن الدماغ لحماية الجسم من مؤثر خارجي أو داخلي قد يتلف الأنسجة أو يعطل عمل الجسم. وهنا على الشخص معرفة سبب الألم وعدم تجاهله، إذ أن التشخيص الصحيح قد يجنب الكثير من المخاطر الصحية. فوجع الرأس قد يعني مثلا أن الشخص يتبع عادات حياتية سيئة، وقد يعني أيضا قلة السوائل في الجسم أو قلة النوم أو مشاكل نفسية وتوتر عالي.
ووجع الرأس المستمر قد يكون أيضا أحد أعراض الإصابة بمرض الكآبة أو الإصابة بفيروس ما أو خلل في الغدة الدرقية. ولذلك تنصح الطبيبة أستريد غيندولا أخصائية الأعصاب في مدينة أسن الألمانية بتسجيل جميع أنواع الآلام وعدد مرات ظهورها في دفتر خاص ومن ثم عرضها على طبيب أخصائي خاص لمعرفة أسبابها، كما ذكر موقع "بريغيتيه" الألماني.
وتقول الطبيبة أستريد بهذا الصدد: "يتعرف المرضى بهذه الطريقة على آلامهم ويمكنهم تحديدها بصورة جدية عند تسجيلها".